كلمة عن حديث الجارية في ( أن الله في السماء ). - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلمة عن حديث الجارية في ( أن الله في السماء ).
A-
A=
A+
الشيخ : أرجو أن أنهي هذا الكلام بهذا الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث سيد الجارية و اسمه معاوية ابن الحكم السلمي قال " صليت خلف النبي صلى الله عليه و آله و سلم يوما فعطس رجل بجانبي فقلت له يرحمك الله فنظروا إليّ هكذا يسكتونه لكني قال ما سكت و إنما قلت " هو يصلي انتبهوا و يقول لمن عطس يرحمك الله هذا يدل أنه كان حديث عهد بالإسلام فلما قال لمن عطس بجانبه يرحمك الله نظروا إليه هكذا بأطراف أعينهم مسكتين له لكنه ما سكت بل زاد تضجرا و صاح بأعلى صوته و هو يصلي قال " وا ثكلى أميّاه ما لكم تنظرون إليّ ؟ " هو ما يظن أنه أساء عملا في الصلاة " ما لكم تنظرون إلي فأخذوه ضربا على أفخاذهم يسكتونه قال فلما قضى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الصلاة أقبل إليّ " تصوروا الآن مثل هذه القصة تقع من بعض المصلين ثم يقبل الإمام إليه ماذا يتصور أنه سيفعل به ؟ لابد أن ينهره على الأقل إن لم يبادره بالضرب هكذا تصور معاوية بن الحكم السلمي لكن و الحمد لله خاب تصوره لأنه عبّر عن ذلك بقوله بلسان عربي مبين " فوالله ما قهرني و لا كهرني و لا ضربني و لا شتمني " حيوان , ما تفهم , جاهل , الكلمات التي نسمعها في كثير من الأحيان من بعض المشائخ أو أئمة المساجد فيما إذا أخطأ معهم أحد المصلين , و إنما قال لي عليه الصلاة و السلام و إنما قال لي ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ) المخاطبة في الصلاة ( لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي تسبيح و تحميد و تكبير و قراءة القرآن ) لما وجد معاوية بن الحكم السّلمي و أذكركم هذا غير معاوية بن أبي سفيان الأموي , لما وجد هذا اللّطف و كل شيء من معدنه الطبيعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم تفتح قلبه ليسأل نبيه صلى الله عليه و سلم عن ما يشعر أنه بحاجة ليسأله فقال يا رسول الله إنا منا أقواما يتطيرون أي يتشاءمون ببعض الأشياء و هذا من جاهلية القرن العشرين ليس في الكفار و المشركين و إنما في المسلمين أيضا يتطيرون من أشياء كثيرة و كثيرة جدّا و أظن أنكم تعلمون بعض الأمثلة , إنّا منّا أقواما يتطيرون قال ( فلا يصدّنكم ) لا يصدّنكم انظروا لم يقل لهم لا تطيّروا و إنّما قال ( لا يصدّنكم ) أي إذا تطيرتم فامضوا فيما كنتم ماضين فيه و لا ترتدوا على أعقابكم لسبب طيرة عرضت لكم كلمة التطير اشتقت من الطير كان الجاهلي إذا عزم على السّفر و خرج فأول طير يراه يطير كأي حيوان يخاف من الإنسان فإنه يطير يمينا أو يسارا فإن طار هذا الحيوان هذا الإنسان الذي هو ... منه يتفائل فإن طار يسارا يتشائم و يرتد إلى داره و لا يسافر قال إنّا منا أقوام يتطيرون قال ( فلا يصدّنكم ) خرجت إلى سفر امض هو هذا شو بيعرفه الخير في المستقبل أو شر امض إلى ما خرجت إليه قال إنا منا أقواما يأتون الكهان قال ( فلا تأتوهم ) قال إنا منا أقوام يخطون أي ضرب الرمل كما هو معلوم قال ( قد كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه خطّه فذاك ) هذا كما يقول العلماء تعليق بالمحال يقول عليه الصلاة و السلام جوابا عن ذاك السؤال قد كان نبي من الأنبياء من قبلي معجزة له يخط في الرمل فيطلع على بعض المغيبات بواسطة الرمل فمن