من دروس " الترغيب والترهيب " للمنذري ، " الترغيب في البكاء من خشية الله - تبارك وتعالى - ، حديث ابن عباس : ( عينان لا تمسُّهما النار : عينٌ بكَتْ من خشية الله ، وعينٌ باتَتْ تحرس في سبيل الله ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
من دروس " الترغيب والترهيب " للمنذري ، " الترغيب في البكاء من خشية الله - تبارك وتعالى - ، حديث ابن عباس : ( عينان لا تمسُّهما النار : عينٌ بكَتْ من خشية الله ، وعينٌ باتَتْ تحرس في سبيل الله ) .
A-
A=
A+
الشيخ : الآن نعود إلى نظامنا بعد هذا التنبيه إلى الدرس من كتابنا " الترغيب والترهيب " مشترطين على أنفسنا اختيار الأحاديث الثابتة في كل باب .

نحن الآن في : " فصل : الترغيب في البكاء من خشية الله - تبارك وتعالى - " ، هو يقول في الحديث الرابع : وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : ( عينان لا تمسُّهما النار : عينٌ بكَتْ من خشية الله ، وعينٌ باتَتْ تحرس في سبيل الله ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن غريب .

هذا الحديث واضح الدلالة على فضل بكاء الإنسان ليس حزنًا ولا شفقةً ولا حرصًا على مال أو فقْدِ شيء عزيز لديه ، وإنما كان بكاؤه من خشية الله - تبارك وتعالى - ؛ ذلك لأنَّ مثل هذه الخشية تدل على قوَّة إيمان صاحبها ، وإلا فكثير من الناس لا يعرفون البكاء إلا بين الناس ، فهذا بكاء المنافقين الذين يتصنَّعون ويتكلَّفون البكاء ، فهم ليسوا من الذين يشمَلُهم هذا الحديث : ( عينان لا تمسُّهما النار : عينٌ بكَتْ من خشية الله ، وعينٌ باتَتْ تحرس في سبيل الله ) .

( عينٌ بكَتْ من خشية الله ) كالحديث السابق في الدرس الأسبق الذي فيه : ( سبعة يظلُّهم الله - تبارك وتعالى - تحت ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه ) ، وذكر منهم : ( ورجلٌ ذَكَرَ الله خاليًا ففاضت عيناه ) ، خاليًا ليس لديه أحد حتى يُظَنَّ أو حتى هو يبكي بإيحاء الشيطان له وهو لا يحسُّ ولا يشعر لِيُقال : فلان من البكَّائين من خشية الله - تبارك وتعالى - ، فهذا الوهم أو الإيهام من الشيطان للإنسان بالبكاء لا يُتصوَّر مطلقًا حينما يبكي الباكي خاليًا ليس لديه أحد ؛ لذلك كان من هؤلاء السبعة الذين يظلُّهم الله تحت ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه كان منهم ( رجلٌ ذَكَرَ الله خاليًا ففاضت عيناه ) ، هذا البكاء يصدر من المؤمن الخائف من الله - تبارك وتعالى - ، وإلا فلا يُتصوَّر البكاء إلا في حالة نادرة يكون هذا البكاء فرحًا ، لكن بالنسبة لِمَن يذكر الله خاليًا فالغالب أنه يكون بكاؤه من خشية الله - تبارك وتعالى - ، من خوفه من عذاب ربِّه ، فإذا لاحظنا هذه الفضيلة لهذا الباكي من خشية الله - عز وجل - خاليًا ... .

مواضيع متعلقة