إمام رفض الجمع بين الصلاتين في المطر ، فتقدَّم أحد المأمومين وصلى بالناس ؛ فهل صلاة المأمومين باطلة ؟ وهل يجوز للإمام أن يرفض الجمع بين الصلاتين في حالة المطر ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
إمام رفض الجمع بين الصلاتين في المطر ، فتقدَّم أحد المأمومين وصلى بالناس ؛ فهل صلاة المأمومين باطلة ؟ وهل يجوز للإمام أن يرفض الجمع بين الصلاتين في حالة المطر ؟
A-
A=
A+
السائل : صليت بالناس المغرب وما قبلت الجمع ، بعدما أنهيت الصلاة تقدَّم رجل آخر ، أقام الصلاة وتقدَّم وصلى بالناس العشاء .

الشيخ : بإذن الإمام ولَّا ؟

السائل : لا ، بدون إذني ، بدون إذني .

الشيخ : هذا سبق الجواب بارك الله فيك .

السائل : ما أقول لك ، إلى أن نبَّهت المصلين أنُّو صلاتهم غير جائزة ، فخفنا من الفتنة أنه ... أنُّو الصلاة جائزة ويعني .

الشيخ : نحن نقول هذا الكلام خوفًا من مثل هذا .

سائل آخر : شيخ ، بتكون الصلاة باطلة في هَيْ الحالة ؟

الشيخ : لا ، ما بتكون باطلة ، تكون صحيحة ، ولكن ما بتكون يعني مشروعة أو مسنونة .

...

جماعة ؟

السائل : لا ، ما كانت .

الشيخ : منشان إيش الجمع ؟

السائل : اعتادوا ، لأنُّو في إمام في المسجد يجمع كثيرًا ، فاعتادوا على جمع الناس .

سائل آخر : تقول : اعتادوا على ... .

السائل : اعتادوا على ... .

الشيخ : اعتادوا على الجمع كل مناسبة .

سائل آخر : في المطر بدو يكون .

السائل : ... هداك اليوم ... أي شيء يعني لو هبَّت ريح بسيطة بدهم جمع .

سائل آخر : ما في داعي ، يا شيخ ، عم يقول يعني لما كان إمامكم بيجمع ؛ بيجمع عادة إنما يكون فيه مطر أو بيكون في ريح ... ما في مطر وفيه ريح أو توقُّع كذا ، الإمام اللي يضبطها ، أما أنت يعني هيك الشَّيخ بدو منك ، أنُّو يعني الإمام اللي كان جمع ، جمع هيك بدون عذر ؟

السائل : الإمام يغيب أنا أكون الإمام أحل بداله ، فيومها كان غائب الإمام أنا اللي أمِّيت فيهم ، وما كان فيه عذر للجمع ؛ لأنُّو ما كانش في مطر ، وما كان في هواء ، كان البرد ، فقالوا : جمع ؛ قلت لهم : ما فيه جمع .

الشيخ : ... الجمع .

السائل : هم بدهم الجمع .

الشيخ : لِكْ - يا أخي - فهمنا ... .

سائل آخر : في عندهم برد .

السائل : ... عندهم برد نعم ، بس ما كان في ... .

الشيخ : إذًا فيه دعوى ، فيه دعوى عذر ، مش أنُّو ما فيه سبب ، لكن هذا السبب يناقش صحيح ولَّا مو صحيح ، يعني هلق - مثلًا - الجمع بالمطر يجوز ، قد يكون هناك إمام يرى هذا الرأي أنَّه يجوز الجمع لعذر المطر ، لكن المطر عم تنزل لأولها بخبخة ، فيمكن أحد الحاضرين بيقول : يا إمام اجمَعْ ، هو بيقول : لا ، ليه ؟ لأنُّو ما رأى المطر هاد بيحرز أنُّو يكون عذر ، إي هذا ما بيجوز أنُّو نجعل بقى نحن خلاف بين بعضنا البعض ، نقول : معليش بنكون مع الإمام ، وقد يكون كما قلنا آنفًا ، قد يكون مطر غزير ، لكن هو لا يرى أنُّو هذا المطر الغزير سبب شرعي للجمع ، قد يكون عنده فكرة - مثلًا - يقول : يا أخي ، المطر اليوم في طرقنا وأزقَّتنا غير المطر في تلك الطرق في عهد الرسول - عليه السلام - ؛ لأنُّو كلنا يعلم أنه هديك الطرق لم تكن معبَّدة .

