بيان ما وقع فيه الخلف الطالح من أصناف الغلوِّ . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان ما وقع فيه الخلف الطالح من أصناف الغلوِّ .
A-
A=
A+
الشيخ : كما وقع من الخلف الطَّالح ، نحن نقرأ في بعض الرسائل التي أُلِّفت حول هذا المولد الذي نحن في صدد بيان أنه مُحدَث جرت مناقشات كثيرة مع الأسف ، والأمر كالصبح أبلج واضح جدًّا ، فناس ألَّفوا في بيان ما نحن في صدده أن هذا ليس من عمل السلف الصالح وليس عبادة وليس طاعة ، وناس تحمَّسوا واستسلموا لعواطفهم وأخذوا يتكلمون كلامًا لا يقوله إلا إنسان ممكن أن يُقال في مثله : " إن الله - عز وجل - إذا أخذ ما وهب أسقط ما أوجب " ؛ لماذا ؟ لأن في المولد حسب الطريقة القديمة ، ما أدري الآن لعلهم نسخوها وعدَّلوها كانوا يجلسون على الأرض ، فكانوا إذا جاء القارئ لقصَّة ولادة الرسول - عليه السلام - ووضع أمِّه إياه قاموا جميعًا قيامًا ، وكانوا يبطشون بالإنسان إذا لم يتحرك وظلَّ جالسًا ، فجرت مناقشات حول هذا الموضوع فألَّف بعضهم رسالة فقال هذا الإنسان الأحمق قال : لو استطعت أن أقوم لولادة الرسول - عليه السلام - على رأسي لَفعلت ، هذا يدري ما يقول ؟! الحق ما قال الشاعر :

" فإن كنتَ لا تدري فتلكَ مصيبةٌ *** وإن كنت تدري فالمصيبَةُ أعظَمُ "

تُرى إذا عملنا مقابلة بين هذا الإنسان الأحمق وبين صحابة الرسول الكرام حسبنا واحد منهم مش الصحابة ، حتى ما نظلمهم ؛ تُرى من الذي يحترم ويوقِّر الرسول - عليه السلام - أكثر ؛ أَذَاكَ الصحابي الذي إذا دخل الرسول - عليه السلام - لا يقوم له أم هذا الخَلَف الأحمق يقول : لو تمكَّنت لَقمتُ على رأسي ؟ هذا كلام إنسان مثل ما قلنا آنفًا يعني هايم ما يدري ما يخرج من فمه ، وإلا إذا كان يتذكَّر سيرة الرسول - عليه السلام - وأخلاقه وتواضعه وأمره للناس بأنه ما يرفعوه إلى آخر ما ذكرناه آنفًا كما تجرَّأ أن يقول هذه الكلمة لا سيما وهو يقول ذلك بعد وفاته - عليه السلام - ؛ حيث الشيطان يتَّخذ طريقًا واسعًا جدًّا لإضلال الناس و ... الناس لنبيِّهم بعد وفاته أكثر منه في حياته - عليه السلام - ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو حيٌّ يرى فينصح ويذكِّر ويعلِّم الناس وهو سيد المعلمين ، فلا يستطيع الشيطان أن يتقرَّب إلى أحد بمثل هذا التعظيم الذي هو من باب الشرك .

أما بعد وفاته - عليه السلام - فهنا ممكن أن الشيطان يتوغَّل إلى قلوب الناس وإخراجهم عن الطريق الذي تَرَكَهم الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - ، فإذا كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في حياته ما يقوم له أحد وهو أحقُّ الناس بالقيام ؛ لو كان سائغًا فنحن نعلم من هذا الحديث حديث أنس أن الصحابة كانوا يحبُّون الرسول - عليه السلام - حبًّا حقيقيًّا ، وأنهم لو تُرِكوا لأنفسهم لَقاموا له دائمًا وأبدًا ، ولكنهم هم المجاهدون حقًّا تركوا أهواءهم اتباعًا للرسول - عليه السلام - ورجاءَ مغفرة الله - عز وجل - ليحظوا بحبِّ الله - عز وجل - لهم فيغفر الله لهم ، هكذا يكون الإسلام .

فالإسلام هو الاستسلام ، هذه الحقيقة هي التي يجب دائمًا نستحضرها وأن نبتعد دائمًا وأبدًا عن العواطف التي ... الناس كثيرًا وكثيرًا جدًّا فتخرجهم عن سواء السبيل .

لم يبق الآن من تعظيم الرسول - عليه السلام - في المجتمعات الإسلامية إلا قضايا شكلية ، أما التعظيم الحقُّ كما ذكرنا وهو اتباعه فهذا أصبح محصورًا أصبح محدودًا في أشخاص قليلين جدًّا ، وماذا يقول الإنسان في الاحتفالات اليوم رفع الصوت والتطريب وغناء لو رفع صوته هذا المغني واضطرب وحرَّك رأسه وذقنه ونحو ذلك أمام الرسول - صلى الله عليه وسلم - لَكان ذلك لا أقول : هل هو الكفر ، وإنما هو إهانة للرسول - عليه السلام - وليس تعظيمًا له وليس حبًّا له ؛ لأنه حينما ترونه يرفع صوته ويمد ويطلع وينزل في الأساليب الموسيقية ما أعرفها ، وهو يقول : يفعل ذلك حبًّا في رسول الله !! إنه كذَّاب ، ليس هذا هو الحب ، الحب اتباعه ، ولذلك الآن تجد الناس فريقان ؛ فريق يقنعون لإثبات أنهم محبُّون للرسول - عليه السلام - على النَّصت على الصمت وهو العمل في أنفسهم في أزواجهم في ذرِّيَّاتهم ، وناس آخرون يدعون هذا المجال فارغًا في بيوتهم في أزواجهم في بناتهم في أولادهم لا يعلِّمونهم السنة ، ولا يربُّونهم عليها ، كيف و " فاقد الشيء لا يعطيه " ؟! وإنما لم يبقَ عندهم إلا هذه المظاهر إلا الاحتفال بولادة الرسول - عليه السلام - ، ثم جاء ضغثًا على إبَّالة كما يُقال فصار عندنا أعياد واحتفالات كثيرة ... كما جاء الاحتفال بسيِّد البشر تقليدًا للنصارى كذلك جرينا نحن حتى في احتفالنا بمواليد أولادنا - أيضًا - على طريقة النصارى .

مواضيع متعلقة