التذكير بأدب عظيم من آداب الإسلام ، وهو أدب الاجتماع في مجالس العلم وعدم التفرُّق . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
التذكير بأدب عظيم من آداب الإسلام ، وهو أدب الاجتماع في مجالس العلم وعدم التفرُّق .
A-
A=
A+
الشيخ : أما بعد : فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمَّد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .

يبدو أنه لا بد من التذكير ما بين آونةٍ وأخرى ببعض السنن والآداب الإسلامية التي أصبحت مجهولةً علمًا ومتروكةً عملًا ، لقد كنا ذكرنا في أكثر من مرَّة بمثل هذه المناسبة لمثل هذه الجلسة أن لمجالس العلم آدابًا ، ومن ذلك أنه لا يصح التفرُّق في مجالس العلم ؛ أن نجلس هكذا كيفما اتَّفق أو كيفما راقَ لأحدنا فهذا ليس من أدب العلم في شيء مطلقًا ، ذلك مجالس القهاوي والنَّوادي يأتي الآتي ما يأتي من تلك المجالس إما للترويح عن النفس زعموا أو للتسلية أو نحو ذلك ؛ فهو حرٌّ يجلس أينما شاء وكيفما شاء ، أما مجلس العلم فله آدابه ؛ فقد ذكرت لكم أكثرَ من مرَّة حديث أبي ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - الذي يقول فيه أنهم كانوا إذا سافروا مع النبي - صلوات الله وسلامه عليه - ونزلوا منزلًا تفرَّقوا في الوديان والشعاب ، فسافروا يومًا ونزلوا واديًا ، وتفرَّقوا كما كانوا يفعلون سابقًا ، وهذا التفرُّق يُوحيه المصلحة الذاتية والشخصية ؛ حيث كلُّ شخصٍ منهم يختار المكان المناسب له الذي له ظلٌّ وارفٌ مثلًا ، فتفرَّقوا كما كانت عادتهم ، فلما رآهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال لهم : ( إنما تفرُّقكم هذا من عمل الشيطان ) ؛ إنما تفرُّقكم هذا في الوديان والشِّعاب من عمل الشيطان ، قال أبو ثعلبة - رضي الله عنه - : " فكنَّا بعد ذلك إذا نزلنا منزلًا اجتمعنا فيه حتى لو جلسنا على بساط لَوَسِعَنا " ، فأحقُّ المجالس بالمحافظة على مثل هذا الأدب أدب التجمُّع هو العلم ؛ مجالس العلم ، ولا أريد أن أطيل ؛ لأنَّ الحصة التي خصَّصتها في هذا الدرس الذي بدأت باستئنافه بعد تركٍ له مدة طويلة اضطرارًا الوقت نصف ساعة فقط لدرس الترغيب ؛ لذلك لا أريد أن أطيل في توضيح السِّرِّ والحكمة من هذا الاجتماع الذي يُوحيه لنا هذا الحديث الصحيح ، ولكني أجمل القول فأقول ... .

مواضيع متعلقة