وافق خطه من هؤلاء الكهان المنجمين خط ذلك النبي الكريم فذاك أي المصيب و هيهات أن يوافق خط الدجال خط النبي الصادق الأمين ( قد كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه خطه فذاك ) الآن يأتي الشاهد قال يا رسول الله عندي جارية ترعى غنما لي في أحد عند جبل أحد في المدينة فسطا الذئب يوما على غنمي و أنا بشر أغضب كما يغضب البشر فصككتها صكة و علي عتق رقبة فقال عليه السلام ( ائت بها ) فلما جاءت إليه قال لها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم هنا الشاهد ( أين الله ؟ ) قالت في السّماء قال لها ( من أنا ؟ ) قالت أنت رسول الله فالتفت إلى سيدها و قال لها ( اعتقها فإنّها مؤمنة ) شهد النبي صلى الله عليه و سلم لهذه الجارية التي كانت ترعى الغنم لسيدها و من غفلتها و ضعفها سطا الذئب على غنمها الأمر الذي أغضب سيدها فصكها و صفعها تلك الصفعة على خدها فامتحنها الرسول عليه السلام بهذين السؤالين ( أين الله ؟ ) قالت في السّماء قال ( من أنا ؟ ) قالت أنت رسول الله قال لسيدها ( أعتقها ) أي إذا أعتقها فقد وافيت بنذرك فإنها مؤمنة الآن اسألوا الناس ليس عامة فإنكم تسمعون عامة الناس في مجالسهم يقولون الله موجود في كل الوجود , الله موجود في كل مكان إذا الجارية التي كانت ترعى الغنم هي أفقه منهم ليت الأمر وقف أفقه من هؤلاء العامة الذين يتكلمون بهذه الجاهلية في مجالسهم , لا أنت سألت الدكاترة إلا من شاء الله و قليل ما هم أين الله ؟ قال لك لا يجوز يا أخي هذا السؤال الله في كل مكان أو يقول لك الله موجود في كل الوجود أو يقول ليس لله مكان هذا كله خلاف القرآن و السنة و الجارية التي نطقت حقا إنما نطقت بآية من آيات الله الكثيرة بمعنى (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير )) إذا الجارية عرفت العقيدة الصحيحة فما بالنا نحن اليوم ما نعرف هذه العقيدة الصحيحة الأمر يعود إلى شيئين اثنين الشيء الأول الجهل بالسنة الصحيحة و الشيء الثاني أن الجماهير غفلت عن الأصل الثالث و هو على ما كان عليه السلف الصالح فعلى ما كان السلف الصالح في الجواب عن سؤال أين الله ؟ الجارية أجابت و أقرها الرسول عليه السلام و على ما كان سلفنا الصالح كما قال الإمام عبد الله بن المبارك من كبار شيوخ إمام السّنة أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنه و عن من جاهد في سبيل الله عن العقيدة و السنة قال عبد الله بن المبارك رحمه الله " الله تبارك و تعالى فوق عرشه فوق عرشه بذاته " ليس في كل مكان كما يقول الجهلة الله تبارك و تعالى فوق عرشه بذاته بائن من خلقه ليس كما يقول الصوفية الله مخالف للكون " و ما الله في ... إلا كثلجة بها الماء " هذه عقيدة الصوفية القائلون بوحدة الوجود الله تبارك و تعالى فوق عرشه بذاته بائنا من خلقه و هو معهم بعلمه , فعلمه في كل مكان أما الله عزّ و جلّ فكما قال (( على العرش استوى )) و الآيات الكثيرة و بهذا القدر كفاية فقد استطردت كثيرا لكن أرجو أن أكون قد أوضحت عن دعوتنا و عن الفرق بين دعوتنا و دعوة الآخرين الذين يشاركوننا أما الذين لا يشاركوننا فلا نتحدث عنهم , الذين يشاركوننا في الدعوة إلى الكتاب والسنة فنحن نختلف عنهم و هم يختلفون عنّا أننا لا نرضى أن نفهم الكتاب و السّنة إلا على ما كان عليه السّلف الصالح و بذلك ننجو من أن ننحرف يمينا و يسارا كما انحرف كثير ممن أيضا ينتمون إلى الكتاب و السنة .

مواضيع متعلقة