جاء في الأجوبة النافعة على أن دعاء الخطيب يوم الجمعة بدعة فكيف الرد على من يرى مشروعيته وخاصة أن الحكم بن مروان كان يرفع يديه في الخطبة؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
جاء في الأجوبة النافعة على أن دعاء الخطيب يوم الجمعة بدعة فكيف الرد على من يرى مشروعيته وخاصة أن الحكم بن مروان كان يرفع يديه في الخطبة؟
A-
A=
A+
السائل : ذكرت لنا يا شيخ أن الأجوبة النافعة على أن الدعاء دعاء الخطيب يوم الجمعة بدعة.
الشيخ : أي نعم.
السائل : وذكرتم قصة بشر بن مروان كما فهم البيهقي وغيره فيحتجون علينا بهذا ويقولون ما فيه كثير فهم أو كثير علم بهذا
الشيخ : يحتجون بماذا على ماذا؟
السائل : على مشروعية الدعاء فإذا تكلمت في هذه المسألة في فهم هذا ثم نعود إلى فعل الصحابة لعلنا نجد شيئا فوجد تفسير كتابا ولكنه ليس مخرجا ولا في السنة حبذا لو ذكرتم لنا شيئا من هذا.
الشيخ : ما فيه داعي من ذكر شيء من الواضح أنه مذكور في الرسالة وما في الرسالة فيه عندنا كفاية يعني ما فيه عندنا شيء زائد عما هناك حتى نذكر منه شيء وحينما نقول عن شيء بدعة نعم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته كأنه فيه شيء وإلا ما فيه شيء
السائل : أيوة أعد النظر
الشيخ : فما عندي أكثر مما هو مذكور هناك
السائل : طيب ما سمعت حديث الاستدلال حديث
الشيخ : آه تذكرت الآن الكلام قلت إذا قيل عن الشيء بأنه بدعة فذلك يعني أنه لم يكن من عمل السلف فالذي يريد أن يستدل على خلاف ما يقال أنه بدعة فهو يعني أنه عبادة فعليه أن يأتي بالدليل ولا يصلح الدليل دليلا إذا استدل المستدل بدليل عام لأن البحث خاص وهذا الكلام فيه شيء من الدقة ومهم جدا وينبغي بيانه يعني مثلا كالحديث الذي هو من أدلة شرعية رفع اليدين في الدعاء قال عليه السلام ( إن الله تبارك وتعالى يستحي من عبده إذا رفع يداه أن يردهما خائبتين ) هذا حديث فيه تشريع رفع اليدين عند الدعاء فإذا اتخذ هذا الحديث دليلا على شرعية رفع اليدين في البحث السابق ذكره أي بعد الصلاة ما يصح الاستدلال به لأنه من باب الاستدلال بالنص العام في موضع خاص فلكي يتم الاستدلال يجب إثبات أن هذا المفهوم بهذا الدليل قد جرى عليه عمل الرسول عليه السلام أو عمل السلف الصالح فإذا لم يجر العمل به لم يجز العمل به ولو كان داخلا في عموم النص كمثل رفع اليدين بالدعاء عقب الصلوات فلذلك إذا كان معروفا عند العلماء أن شيئا ما بدعة فلا يصح الرد لهذه البدعة بدليل عام لأن الدليل العام لو كان دليلا صالحا في تلك الجزئية بذاتها لكان سلفنا الصالح قد طبقوه على تلك الجزئية وعملوا به والحقيقة أن أكثر البدع التي ابتلي المسلمون بها منذ المئات من السنين هي من هذا النوع أي لا تخلو هذه البدع من أدلة عامة فالبدعة تأتي من جهة ما دخلها من تقييد أو تخصيص بزمن أو بعدد أو بكيفية كل هذه الأوصاف هي تشريع والتشريع لا يكون إلا من عند الله وعلى لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنكر الصحابي اسمه رؤيبة ولا إيش ابن رؤيبة
الحلبي : عمارة بن رؤيبة
الشيخ : عمارة بن رؤيبة أحسنت ابن رؤيبة هذا صحابي أنكر على مروان بن الحكم أنه رفع يديه وسبه وقال إن الرسول عليه السلام ما كان يزيد على أن يشير بإصبعه فهذا يؤخذ منه شيء وهو أن رفع اليدين في الخطبة ليس مشروعا فالذي يريد أن يثبت شرعية رفع اليدين وبصورة مستمرة في خطب الجمعة عليه أن يأتي بالدليل لأن الدليل العام الذي ذكرناه آنفا لا يكفي نحن مثلا نأتي الآن بدليل خاص فقد جاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة لما جاء ذاك الأعرابي قائلا يا رسول الله هلكت الأموال والعيال من قلة الأمطار فادع الله لنا فرفع يديه عليه السلام حتى بان إبطاه وقال ( اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا ) فجاشت السماء بالأمطار كأمثال القرب فهذا رفع لليدين وفي خطبة الجمعة ولكن بمناسبة الاستسقاء فالذي يريد أن يثبت رفع اليدين بصورة عامة في خطب الجمعة ويرد بذلك قول العلماء الذين قالوا إن هذا الرفع بدعة يحتاج إلى مثل هذا الحديث الذي جاء صريحا ليثبت أن الرسول عليه السلام رفع يديه في خطبة الجمعة لكنه خاص في صلاة الاستسقاء فعلى من يخالف كون الرفع بدعة أن يأتي بحديث غير هذا لأن هذا مقيد بدعاء الاستسقاء في خطبة الجمعة.

مواضيع متعلقة