ومن أجل ذلك جاء الحديث لما الرسول - عليه السلام - قال : ( مَن جَرَّ إزاره خيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة ) . فقامت امرأة قالت : يا رسول الله ، إذًا تنكشف سوقنا ! قال : ( يطِلْنَ شبرًا ) . قالت السَّائلة : تأتي ريح ؛ تزيد شبر آخر ولا يزِدْنَ ، جاءت سائلة أخرى : يا رسول الله ، ولما نجرُّ الذيل يمرُّ بالنجاسات القاذورات . قال : ( يطهِّره ما بعده ) ؛ لأنُّو الأرض ترابية ، هنا الشاهد ، الآن مو هيك ، تنزل المطر بتغسل الأرض غسل ، وما في هالطين وما في هالوحل ، فقد يرى راءٍ ما أنُّو نحن وضعنا اليوم غير هداك الوضع ، طبعًا أنا لا أقول بهذا ، لكن التمس لأخيك عذرًا ، فحينئذٍ ما نوجد معه يعني مشاقَّة ومخالفة وإلى آخره ندَعُه وشأنه ونصلي معه ، لما بتكون أنت الإمام وترى أنُّو فيه هناك عذر شرعي للجمع تجمع ، ثم مَن شاء وافق ، ومَن شاء خالف ؛ يعني المسلم لازم ما يكون يعني متشدِّد ؛ لأن الرسول - عليه السلام - حينما أرسل معاذًا وأبا موسى إلى اليمن أول ما وصَّاهم به قال لهما : ( يسِّرا ولا تعسِّرا ، وتطاوعا ولا تختلفا ) ، يصير مشكلة ، رئيسين طرقوا منطقة جديدة ، كل واحد بقى بيعمل رأس ، لح يعمل فتنة !! هلق هون نحن واقعين بهالمشكلة .

السائل : صحيح .

الشيخ : العامة مساكين بيسمعوا من الشَّيخ شيء ، بيسمعوا من الشَّيخ الثاني ؛ إي ضيَّعتونا !! والله أنا أقول : صادقين ، والسبب مش في هالمسألة ، يعني ضاعوا ، ضيَّعوهم ما عرَّفوهم ما هو الحكم الشرعي ، لو يعرِّفوهم سلفًا كقاعدة ويكون عندهم ثقافة راسخة في أذهانهم أنُّو العلم مش قال الشَّيخ ، العلم كما قال ابن القيم :

" العلمُ قالَ اللهُ قالَ رَسولُهُ *** قالَ الصَّحابةُ ليسَ بالتَّمويهِ

ما العلمُ نصبَك للخلافِ سفاهةً *** بينَ الرَّسولِ وبينَ رأيِ فقيهِ "

إلى آخره .

العامة الآن بل طلبة العلم ، بل معلِّموا الطلبة ، بل دكاترة الطلبة ؛ لسا عندهم مش ... هالعقيدة أنُّو العلم قال الله قال رسول الله ، فما بالك بالعوام ؟ فلو أنُّو العامة ترسَّخت هالعقيدة ما بيتبلبل أفكارهم ولا بيقولوا : إي ، ضيَّعتونا ؛ لأنُّو العالم حقًّا بيقول له : يا أخي ، لا ، نحن عم نبيِّن لك شو حجتنا ، شوف الثاني شو حجته ، في الغالب في الغالب راح يشوف حجة عند واحد ما راح يشوف حجة عند الثاني ؛ حينئذٍ راح تروح البلبلة .

مواضيع متعلقة