بيان السبب في عدم مشروعية تعدُّد الجماعة في المسجد الواحد ، وذكر أدلة وجوب صلاة الجماعة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان السبب في عدم مشروعية تعدُّد الجماعة في المسجد الواحد ، وذكر أدلة وجوب صلاة الجماعة .
A-
A=
A+
الشيخ : ثم نحن نجد أن السِّرَّ في هذا الحكم أمر كبير وعظيم جدًّا ؛ ذلك لأن الله - عز وجل - حينما أمَرَ المسلمين بإقامة الصلاة لم يقِفْ عند هذا الأمر فحسب ، وإنما ضمَّ إلى ذلك الأمر بإقامتها مع الجماعة في المسجد ، وذلك قول الله - تبارك وتعالى - : (( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ )) ، (( وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ )) صلوا مع المصلين ؛ أي : جماعةً ، هذا النَّصُّ القرآني يُثبِت لنا وجوب صلاة الجماعة كما يُثبِت لنا وجوب إقامة الصلاة وإحسان أدائها ، (( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ )) .

ثم تأتي السنّة فتؤكد وجوب صلاة الجماعة هذه بأحاديث كثيرة ، من أهمها قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( لقد همَمْتُ أن آمُرَ رجلًا فيصلي بالناس ، ثم آمُرَ رجالًا فيحطبوا حطبًا ، ثم أخالِفَ إلى أناس يَدَعون الصلاة مع الجماعة فأحرِّق عليهم بيوتهم ، والذي نفس محمد بيده ؛ لو يعلم أحدهم أنه يجد في المسجد مرماتَين حَسَنَتَين لَشَهِدَها ) ؛ يعني صلاة العشاء ، هذا حديث فيه ترهيب شديد للذين يتأخَّرون عن صلاة الجماعة في المسجد طبعًا لغير عذر شرعي ، ويظهر لكم عظمة أو خطورة هذا الترهيب إذا ما ذكرتم حديثًا آخر يشبه هذا ، هذا في " الصحيحين " من حديث أبي هريرة في الترهيب عن التخلُّف عن صلاة الجماعة وصلاة العشاء بصورة خاصَّة ، وهناك حديث في " صحيح مسلم " عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لقد هَمَمْتُ أن أحرِّقَ بيوت المتخلِّفين عن صلاة الجمعة ) ، والشاهد من مجموع الحديثين أنه أوْعَدَ المتخلِّفين عن صلاة الجماعة بمثل ما أوعَدَ المتخلِّفين عن صلاة الجمعة .

مواضيع متعلقة