هل يجوز للرجل أن يؤم الناس في صلاة التراويح وهو يقرأ القرآن من المصحف.؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يجوز للرجل أن يؤم الناس في صلاة التراويح وهو يقرأ القرآن من المصحف.؟
A-
A=
A+
السائل : هل يجوز لرجل يؤم الناس في صلاة التراويح وهو يقرأ من المصحف ؟

الشيخ : هذه مسألة اختلف فيها العلماء منذ القديم ، منهم من أجاز ذلك ، ومنهم من كرهه ، أنا بصف نفسي مع الذين كرهوا لسببين اثنين :

السبب الأول : وقبل هذا حتى ما يفوتني نصيحة أوجهها للأخ هذا منشان نريحه ، أنه لما دخل المجلس بسلم كل واحد من الجالسين ، السلام عليكم ، السلام عليكم ، السلام عليكم ، السلام عليكم يوم رايح يأتيك رايح تتعب وأنت بتقول السلام عليكم ، والله أراحك ؛ لأنه لما أنت بتقول السلام عليكم شمل الجميع ؛ لذلك هذه بتريح نفس إن شاء الله ، بنقول لسببين اثنين :

السبب الأول : أنه لم يكن من عمل السلف ، السلف الصالح ، ما كانوا يقرؤون في صلاة التراويح يؤمون الناس والمصاحف بأيديهم ، وهذا أمر طبيعي جداً لماذا ؟ شوفوا النتائج كيف تختلف لأن أئمتهم ما كانوا مثل أئمتنا ، أئمتهم كانوا علماء ، كانوا حفاظا لكتاب الله عز وجل ، اليوم أكثر أئمتنا محوشين ولا مؤاخذة تحويش ؛ لأنه صارت الإمامة وظيفة كأي وظيفة من وظائف الدولة ، المفروض في الإمام أن يحفظ قسماً كبيراً إذا ما قلنا يحفظ القرآن كله من أوله إلى آخره ، فأن يحفظ قسماً كبيراً من كلام الله عز وجل حتى يؤم الناس وما يملوا قراءته ؛ لأن الإنسان طبيعته الملل ، ولو كان يسمع كلام الله ، فهو يمل لكن لما ينوع الإمام كل كم يوم يسمع آية جديدة ؟ خاصة فيما إذا وضع ذهنه فيما يتلوا الإمام فتصبح الفائدة مزدوجة ، فالأمر الأول إذا هو لأن السلف الصالح ، ما كانوا يؤمون الناس والمصاحف في أيديهم .

والسبب الثاني : فهم ضمناً أننا إذا فتحنا باب تجويز إمامة الأئمة للناس من المصحف صرفنا الأئمة عن العناية بحفظ القرآن علماً أن القرآن حفظه ليس بالأمر السهل ، وقد أشار الرسول عليه السلام إلى هذا الأمر ، بقوله : ( اقرءوا هذا القرآن وتغنوا به ، فوالذي نفس محمد بيده إنه أشد تفلتاً من صدور الرجال من الإبل من عقلها ) ، أنتم معشر العرب تعرفون هذا الكلام يلي يقوله الرسول عليه السلام أشد تفلتاً من الإبل من عقلها ، هكذا القرآن يتفلت من صدر الحافظ إلا ما دام عليه قائما بالحفظ ، الناس اليوم يطلبون الراحة وأنت لما بتقول للناس اقرءوا من المصحف أرحتهم ، وليس هذا من مقاصد الشريعة ، المقاصد هي أنك تحضهم على العناية بالقرآن كما قال عليه السلام : ( اقرءوا هذا القرآن ) مفهوم ( وتغنوا به ) ما معناه ؟ فسره العلماء على وجهين : الوجه الأول : تغنوا به أي استغوا به على أن تطلبوا به أجر الدنيا دون الآخرة ، كما يفعل بعض القراء اليوم مع الأسف ، حيث يُدعون بمناسبة وفيات ومآتم يدعى القارئ المشهور أو المقرئ المشهور فيتفق معه على أجر مسمى من أجل أن يقرأ على روح الميت مثلاً سورة يس ، وعلى قدر طول القراءة يكون طول الأجر ؛ لأنه صارت تجارة ، هذا الذي أشار الرسول عليه السلام إلى الانصراف عنه لقوله : ( وتعنوا به ) أي استغنوا بتلاوة القرآن عن تحصيل أجر الدنيا ، المعنى الثاني : وهو معنى معقول ووجيه جداً ( تغنوا به ) يعني كما قال عليه السلام في الحديث الآخر : ( حسنوا أو زينوا القرآن بأصواتكم ) ، ( زينوا القرآن بأصواتكم ) ، وأصرح منه قوله عليه السلام : ( من لم يتغن بالقرآن فليس منا ) ، وحديث آخر : ( لله أشد أذناً لنبي يقرأ القرآن يتغنى به يجهر به ) ، أي أن الله عز وجل أشد ما يكون استماعاً لصوت ليس هناك شيء أكثر من صوت نبي يقرأ القرآن يتغنى به ، يرفع صوته به ، فالتغني بالقرآن أمر مرغوب فيه جداً، لكن ليس المقصود بهذا التغني بالمعنى الثاني هو أن نقرأ القرآن على التقاسيم الموسيقية ، وعلى القوانين الغربية ، هذا ينبغي أن نرفع القرآن عن مثل ذلك ، لأنه كلام الله عز وجل ، وإنما ينبغي أن يقرأ القرآن كما قال عليه الصلاة والسلام : ( خيركم ) أو كما قال عليه السلام ، ( قراءة من إذا رؤي يقرأ القرآن رؤي أنه يخشى الله ) ، هذا خير الناس قراءة، ما إذا سمعه يقرأ القرآن ، تظن فيه أنه يخشى الله ، أما هذا التطريب ، هذا الصعود وهذا النزول وذاك التنغيم الذي يتبع بعض القراء ، الله ، زادك الله كذا ، اللهم صل على النبي ، من الصياح والزعاق ، هذا ليس من الأدب في تلاوة القرآن الكريم أبداً ، وإنما واجب المستمعين الإصغاء لما يتلى عليه من كتاب الله والتدبر فيه ، أما هذا الصياح و الزعاق يصرفهم عن الإصغاء لما يُتلى عليهم من كلام الله تبارك وتعالى ، الشاهد ...

مواضيع متعلقة