هل يجوز لرجل أن يعلم الناس ويلقى الدروس مع وجود من هو أعلم منه إلا أنه لا يقوم بذلك. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يجوز لرجل أن يعلم الناس ويلقى الدروس مع وجود من هو أعلم منه إلا أنه لا يقوم بذلك.
A-
A=
A+
السائل : يوجد كثير من النّاس في المساجد أعلم من غيرهم في مسائل الفقه ومصطلحات الحديث ولكنّهم غير عاملين بما هم عالمين وغيرهم من النّاس في هذه المساجد أقلّ منهم علما , فهل يتصدّر الأقلّ للدّروس أم يجعلوا مجالا لأولئك القوم بأن يدرّسوا النّاس و يعلّموهم الفقه ومصطلح الحديث ؟

الشيخ : أظنّ ما سألت عن شيء لم نجب عنه آنفا .

السائل : ولكنّ الأقلّ عاملين , هم أقلّ علما ومع ذلك هم عاملين بالسّنّة .

الشيخ : العمل ينفع صاحبه وتركه يضرّ تاركه أمّا الأحقّ بالإمامة فله شروطه في السّنّة مثلا قوله عليه السّلام: ( لا يؤمّ الرّجل في سلطانه ) كويّس و لنضرب مثلا واضحا جدّا , ما أحد يعلم أو يسمع باسم الحجّاج و إلاّ و يقترن بهذا الاسم الظّلم المجسّم لكنّه كان واليا على العراق كخليفته من بعده وهو لعلّه لا نسبة بينهما فإذا حضر سعيد بن جبير هناك مثلا هو أعلم و أتقى و و إلى آخره فهل يؤمّ هو ولا يؤمّ الحجّاج شرعا ؟ من الّذي يؤمّ ؟ الحجّاج لأنّه السّلطان , إذن هنا لا ننظر للأصلح و إنّما ننظر للنّصّ أيّ الرّجلين ينطبق عليه بنفذّه , الآن ندخل في واقعنا ( يؤمّ القوم أقرؤهم لكتاب الله ) الرّجل قارئ حليق وله ضابط حليق ككثير من النّاس ابتلوا بالعادة الأروبيّة الإنجليزية الفرنسية إلى آخره ومع أنّهم يعيشون أحرارا و لا يعيشون محكومين بنظام أجنبي ,بنظام كلوب , لا . يعيشون أحرارا ومع ذلك فهم حليقين فقد يكون في هؤلاء الحليقين من هو أحفظ لكتاب الله من كلّ المشايخ الّذين من طول لحيتهم لازم يوزّعوا قسم منها للحليقين هدول فمن يؤمّ ؟ طبّق هذا الحديث يؤمّ القوم أصلحهم ؟ أتقاهم ؟ أورعهم ؟ لا ما قال الرّسول شيئا من هذا. قال: ( يؤمّ القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسّنّة ) فأعلمهم بالسّنّة كمان طلع حليق مع الأسف , ليش ؟ لأنّ العلم جعله مهنة كما هو شأن كثير من النّاس اليوم نقول يؤمّ , أمّا كونه حليقا يا أخي هذا وزره عليه (( لا تزر وازرة وزر أخرى )) فإذن سؤالك انت لا يخرج عن هذا كلّه صحيح هناك أعلم عفو أعمل و أتقى و أورع لكن هذا الّذي هو دونه في ذلك فوقه في تحقّقه بالشّروط الّتي تؤهّله أن يكون إماما , واضح ؟

السائل : واضح . ولكن ألا نأخذ من هذا الحديث فقها أنّ النّاس في هذا الزّمان أكثرهم عوامّ يقتدون بهذا الإمام كما تعلمون فضيلتكم في هذا البلد و في غيره أنّ النّاس يهتمّون بكلام الإمام أكثر من غيره فيقتدون به كثير من العوام في حلق لحيته وكثير من النّاس أيضا من هؤلاء العوامّ لا يعرفون حكم اللّحية بل يقولون إنّها سنّة وما هو معروف عنهم فلا نأخذ من هذا الحديث أنّ يدخل أحد أهل السّنّة في الإمامة ؟

الشيخ : لا , لكن نأخذ منه شيء ما ترضاه وهو أنّ هدول الجماعة الطّيّبين مش قائمون بواجبهم.

السائل : هناك طيّبون لكن ما يرضى بس .

الشيخ : شلون؟

السائل : العاملين غير عالمين ؟

الشيخ : لا هدول النّاس العاملون الطّيّبون ما قائمون بواجبهم فهمت عليّ ؟

السائل : فهمت عليك .

الشيخ : وإلا أشرح ؟

السائل : لا فهمت عليك .

الشيخ : جزاك الله خير .

السائل : و إن شرحت يكون تكرّما منك .

الشيخ : نعم ؟

السائل : و إن شرحت يكون تكرّما منك .

الشيخ : طيّب ما عندي مانع بطبيعة الحال , هذا الإمام الّذي يؤمّ النّاس وهو حليق في رأي أولئك الخاصّة الّذين أشرت إليهم ووصفت بأنّهم دونه في العلم و الفقه و القراءة لكنّهم خير منه في العمل بدينهم و اتّقائهم لربّهم , هؤلاء المتّقون الصّالحون مقصّرون مع هذا الشّعب الّذي كما قلت سيغترّ بهذا الإمام الحليق و بشوف إمام يؤمّ النّاس وهو حليق إذا حلق اللّحية لا شيء متى هذا يؤثّر في الجمهور ؟ حينما يكون أولئك النّاس الأتقياء و الصّالحون غير قائمين بواجب التّعليم و التّذكير واضح ؟

السائل : واضح .

الشيخ : يعني الإمام دعايته إلى أنّ حلق اللّحية ليس معصية بفعله و هذا بلا شكّ يؤثّر ولكن هذا الفعل سوف يذهب أثره إذا ما قام الصّالحون العالمون بأنّ حلق اللّحية معصية ومعصية كبيرة سيتنبّه الشّعب الّذي يصلّي وراء هذا الإمام الحليق و يعرف أنّ ما يفعله الإمام .

مواضيع متعلقة