كيف يجمع بين أن الله في السماء وبين حديث ( لا تبصقوا باتجاه القبلة لأن الله اتجاه القبلة ) .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كيف يجمع بين أن الله في السماء وبين حديث ( لا تبصقوا باتجاه القبلة لأن الله اتجاه القبلة ) .؟
A-
A=
A+
السائل : يعني مثلاً مسألة العلو هو ذكر إنه مثلاً في الأدلة أنه لا يبصق أحدكم تجاه القبلة فإن الله يعني ثم أو في وجه القبلة أو شيء ذلك فكيف يجمع بين أن الله -سبحانه وتعالى- على عرشه فوق السماء ويجمع بين الأحاديث هذه ؟

الشيخ : إذًا أنت عندك شبهة ؟

السائل : أعوذ بالله .

الشيخ : ولا هذا السؤال نابع عن شبهة .

السائل : الإنسان ينبغي له أن يتحرز حتى لو سئل أو عرضت عليه هذه الشبهة يعرف كيف يرد عليها .

الشيخ : معليش لكن أنت عندك شبهة ، بدليل قولك كيف يجمع ؟

السائل : أنا أصارحك أن الرجل هذا يعني .

الشيخ : دعك والرجل ، هذا الرجل كذاب بهات خلفي أشعري صوفي وكل بلاءٍ فيه ، ما لك وله ؟

السائل : هو تزندق يا شيخ .

الشيخ : أنت الآن تقول كيف نجمع ؟ هذه سؤالك ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب فإذًا أنت عندك إشكال علو الله على عرشه ، فأنا أجيبك ، الأرض كلها محاطة بالسماء ، هل تعتقد هذه الحقيقة ؟

السائل : بالضبط .

الشيخ : طيب فإذًا الله فوق المخلوقات كلها .

السائل : بالضبط .

الشيخ : فإذًا لا يجوز البصق تجاه القبلة ؛ لأن الله عز و جل تجاهك في أي نقطةٍ من الأرض كنت ، وانتهى الأمر هذا من جهة ومن جهة أخرى لا يجوز مناقشة الأخبار الغيبية وبخاصة ما كان منها متعلقًا بالذات الإلهية بالأفكار العقلية التي لا يمكن أن يقال فيها إلا بأقل مما قال الله عز و جل: وما، وإيش في آية الكرسي (( وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ )) ، وفي الآية الأخرى (( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )) ، فمن الضلال كل الضلال محاولة تقريب الأمور الغيبية خاصةً ما كان منها متعلقًا بالصفات الإلهية بحيث أننا نعقلها كما يعقل أحدنا الآخر ، هذا أمر مستحيل إن مثل هذا السؤال وغيره يشبه قول من قد يقول كيف الله في لحظة واحدة يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويسمع الأصوات المختلفة من الملايين البلايين من البشر والإنس والجن والمخلوقات ؟ يقال هذا الكلام ؟

السائل : نعم .

الشيخ : أسألك يقال هذا الكلام ؟

السائل : طبعًا لا يقال في حق الله هو ... الله سبحانه وتعالى .

الشيخ : فإذًا بارك الله فيك إذًا أذكر معي قوله تعالى: (( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ )) ، من ؟ (( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ )) ، فإذا قال الله عز وجل: (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) ، (( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ )) ، (( تعرج الملائكة )) ، إلى آخره ( الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) ، إلى آخره ، فلا ينبغي أن يشكل على المسلم ، كيف هذا والرسول ينهى أن يبصق تجاه القبلة ؛ لأن الله أمامه ، نعم ، الله أمامنا وفوقنا ولكن فوقيته ليست كفوقيتنا وأمامته إذا صح التعبير أيضًا ليست كمثلنا وهكذا (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )) ، فإياك أن يضلك السقاف وأمثاله .

مواضيع متعلقة