شاب لم يكن يصلي ثم تاب والحمد لله ؛ فهل يقضي الصلوات الفائتة ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
شاب لم يكن يصلي ثم تاب والحمد لله ؛ فهل يقضي الصلوات الفائتة ؟
A-
A=
A+
السائل : شاب ما كان يصلي ، وأصبح ... يعني تاب عليه وأصبح يصلي طبعًا الصلاة في أوقاتها ، الفترة اللي ما كان يصليها ؛ هل يجوز له قضاؤها تقديرًا يعني ؛ أنُّو سنتين ما صلاش ؛ يقضي مع كل وقت وقت سابق ؟ يجوز له ؟

الشيخ : مثل هذه الصلاة لا يمكن قضاؤها ، وهذا من الأوهام التي يعيش عليها كثير من الشباب التائب ، ربنا - عز وجل - كما يعلم كلُّ مسلم قال في القرآن الكريم : (( إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا )) ، معنى (( مَوْقُوتًا )) أي : مؤقَّت الأول والآخر ، وأوقات الصلوات الخمس معروفة عند عامة المسلمين ، فالذي يصلي الصلاة بعد وقتها عامدًا متعمِّدًا كالذي يصليها قبل وقتها ولا فرق أبدًا ؛ لأنه في كلٍّ من الحالتين صلى الصلاة في غير وقتها ، فقدَّمت قبل الوقت أو أخَّرت بعد الوقت مثل ما قال هداك التركي : " Hepsi beraber " ما في فرق أبدًا ، هو الفرق إجاه من خطأ بعض أهل العلم قديمًا ؛ وجدوا هناك فرق بين الإتيان بالصلاة قبل وقتها وبين الإتيان بالصلاة بعد وقتها ، وجدوا فرق في بعض الصور فقاسوا عليها صورًا أخرى ، هذا البعض هو الذي نصَّ عليه الرسول - عليه السلام - في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في " صحيحَيهما " من حديث أبي قتادة الأنصاري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( مَن نَسِيَ صلاةً أو نام عنها فَلْيصلِّها حين يذكرها ؛ لا كفَّارة لها إلا ذلك ) . ( مَن نَسِيَ صلاةً ) .

السائل : اللي بيغفل عن صلاة الفجر .

الشيخ : ( مَن نَسِيَ صلاةً أو نام عنها فَلْيصلِّها حين يذكرها ؛ لا كفَّارة لها إلا ذلك ) ، ( رُفِعَ عن أمَّتي الخطأ والنسيان ) كما قلنا في الحديث ، ( رُفِعَ القلم عن ثلاث : عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصَّبيِّ حتى يبلغ ، وعن المجنون حتى يفيق ) ، هذا النائم القلم مرفوع عنه ، فاق ؛ إذًا الآن ترتَّب الحكم الشرعي بالنسبة له ؛ كذلك مثله الناسي تمامًا ، (( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )) . هذا الأصل بُنِيَ عليه ذلك الخطأ ، هذا الأصل معناها في هناك وقت إضافي للوقت الأصلي (( إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا )) ، نام ؛ خرج وقت الصلاة ، نسي ؛ خرج وقت الصلاة ، ما قال له الشارع : لا ، ما عليك صلاة . قال له : صلِّيها حين تذكرها .

قال بعضهم سابقًا وعليه اليوم جماهير الناس مشايخ ومَن دونهم قالوا : إذا كان المعذور أُمِرَ بقضاء الصلاة فغير المعذور من باب أولى يُؤمر بقضاء الصلاة ، غلط هذا ... ، المعذور أُمِرَ بقضاء الصلاة رحمةً به ؛ لأنُّو غير قاصد معصية ربه ، أما هاللي كان ملتهي بتجارته ولهوه ولعبه إلى آخره ؛ هذا ما بيستحق هذه الرحمة ؛ فكيف يقال ، يقاس المتعمد على المخطئ ؟

