الموضع الأول الذي يجوز فيه الغيبة وهو التظلُّم . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الموضع الأول الذي يجوز فيه الغيبة وهو التظلُّم .
A-
A=
A+
الشيخ : أوَّلها : " متظلِّمٌ " ؛ متظلِّم يعني مظلوم ، فالمظلوم له حقٌّ أن يقول : فلان ظلمني ؛ لِيه ؟ لأنُّو تعاطى كل الوسائل الممكنة ليصلَ إلى حقِّه من ذلك الظالم فلم يفلِحْ ولم ينجَحْ ، ما بقي بقى غير يشهِّره بين الناس لعله يتحسَّس شوية ويقدِّم الحق لهذا المظلوم ؛ ولذلك قد صرَّح الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - بهذا الحكم وبهذا الجواب فقال : ( ليُّ الواجد يُحِلُّ عرضَه وعقوبَتَه ) ، ليُّ الواجد ، اللَّيُّ المماطلة ، كما في حديث آخر : ( مطلُ الغنيِّ ظلمٌ ) ، والواجد هو الغنيُّ ، ليُّ الواجد ؛ أي : مماطلة الواجد ؛ أي : الغني الذي يجد ما يفي ما عليه الحقُّ يعتبره الشارع الحكيم ظلمًا ، فقال - عليه السلام - في الحديث السابق : ( ليُّ الواجد يحلُّ عرضَه وعقوبَتَه ) . يحلُّ عرضَه المقصود يحلُّ النَّيلَ منه والطعن فيه ، لكن لا يقال - مثلًا - فلان كذَّاب إذا كان يعرفه صادقًا ، فيتكلم ... يطعن في عرضه في خصوص ما يعتدي به على هذا المظلوم فقط ، هذا معنى ( ليُّ الواجد يحلُّ عرضَه ) .

( وعقوبتَه ) ، مين يعاقبه ؟ الحاكم المسلم ، الحاكم المسلم يحقُّ له أن يستدعِيَ الظالم الذي يمتنع عن أداء الحقِّ الذي عليه لهذا المظلوم فيعاقبه بنفسه يجلده خمسة ، عشرة ، على حسب على ما يرى فيه تأديبه حتى لا يعود مرَّة أخرى إلى الاعتداء على حقوق الناس ، فهذا الحديث صريح في إباحة استغابة الظالم ، ( ليُّ الواجد يحلُّ عرضَه ) ؛ يعني الطعن فيه ، وعقوبته من الحاكم ، فأول خصلة مما يُستثنى من الغيبة المحرَّمة هو المظلوم ، متظلِّم يعني يشكو ظلامته عند الناس ؛ يقول : فلان ظلمني ، وهذا الحكم ليس فقط بالحديث ، بل وفي القرآن الكريم حيث قال الله - تبارك وتعالى - : (( لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ )) ، مَن ظُلِم يجوز له أن يجهر بالكلام السَّيِّئ بالنسبة لِمَن ظَلَمَه ، هذا أول نوع مستثنى من الغيبة المحرَّمة متظلِّم .

مواضيع متعلقة