رجل عامل يجمع بين صلاة الظهر والعصر والمغرب في وقت المغرب ( لأن صاحب المعمل يغضب ولا يسمح له ) فهل صلاته هذه مجزئة .؟ وما نصيحتكم لمثل هؤلاء .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
رجل عامل يجمع بين صلاة الظهر والعصر والمغرب في وقت المغرب ( لأن صاحب المعمل يغضب ولا يسمح له ) فهل صلاته هذه مجزئة .؟ وما نصيحتكم لمثل هؤلاء .؟
A-
A=
A+
السائل : عندنا يا شيخنا عمال كنت عم بتحدث معهم في المحافظة على الصلاة ، ففوجئت رجل كبير يعني بنصحه أنه يحافظ على الصلاة فقال أنا بصلي فقلت له كيف بتصلي ما بشوفك يعني بتصلي ، فقال أنا بعد ما بروح من عملي المغرب بصلي الظهر والعصر والمغرب . لأنه أنا صعب أوقف عملي وأقف واصلي حتى المعلم ما يزعل ، فهل هذه الصلاة صحيحة.. بترك الصلاة ظهر وعصر ومغرب ، حتى يجمعهم مرة واحدة ويصلي عشاء بعد ما يروح على بيته .

الشيخ : هذا ما شاء الله عز وجل جمع ما لم يجمعه الأولون والآخرون .

السائل:... هذاك مش عامل

الشيخ : لاحظ معي كيف بيكون وكيف يهتم بزعل المخلوق ، معلمه ، أما اللي خلقه وخلق معلمه ، ما بيهتم بزعله إذا صح التعبير ، والتعبير الشرعي ما يهتم بغضبه رب العالمين ، فهذا معناها أنهم يؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة ، المشكلة أن الشباب اليوم ، وبصورة أخص ما قبل اليوم كانوا تائهين ما كان في هناك يعني دعاة يبصرون الشعب وينوروه ويوعوه على دينهم ، يفهموهم ، ولذلك أصبحوا كالعجائز ، يعني شو بيخطر في بال الواحد منهم وهو يتقرب إلى الله وهو يتعبد إلى الله ، أما : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) ، فهذا ما بيخطر على بالهم ، فضلا على أن يخطر على بال أحدهم الوعيد الشديد ، الذي جاء في حق من يضيع صلاة ويخرجها عن وقتها ، بدون عذر نوم والنسيان كمثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( من ترك صلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله ) صلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله ، في الحديث الآخر ، ( من فاتته صلاة العصر فقد وتر أهله وماله ) وتر يعني هلك ، مثله مثل اللي احترق بيته بما فيه من أهل ومال ، فاتته صلاة العصر فقط ، فتصور بقى غفلة هؤلاء الناس عن دينهم وعن عبادة ربهم ، ها اللي ما خلقهم ليعملوا لأسيادهم ، حتى يعتذر بخوف أن يزعل سيده، وربنا يقول في صريح القرءان الكريم ، : (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )) ، (( مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ )) ، انقلبت الحقائق عند الناس فالأسباب التي لا بد منها يهملونها والأسباب التي ليست من باب لا بد منها ، لكن هي مشروعة الأخذ بها ، يرفعونها ويحلونها مقام الأسباب التي لا بد منها ، إن الجنة محرمة على الكافرين ومحرمة على الفاسقين ولا يدخلها إلا المؤمنون ، وكان من مناداة أبي بكر الصديق رضي الله عنه لما أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم بين يدي سنة حجته صلى الله عليه وسلم إلى مكة في موسم الحج ، اللي قبل حجة الرسول ، أمره بأن يعلن إعلانات لهذاك الموسم لأن فيه المشركون لا يزالون ، ( أنه لا يطوف بالبيت عريان ) ، لأنهم كانوا يطوفون عراة ، ( وأنه لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ) ، وهكذا ربنا عز وجل خلق العباد من أجل يعبدوه ما خلقهم من أجل يهتموا بالرزق ، لأنه قال تعالى : (( مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ )) ، وفي الحديث الصحيح ( يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطيعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني اكسكم ، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني اهدكم ) يعني اطلبوا الهداية مني أهدكم ما بيطلبها هؤلاء الناس الهداية فبيعكسوا مبدأ الأخذ بالأسباب ، خاصة ما كان منها من الأسباب الشرعية ، يتوهم أحدهم انه إذا جلس في البيت ما بيأتيه الرزق ، لكن ما بيتصور أنه لو عصى ربه أنه ما تأتيه الجنة لأن الجنة ثمنها غالية ، ثمنها الإيمان والعمل الصالح ، ولذلك قال الله تعالى في القرءان الكريم ، : (( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى )) ، أي الجنة . (( وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى )).

المحافظة على الصلاة أمر هام جدا ، وأهمية المحافظة على الصلاة تعود إلى أمرين ذكرت آنفا أحدهما وهو أن الله عز وجل خلقنا لنعبده ، وأعظم عبادة من بعد الإيمان بالله و الركن الثاني وهو المحافظة على الصلاة ، لكن الأهمية الثانية لهذه الصلوات أنها تطهر الإنسان من آثار ذنوبه وأوزار هذه الذنوب التي تتراكم على الإنسان ليل نهار كما قال صلى الله عليه وسلم ، في الحديث الصحيح : ( تحترقون تحترقون تحترقون ثم تصلون الظهر ، فتغفر لكم ذنوبكم ، ثم تحترقون تحترقون ثم تصلون العصر ، فتغفر لكم ذنوبكم ) هكذا ما بين الصلاة والصلاة كفارات لهذه ، وكما في الحديث الصحيح الآخر وهو قوله عليه السلام ( مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر يغتسل فيه أحدكم كل يوم خمس مرات ، أترونه يبقى على بدنه من درنه شيء قالوا لا يا رسول الله ) ، خمس مرات يغتسل بنهر عميق جار دفاق لا يبقى من درنه على بدنه شيء ، ( قال فذلك مثل الصلوات الخمس ، يكفر الله بهن الخطايا ) فنحن مهما كنا صالحين مهما كنا متقين فلا بد أن تزل بنا القدم قليلا أو كثيرا ، كل ٍإنسان على حسبه خاصة الشباب ، هاللي بتكون شهوتهم عارمة قوية شديدة ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( كتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة ) حظه من الزنا لأن الزنا درجات ومراتب كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ( كتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة ، فالعين تزني وزناها النظر ، والأذن تزني وزناها السمع ، واليد تزني وزناها البطش ) ، - أي اللمس أي المصافحة ، التي صارت اليوم عادة ، وما كانت هذه عادة في بلاد الإسلام ، وإنما دخلتها بسبب استعمار الكفار لبلاد الإسلام ، ( واليد تزني وزناها البطش ، والرجل تزني وزناها المشي ، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه ) فاللي ممكن الإنسان ينجو منه هو ثمرة هذا المقدمات وهو الزنا ، أما نظرة هكذا غادرة لا ينجو منها إلا كما نقول الأنبياء والصديقين وأمثالهم .

مواضيع متعلقة