شرح حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ( لَا يَنبَغِي لِذِي الوَجهَينِ أَن يَكُونَ أَمِينًا ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
شرح حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ( لَا يَنبَغِي لِذِي الوَجهَينِ أَن يَكُونَ أَمِينًا ) .
A-
A=
A+
الشيخ : يليه حديث آخر ، وهو - أيضًا - إسناده صحيح يرويه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( لَا يَنبَغِي لِذِي الوَجهَينِ أَن يَكُونَ أَمِينًا ) .

معلوم أن ذي الوجهين هو : الذي يأتي هؤلاء بوجهٍ وهؤلاء بوجهٍ ، فهو ينافق ويداهن ، فهو - كما يقال - كالماء يتلوَّن بلون كل إناء ، فهو مع هؤلاء على بطلهم وعلى ضلالهم يتظاهر معهم ، وهو مع أولئك - أيضًا - على هداهم وصلاحهم ، فلا تعرفه هل هو من هؤلاء فعلًا أم من أولئك ، هذا ذو الوجهين يقول الرسول - عليه السلام - : لا يليق أن يكون أمينًا عند الناس ، والأمين هنا بالمعنى الأوسع ؛ لا ينبغي أن يكون أمينًا على أخلاق الناس ، لا ينبغي أن يكون أمينًا على أموال الناس ، لا ينبغي أن يكون - بالأولى والأحرى - أمينًا على عقائدهم على فقههم على دينهم ؛ لأنه لا دين له ولا خَلَاق له ؛ لأنه يقابل كلَّ قوم بما يرضيهم به ، وهذا معناه هو المنافق ، المنافق هو الذي يأتي المسلمين فيقول : إنَّا معكم ، فإذا انقلبوا إلى أصحابهم قالوا : إنَّا كنَّا مستهزئين ، أو كما في القرآن الكريم .

إذًا فالرسول - صلوات الله وسلامه عليه - حين يقول : ( لا ينبغي ) يعني لا يحرم ، ( لا ينبغي ) معناه لا يحرم ، - عفوًا - ( لا ينبغي ) معناه لا يجوز ، ومعنى لا يجوز أي : يحرم ، (( وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا )) ، مش ما ينبغي يعني الأولى كما قد يتبادر إلى أذهان بعض الناس ، لا ، ( لا ينبغي ) يعني يحرم أشدَّ التحريم ، فهنا من هذا الباب ( لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينًا ) أي : يحرم ولا يجوز .

مواضيع متعلقة