تتمة الكلام على حديث الجارية . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تتمة الكلام على حديث الجارية .
A-
A=
A+
الشيخ : وافترقوا إلى فرق ، ثلاثة وسبعين فرقة ؛ من أين لهم أن يُوجد لهم هذا الجوُّ الذي أُتِيحَ لتلك المرأة الجارية فتفقه نساؤنا مثل رجالنا العقيدة التي يجب أن يعتقدَها كلُّ مسلم ؟ من أين لهم ذلك ؟ ونحن نجد مَن يُمسك القلم ويكتب في بعض المجلَّات ما هبَّ ودبَّ من الأقوال وهي تحارب عقيدة السلف بدعوى أن السلف ما كانوا يعتقدون هذه العقيدة !! هذا أخطر ما يسمعه الإنسان في هذا العصر الحاضر ؛ أن يأتي إلى عقيدة التوحيد فيميِّع ... وأنُّو يكفي أن تقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ولو لم تفقه ما معنى الإله ، هذه الجارية قد فهمت ربها كما جاء وصفه - تبارك وتعالى - في الكتاب والسنة ، أجابت بكل سهولة ودون تفكير مع النظر لأن عاشت في هذه العقيدة الله في السماء اليوم اجتمع كبار العلماء وكبار الخطباء والكتاب اسألهم هذا السؤال وأنا أعتبر هذا امتحان موجه إلى كل مسلم اليوم ، اسألوا في أين الله ستجدهم يختلفون في إجابة هذا السؤال ، منهم من يسمى هذا سؤال ضلال ويجهل أن الذي علمنا إياه هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي يشهد بلسانه لأنه محمد رسول الله يقول هذا سؤال ضلال . ومنهم من يحار تجاه هذا السؤال ما يدري ماذا يقول ، وبعضهم كما سمعتم يقول الله موجود في كل مكان ، لما تبين له خطورة ضلال هذا الكلام يرجع يقول أنا قصدت أنه في كل مكان أي أن الله بعلمه ، فصدقك قول من قال هؤلاء قومٌ أضاعوا ربهم . أعود لأثبت الآن أن عقيدة السلف هي حقيقةً أسلم وأعلم وأحكم الآن عرفتم ماذا يرد على عقيدة الخلف من تأويلهم لآيات الصفات هذه التأويل الذي أدى بهم إلى أن يحكموا بأن الله لا وجود له لأنه لا داخل العالم وخارجه علمًا يقينيًا أن الله - - عز وجل - - كان ولا خلق ولا شيء مطلقًا فأين كان الله من قبل ؟ هل كان في مكان ؟ بداهةً كلام منطقي شرعي لم يكن في مكان لأن الله هو الغني عن المكان . إذًا حينما نحن نقول كما قال في القرآن الكريم : (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) ، هل هو في مكان ؟ الجواب : ليس في مكان .

مواضيع متعلقة