هل يجوز استخدام الخادمة غير المسلمة سواء كانت كتابية أو غيرها ؛ بوذية أو نصرانية ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يجوز استخدام الخادمة غير المسلمة سواء كانت كتابية أو غيرها ؛ بوذية أو نصرانية ؟
A-
A=
A+
السائل : في السؤال يقول : هل يجوز استخدام الخادمة غير المسلمة سواء كانت كتابيَّة أو غيرها ؛ يعني بوذية أو نصرانية ؛ هل يجوز استخدامها في البيوت ؟

الشيخ : يجوز استخدام المرأة غير المسلمة مهما كان نوع كفرها وضلالها بشرط أن تعيش المرأة المستخدِمة لذاك الخادم كأنها تعيش مع رجل أجنبي ... لم تكن ربَّة البيت هكذا لم يجُزْ لها أن تستعمل أو تستخدم هذه المرأة الكافرة ؛ لأن الله - عز وجل - لما أباح للنساء المسلمات أن يبدين زينتهنَّ الباطنة ذَكَرَ في جملة ذلك بعد أن قال في أول الآية : (( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ ... أَوْ أَبْنَائِهِنَّ )) أو أو ، ثم قال في آخرها أو أواخرها : (( أَوْ نِسَائِهِنَّ )) ؛ (( أَوْ نِسَائِهِنَّ )) يعني المسلمات ، هذا هو التفسير الصحيح الذي نجِدُه في كتب التفسير عامة .

أما تفسير هذه الجملة من هذه الآية بنسائهنَّ في الخُلُق لا في الدين فهذا تفسير يعني مُبتَدَع ليس له أصل في تفاسير السلف الصالح ، وهذا مثال من مئات الأمثلة التي تحمِلُنا نحن على التزام المنهج السلفي القائم على الكتاب والسنة ، فكما قلنا أكثر من مرَّة : نحن ندعو إلى الكتاب وإلى السنة وعلى منهج السلف الصالح ؛ لأننا نعلم أن كثيرًا من المسلمين يأتون إلى آيات فيفسِّرونها بآرائهم ، فبماذا تُقيم الحجة عليه إذا قال لك : يا أخي ، هذا رأيي وهذا اجتهادي ؟ فنقول له : ليس لك اجتهاد تُخالف فيه ما كان عليه السلف الصالح ؛ فإذا اتفق المفسِّرون من الصحابة وغيرهم على تفسير هذه الآية بأن المقصود بها إنما هو نساء المسلمات لم يجُزْ نحن أن نقول : لا ، ليس المقصود المسلمات ، وإنما المقصود المتخلِّقات بأخلاق الإسلام ؛ سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة ؛ ولذلك فهذه البلاد التي رَزَقَها الله - عز وجل - بهذه النِّعَم والأموال الكثيرة التي وسَّعت عليهم في الرزق ، وتمتَّعوا بما لا يتمتَّع به كثير من البلاد الإسلامية ؛ كان من عاقبة ذلك أن استخدموا النساء - بل الرجال أيضًا - ، وهم يعلمون أن الرجل لا يجوز للمرأة أن تظهر - أي : السيدة ربَّة البيت - لا يجوز لها أن تظهر أمام الرجل ؛ ومع ذلك فنجِدُ الكثيرين منهم يتساهلون على علمٍ من أزواجهنَّ ، يتساهلْنَ في خروجهنَّ أمام الخادم وكأنه شقيق لها أو ابن لها ؛ فكيف يكون الحال بالنسبة للخادمات ؟ الخادمات يتساهلن ربَّات البيوت في الخروج أمامهنَّ أكثر بكثير من الرجال .

لذلك أقول كلمة حقٍّ : لا يجوز للزوج أن يسمح لزوجته بأن تستخدم رجلًا ، بل لا يجوز له أن يأذن لزوجته أن تستخدم امرأةً غير مسلمة إلا بشرط أن يعلم منها التديُّن والخوف من الله - عز وجل - ، فتحتجب من هذه المرأة كلما دخلت أو خرجت ، وهذا أمر عسير جدًّا إلا بالنسبة للنساء المؤمنات اللَّاتي اعتدْنَ أن يعشْنَ في عقر دورهنَّ وهنَّ متحجِّبات ، وهذا في هذا الزمن لا يكاد يكون له وجود ؛ ولذلك فعمليًّا لا يحلُّ استئجار هذه الخادمات الكافرات ، وأنا عشت هناك في الإمارات خاصَّة في الشارقة يعني شهرين أو أكثر ، فوجدت هناك مصيبة كبيرة جدًّا من الشكاوى من دخول هاته الخادمات الكافرات على ربَّات بيوت المسلمات وكأنها مسلمة ، فلما نذكِّر يقولون : ما نفعل ؟ الضرورة وما الضرورة ، والضرورة أحكام ، هنا بقى يلعب الشيطان بأهواء الناس ؛ فنسأل الله - عز وجل - أن يعصمنا من مخالفة الشرع .

مواضيع متعلقة