مثاله مثال قاتل العمد وقاتل الخطأ ؛ هل يقاس هذا على هذا ؟ الله أكبر !! شتان ما بينهما ! مع ذلك هذا الحديث فيه عبارة بتسد الطريق على أولئك المتأوَّلين تأويلًا خطأً ، ( فليصلِّها حين يذكرها ؛ لا كفَّارة لها إلا ذلك ) إذا واحد مثل ما سأل أخونا آنفًا : ما فاق لصلاة الفجر إلا بعد طلعة الشمس ، شو قال ؟ هَيْ هي الصلاة فاتت ، وهلق أنا بدي أروح على الوظيفة ، بدي ألحق الدوام الرسمي أصليها بعدين راحت عليَّ ؛ ليه ؟ لأنَّ الرسول عم يقول : ( لا كفَّارة لها إلا أن يصليها حين يذكرها ) ؛ شو معنى حين ؟ وقت ؛ أي : إن الله - عز وجل - رحمةً بهذا النائم أو الناسي مدَّد لهم الوقت المعروف إلى وقت الاستيقاظ وإلى وقت التذكر ، لكن قال لهم : انتبهوا ، إذا ما صليتوا بهذا الوقت الإضافي ( لا كفَّارة لها إلا ذلك ) .

لذلك نحن نقول : أيُّ مسلم ابتُلِيَ برهةً من دهره بإضاعة الصلوات عن أوقاتها المشروعة لا بعذر النوم والنسيان ، وإنما باللهو عن طاعة الله بالدنيا ؛ هذا أوَّلًا عليه التوبة إلى الله - عز وجل - توبةً نصوحة . والتوبة النصوحة هو الندم على ما فات ، والعزم على أن لا يعود ، والإكثار من الطاعات ؛ لذلك نقول لهذا الذي فوَّتَ على نفسه تلك الصلوات قلَّت أو كثرت فقد حُرِمَ أجر كبيرًا جدًّا ؛ فلكي يعوِّض هذا الأجر مش يعيد الصلاة ؛ راحت ، إن كان يستطيع هذا التارك للصلاة أن يُعيد الأيام التي أضاع فيها تلك الصلوات فليفعَلْ ، وهذا اسمه تعليق بالمحال ؛ إذًا ما دام لا يستطيع فعليه الآن أن يصلي صلوات مشروعة ؛ ما هي الصلوات المشروعة ؟ المحافظة قبل كلِّ شيء على السنن الرواتب مع الفرائض ؛ ركعتين قبل الفجر ، ركعتين قبل الظهر ، وركعتين بعد الظهر ، أربع ركعات قبل العصر ، ركعتين قبل المغرب ، ركعتين بعد المغرب ، أربع ركعات نفل قبل العشاء أو ركعتين ، وركعتين بعد العشاء ، ثم عندك الوتر معك من ركعة إلى إحدى عشر ركعة ؛ المحافظة على هذه السنن الرواتب قبل كلِّ شيء . ثم إذا بارك الله له في الوقت وأعطاه قوَّة وصحة ونشاط يكثر من التطوع من النوافل غير هدول .

وهذا معنى قوله - عليه الصلاة والسلام - - وبهذا الحديث نختم المجلس - : ( أول ما يُحاسب العبد يوم القيامة الصلاة ؛ فإن تمَّت فقد أفلح وأنجح ، وإن نقصت فقد خاب وخسر ) . في رواية : ( وإن نقصت قال الله - عز وجل - لملائكته : انظروا ؛ هل لعبدي من تطوُّع فتتمُّوا له به فريضته ؟ ) ، ( هل له من تطوُّع فتتمُّوا له به فريضته ؟ ) . هذا الإتمام يشمل الإتمام في الكمِّ والإتمام في الكيف ، الإتمام في الكمِّ مضيِّع صلوات ؛ إذًا هو يُعوض له بهذه الصلوات اللي نقدر نسمِّيها " احتياطي " ، أو في الكيف بيكون صلوات الفريضة اللي أدَّاها في أوقاتها فيها نقص ؛ يعني ما ينكتب له الأجر كاملًا كما أشار - عليه السلام - في الحديث المعروف : ( إن الرجل لَيُصلِّي الصلاة ما يُكتب له منها إلا عشرها ، تسعها ، ثمنها ، سبعها ، سدسها ، خمسها ، ربعها ، نصفها ) . بالكثير نصفها ، وين النصف الثاني ؟ في خبر كان !

السائل : النوافل تكملها .

الشيخ : آ ، يُكمَّل النقص هاللي وُجِد في الكيف أو ذاك النقص في الكمِّ من هذه النوافل .

هذه نصيحتنا لكلِّ من كان ابتُلِيَ بترك الصلوات عامدًا متعمِّدًا .

السائل : الله يبارك فيك .

سائل آخر : ... .

الشيخ : أعطيهم خبر بالله خلِّيهم ... .

مواضيع متعلقة