كيف نرد على من يقول أن ربطة العنق لم تعد خاصة بلباس الكفار؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كيف نرد على من يقول أن ربطة العنق لم تعد خاصة بلباس الكفار؟
A-
A=
A+
السائل : ما تقول يا شيخ الله يجزيك الخير في العقدة هذه لمن يقول أنها لم تعد لباسا خاصا بالكفار حتى نقول فيه تشبه بهم إنما صارت لباسا لهم ولغيرهم؟
الشيخ : لا تأكل بيدك الشمال أنا رأيتك مرارا وتكرارا وأنت تشرب القهوة باليد اليسرى ولكن تساءلت في نفسي لعل الرجل فيه وجع في يده اليمنى لا سمح الله فطولت بالي وطولت بالي فقلت أتكلم وإلا ما أتكلم.
السائل : هذا شيخه أبو أحمد!
الحضور : ههههههه.
السائل : الله يجزاك الخير لو بينت لنا موضوع الغرافيت بيانا شافيا.
الشيخ : إن شاء الله أبشر بكل خير.
السائل : أكرمك الله وجزاك الله خيرا وبارك فيك.
سائل آخر : يحكى أن الكافر لما يرى المسلم لابس البدلة والربطة أن ذلك يدفعه للدخول في الإسلام.
الشيخ : ما شاء الله.
السائل : هكذا يقولون أنه باب للدعوة.
الشيخ : أريد أن أقول أن مسألة الغرافيت هذه أو العقدة الجواب عنها من ناحية الفقه السني من جانبين اثنين أحدهما باب التشبه بالكفار, والجانب الآخر مخالفة الكفار فمن فهم هذين الأصلين من أصول الفقه ليس فقط يبتعد عن أن يضع هذه العقدة بل ويتقصد أن يخالف الكفار في كل شيء هو ليس بحاجة إليه أما الأصل الأول فهو الذي دل عليه صراحة قوله عليه الصلام والسلام ( من تشبه بقوم فهو منهم ) ثم جاءت أحاديث كثيرة تترى تؤكد هذا المعنى كما في " صحيح مسلم " أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسلم عليه فقال له عليه الصلاة والسلام ( هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها ) وعلى ذلك جاء كثير من الأحاديث ولا أريد الإطالة فيها وإنما أريد أن أذكر أن قاعدة التشبّه هو أن يفعل المسلم فعل الكفار, صحيح ليس كل فعل يفعله الكفار نحن منهيون عن فعله من باب أنه داخل في التشبه بالكفار هذا أمر مسلم به أن هذه الكلية غير واردة, ولكن الفصل في الموضوع هو ليس أن يقول بعض المبتلين بالتشبه بالكفار أن يقول أن هذا صار لباسا عاما فخرج عن التشبه بالكفار الذي ينبغي أن يقول هذا الكلام هم الذين لم يبتلوا بما ابتلي أولئك أولا ثم هم الذين هم من أهل العلم ثانيا, لأن التفريق كون هذا لا يزال من لباس الكفار أو زال أن يكون من لباس الكفار هذا حكم لا يستطيع أن يدلي به وأن يحكم به كل إنسان لا بد أن يكون عالما وخبيرا بأحوال الأمم وعاداتهم وتقاليدهم ولذلك فلا يجوز لأي إنسان ابتلي بلباس من ألبسة الكفار أن ينزع وأن يستدل بهذه الكلمة أن هذا صار لباسا عاما لأننا سنقول وين اللباس العام؟ ها نحن مسلمون مثل حكايتك ومنا واضعين العقيدة هذه, إذًا من الذي يحكم أن هذا صار لباسا عاما هم المبتلون أم هم المعافون؟ لا شك أولا هم المعافون وثانيا هم العلماء العارفون بالتفريق بين ما هو خاص بالكفار وما هو شامل لعموم الناس لا فرق بين مسلم وبين كافر, هذا ما يتعلق في موضوع التشبه ولكن المسلم حقا ولو لم يكن عالما ولو كان مبتلى بتقليد بعض الكفار فهو سيجد فسحة واسعة جدا للخلاص من مشكلة هذا لا يزال من لباس الكفار فهو تشبه أو زال أن يكون من لباس الكفار فليس تشبها مع ذلك سيجد في الأصل الآخر وهو مخالفة الكفار ساحة واسعة للخلاص من أن يفعل فعلهم ولو كان فعلهم من العادات العامة أي ليس تشبّها فإذاً عندنا شيئان التشبه فإن لم يوجد التشبه فينبغي أن يوجد قصد المخالفة, وأكبر مثال على ذلك حيث يصدق فيه ألا تشبه ومع ذلك يرد المخالفة, لا يمكن أن يتحقق فيه قصد التشبه بأن التشبه يكون من عمل المتشبِّه من العمل الذي هو من اختياره إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل كهذه العقدة أو هذه البرنيطة التي رأيناها اليوم في المسجد على الطفل الصغير لاحظتوه وإلا ما لاحظتم؟
السائل : لا, ما لاحظنا.
