كلمة الشيخ عيد عباسي عن التوقُّف في بعض المسائل الشرعية لِمَن لا يعرف الحكم . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلمة الشيخ عيد عباسي عن التوقُّف في بعض المسائل الشرعية لِمَن لا يعرف الحكم .
A-
A=
A+
عيد عباسي : يتوقَّف على الإنسان ... فنحن ما ينزل الوحي عندنا ولا يأتي جبريل ، لكن هناك يسأل الإنسان من هو أعلم منه ، بيراجع المسألة مثلًا سُئلت عن مسألة ما أعرف الحكم الشرعي ما مرت عليَّ من قبل ، هيك رأسًا باجتهد !!

الاجتهاد يكون بعد بذل الجهد ، من بذل الجهد مراجعة الكتب ، سؤال العلماء ، النظر ، البحث في النصوص ، مراجعة أقوال أهل العلم ، شرَّاح الأحاديث ، مفسِّرو الآيات .

فالتوقُّف هذا شيء واجب لِمَن لا يعرف الحكم ، وإلا فسيخبط في دين الله خبطَ عشواء ، الإنسان عالم يعرف الحكم يقوله ، ما يعرف الحكم نقول له : قل ما يخطر على بالك ؟! ما بصير .

نقول له : إذا كان أهل الاجتهاد اجتهد لا بأس ، لكن الاجتهاد حتى يجتهد ... في هذه المسألة أحيانًا يتطلَّب الأمر أيَّامًا وأشهرًا ، فهذه المدة كلها شو موقفه فيها ؟ متوقِّف ما عم يصدر حكم حتى ينتهي من تحقيق القضية ، واقع أستاذنا - حفظه الله - أظن بتشوفوا أنتم في أحاديث كثيرة ساكت عنها يقول لك : لسا ما حقَّقتها ، يُسأل فيقول : ما أعرف ، فلو كان الصواب على رأيك كان يجب أن يفتي أنُّو والله هذا صحيح هذا كذا ما يجزم أنُّو والله الغالب كذا ، إيه هكذا يكون يستحلُّ الإنسان الحرام ويعني يحرِّم الحلال .

السائل : وهَيْ بفضل الله .

عيد عباسي : لا ، تشكره في كتب اللي الأستاذ الشيخ ناصر حقَّقها كتاب " مشكاة المصابيح " ما هيك ؟ تعرفوه كتاب " مشكاة المصابيح " ، في الطبعة الأولى اللي هي منتشرة الآن بين الأيدي كثير من الأحاديث ما هي محقَّقة ساكت عنها ، رواه أحمد ساكت الشيخ ، بقي سنوات الطبعة الثانية أو التحقيق الثاني بيَّن أكثر الأحاديث اللي كان ساكت عنها ؛ يعني بيَّن حكمها ، وفي بعض الأحاديث التي كان حاكم عليها بدا له اجتهاد جديد ، وما يزال بعض الأحاديث - وإن كان قليلة جدًّا - من غير بيان مسكوت عنها ، فهذا - أيضًا - من أوضح الأمثلة على أنُّو الإنسان يجب أن يقول بعلم ، فإذا لم يعلم يسكت ، ويمكن يكون قولك صحيح إذا لم يكن في الدنيا كلها إلا هذا الإنسان ، والناس اللي بدهم يعملوا ؟ بنقل لهم اجتهدوا بما يبدو له في هذه اللحظة ، لكن من قال أنُّو والله الأمة الإسلامية ما في غير إنسان واحد ؟ أنت ما عرفت سألوك وجِّههم يسألوا غيرك (( وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ )) ؛ فلذلك التوقُّف هو الواجب وأنُّو يبدي الحكم هكذا ما هو صواب ؛ لأنه سيأتي رأيًا خميرًا غير ناضج ، مثل الخبز اللي بيكون إيه ؟ غير ناضج فنجتنبه وما في عليه إثم .

تذكر أنت قول الإمام مالك كانوا يأتون إليه من الآفاق ، فيأتي بعضهم جاؤوا وفد من رواء النهر من خراسان معهم أربعين مسألة ، سألوه المسألة الأولى ما رأيك فيها يا إمام ؟ يقول لهم لا أعرف ، المسألة الثانية الثالثة من أربعين مسألة ستة وثلاثين مسألة يقول لهم : لا أدري لا أدري لا أدري ، حتى عجزوا وهو مالك !! وين نحن من مالك ؟ وين ؟ من أدنى أدنى ، فقالوا له قالوا : ضربنا لك أكباد الإبل ومع ذلك تقول : لا أدري ؟ يقول قال لهم : مَن قال لا أدري فقد أفتى ، يعني أتكلَّف لكم أقول في دين الله بغير علم ؟!! فهذا مسلك السلف الصالح ، وذكرت سابقًا مثلًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذلك حينما كان يُسأل يتوقَّف حتى يأتيه الوحي ، وهذا - أيضًا - من موقف أساتذتنا المعاصرين ، فلعله يعني يتَّضح بهذا الصواب إن شاء الله .

السائل : الصواب ، وأنا راجع عمَّا قلت .

عيد عباسي : هو الحقيقة نحن نُقدِّر في أخونا أبو حسن ونعرف له هذا أمثلة كثيرة أنه رجَّاع إلى الحق والحمد لله ؛ يعني هذا خلق طيب جدًّا ويدل على الإخلاص والتواضع ، ثبَّته الله وزاده وإيانا وجميعًا إن شاء الله ، وطبعًا هو حثَّنا على العلم وهو - إن شاء الله - أول من يطبق ذلك .

السائل : ... فهذا اللي باعرفه .

عيد عباسي : والله أنا ما تذكرت الآن بالضبط نسألوا له أبو حسن ، أنت قلت أنه الله بيحاسب الإنسان على ما في نفسه ؟

السائل : قول الآية في القرآن .

عيد عباسي : (( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ )) ؟

مواضيع متعلقة