ما هو ضابط السفر وضابط الإقامة ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هو ضابط السفر وضابط الإقامة ؟
A-
A=
A+
السائل : فضيلة الشيخ القصر في سفر يعني هل له مدة معينة و إن لم يكن سؤالي ما هو ضابط الإقامة في بلد ما ضابط الإقامة في بلد ما ؟
الشيخ : الضابط هو القصد و النية القصد و النية و قد يقترن معه العمل في كثير من الأحيان لكن الأساس هو النية و واقع الناس في الواقع هو الذي يحدد عليهم إذا كانوا مسافرين أو مقيمين في حالة نزولهم في بلد هو غير بلدهم و الفقهاء جزاهم الله خيرا كانوا يلاحظون هذه الأشياء بدقة التي يغفل عنها الجماهير فمعلوم في الفقه أن الرجل إذا كان له زوجتان كل واحدة منهما في بلد فهو إذا خرج مسافرا من بلدها إلى بلد الزوجة الأخرى فهو ما بين البلدتين مسافر لكنه في كل من البلدتين مقيم ذلك لأن المسافر عادة إنما يغادر بلده إلى بلد آخر أو مكان آخر لقضاء حاجات له لا يدري هل هذه الحاجة تقضى له في ساعة أو في يوم أو في أيام لذلك يقولون أن المسافر إذا نزل بلدا لقضاء بعض الحاجات فهو مسافر بشرط أن لا يعرف و لا ينوي الإقامة فيقول أنا ا أنهي أعمالي و مصالحي و أسافر فلا تقضى يقول إذا بعد غد و هكذا و قد يقيم ما شاء الله أسابيع بل و شهور و هو في هذا التردد لما ينوي الإقامة بعد لأنه يريد أن يعود إلى بلده و قد تأملت في بعض النصوص الشرعية فوجدتها أدقها تعبيرا قول الله عز و جل في سورة البقرة حينما يقول (( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم )) إلى آخر الآيات إلى أن يقول (( فمن كان منكم مريض أو على سفر )) قصدي هنا لم يقل أو كان مسافرا إنما أو على سفر (( فمن كان منكم مريض أو على سفر فعدة من أيام آخر )) فقد يكون من الواضح جدا في المثال السابق حينما ضربنا للرجل ذي الزوجتين قلنا هو ما بين البلدين مسافر لكن حينما يطب في البلد الآخر عند زوجته الأخرى هو لا يكون على سفر و بالتالي لا يكون مسافر من باب أولى و ليس كذلك من خرج مجاهدا أو خرج متاجرا يجاهد الكفار لا يدري متى تكون العودة إلى بلده فهو في ذلك البلد لايزال مقيما إلا هنا يخرج حكم المرابط مثلا الذي يوضع كحارس على الحدود و هو مقيم هناك نوي الإقامة فقوله تعالى (( فمن كان منكم مريضا أو على سفر )) كلمة على سفر هي التي يجب أن يراقبها من نزل في بلد هل هو على سفر أم هو على إقامة فإن كان على سفر مهما طالت المدة فهو في حكم المسافر و إن لم يكن على سفر و نوى الإقامة و لا حد لهذه الأيام مادام نوى الإقامة و كمثال للأمر الأول ما صح عن بعض السلف و منهم عبد الله بن عمر أنه كان في نحو هذه البلاد في أذربجان و أمثالها كانوا مجاهدين غزات في سبيل الله فغلبتهم الثلوج فبقوا ستة أشهر و هم يقصرون لأنهم كانوا بانتظار زوال الثلوج و افتتاح الطرق حتى يعودوا إلى بلدهم .

مواضيع متعلقة