الشيخ : ما لاحظتم, المهم طفل صغير تبين أنه أحد إخوانا الطيبين سألت لمن هذا الطفل؟ قالوا لفلان وقد جاء يسلم علي بكلّ مودة وإخلاص فقلت له هذا لا ينبغي من صغره أن يعود على لباس الكفار, الشاهد فهذا بصنع وهذا هو التشبه فالذي عقد العقدة فعل فعلا, هل كان مجبورا عليه؟ الجواب لا هذا داخل في دائرة التشبه أما دائرة قصد المخالفة فعلى العكس تماما يكون هو من فعله لكن يخالف المشركين في ماذا يخالفهم؟ فيما ليس من فعلهم عكس موضوع التشبه التشبه يتوفر فيه القصد من كلّ من المتشبه والمتشبَه به الكافر يعقد الغرافيت والمسلم يعقد الغرافيت, فذاك فعل وهذا فعل مثل فعله هذا اسمه تشبّه لأنه صدر فعل من كل من المتشبه والمتشبَّه به, أما المخالفة فقد تكون في ما لا قصد فيه للمخالف لكن لا بد من وجود القصد من المسلم المخالف وهذا صريح جدا في قوله عليه الصلاة والسلام ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) أي اليهودي والنصراني فرض الله على البشر كلهم أن يشيبوا في سن معينة قد يتقدم بعضهم وقد يتأخر فإذا ما شاب الكافر فليس بفعله وإذا ما شاب المسلم فليس بفعله مع هذا وذاك يقول الشارع للمسلم اصبغ لكي تخالف اليهود والنصارى الذين لا يصبغون أي خالفهم فيما فطرهم الله عليه من الشيب بأن تصبغ أنت شيبك إذا المخالفة شيء آخر أهم بكثير وأدق بكثير من التشبه بالكفار فهذا الذي يقول يا أخي الغرافيت هذا صار لباسا أمميا كما قال لي أحد القسيسين قد أذكرها لكم لما فيها من عبرة نقول له يا أخي إذا أنت تظن هذا وظنك خطأ والبيان كما سبق آنفا, لكن فيه عندك هناك ساحة إسلامية رحبة أن تقصد مخالفة المشركين وأن لا توافقهم في شيء ولو كان في شيء عام وهو أن نأتي له بهذا الحديث ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) إذًا هناك دائرتان إحداهما التشبه وهذا لا يجوز فإن شك أحد في شيء ما أنه تشبّه أدخلناه في الساحة الأخرى وهي ساحة مخالفة المشركين وهذه ساحة واسعة جدا جدا وبهذه المخالفة تتحقق الشخصية الإسلامية أحد الحزبيين ألف رسالة سماها " الشخصية المسلمة " لكن أين هي من الشخصية المسلمة إنهم لا ينظرون إلى الظواهر يقولون العبرة بما في الباطن ولكنهم جهلوا أن الظاهر عنوان الباطن, وأنه لا انفكاك ولا انفصال بين الظاهر والباطن, والحقيقة أنني شبهت ارتباط الظاهر بالباطن تفاعلا أشبه بما كان يتحدث به بعض الفلاسفة القدامى ولعلهم الآن يفكرون وحدثني أحدهم من الإمارات أن أحدهم وجد ذلك وما صدقته وتحدث معي طويلا وهي الحركة الدائمة, تسمعون بالحركة الدائمة يعني إيجاد شيء يتحرك إلى الأبد بطبيعته فأنا أرى أن الحركة الدائمة هي قائمة بين الظاهر والباطن وهذا له أصل فيما يسمون اليوم بعلم الفلسفة أو علم النفس وبهذا العلم تعلل الحركات في الصلاة تعليلا رائعا جدا هذا الركوع وهذا السجود ورفع اليدين وتحريك الأصبع كل هذا له آثار في القلب أي يقوي القلب يقوي الإيمان الذي مقرّه القلب فإذا قوي القلب صح البدن أي ازداد الإنسان حركة, ازداد هو حركة ازداد إيمانه في قلبه وهكذا الحركة الدائمة التي كانوا يفكرون فيها ولما يستطيعوا تحقيقها عمليا موجودة في قلب وفي ذات كلّ إنسان, فهذه المخالفة هي تقوي إيمان المسلم فأنت حينما ترفع أصبعك تشير إلى الله إلى وحدانيته لما تقول لا إله إلا الله بلسانك هذه الشهادة بقلبك تقوي أثرها هذه الشهادة في لسانك توقي أثرها في قلبك حينما تشير إلى التوحيد بهذه الإشارة يزيد الإيمان في قلبك إيمانا حينما ترمي ببصرك إلى أصبعك هذه كذلك هذه النظرة أيضا لها أثرها في قلبك, فحينما يقصد المسلم في كل أفعاله أن يخالف المشركين كما قال عليه السلام ( هدينا خالف هدي المشركين ) فمعنى ذلك أن حياة المسلم كلها تكون سببا لتقوية الإيمان في قلبه ومن ذلك أن يتقصد مخالفة المشركين.

مواضيع متعلقة