رجل تاب من اقتراف الذنوب والمعاصي ، ويريد أن يطلب العلم ، فبم يبدأ ؟ وعلى أيِّ منهج يسير ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
رجل تاب من اقتراف الذنوب والمعاصي ، ويريد أن يطلب العلم ، فبم يبدأ ؟ وعلى أيِّ منهج يسير ؟
A-
A=
A+
السائل : هنا يسأل سائل : فيقول رجل قضى خمسًا وعشرين عامًا من حياته بين المعاصي والذنوب ، ثم منَّ الله عليه بالهداية وأراد أن يسخّر حياته للعلم والتعلم ، وهو لا يجيد قراءة القرآن ولا تجويده ، وبالطبع لا يجيد اللغة ؛ فبماذا يبدأ وبأيِّ منهج يسير ؟

الشيخ : هذا يبدأ يصلي كما يقال : " على عجره وبجره " ، فلا يجوز أن يؤخِّر الصلاة لأنه - مثلًا - لا يحسن قراءة القرآن ، وإذا كان لا يحفظ شيئًا مطلقًا ؛ فقد جاء في السنة أن عليه أن يتعلم : ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ) ، لسهولة حفظها ، ويقوم ذلك مقام قراءته لسورة الفاتحة ، لكن في الوقت نفسه يجب أن لا ينصرفَ ولا يقنعَ بهذا التيسير المؤقت عن أن ينصرف إلى أن يتعلم ما يصحِّح به صلاته ؛ كقراءة الفاتحة مثلًا . المهم أن هذا الإنسان التي كانت حالته ما وُصف ثم تاب إلى الله - عز وجل - وأناب ، فعليه أن يتّقي الله ما استطاع إلى ذلك سبيلًا ، ويستعين على ذلك بسؤال أهل العلم كما هو نصُّ القرآن الكريم : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) ، والذي يمكن الآن الجواب عنه هو ما سبق عليه أن يُبادر إلى أداء الصلاة ، كل صلاة في وقتها ، وأن يُعنى بأن يحفظ شيئًا من القرآن ، وإذا كان ليس لديه شيء منه ؛ فالتسبيحات المذكورة آنفًا تقوم مقام الفاتحة إلى أن يتعلمها .

السائل : هو السؤال يريد أن يتعلم ... .

الشيخ : السؤال ليس كذلك ، إنما هذا السؤال من عندك .

السائل : ... .

الشيخ : طيب .

السائل : ... .

الشيخ : ما شاء الله ! هذا كله يفهم من السؤال ؟! كيف يبدأ ؟ يبدأ مثل ما قال الراجز العالم :

" العلم إن طلبته كثير

والعمر عن تحصيله قصير

فقدِّم الأهمَّ منه فالأهمَّ " .

فهو يتعلم ولو كان أعجميًّا ، لا نكلفه أن يتعلم الآن اللغة العربية حتى يتمكَّن من التعلم بطريق اللغة العربية ، إنما نقول له قبل كل شيء تعلم علم التوحيد ، بطريق تعلم اللغة العربية ؟ لا ، هذا يُؤجّل ؛ لأن هذه وسيلة ، فيسأل أهل العلم الذين يفهمون على لغته فيتعلم ما هو الأوجب كما جاء في الرجز السابق ، فإذا أنهى هذا الأمر انتقل إلى ما يجب عليه ، فهو - مثلًا - إذا كان فقيرًا لا يجب عليه الزكاة ، ولا يجب عليه الحج إلى بيت الله ، فلا يُكلّف أن يدرسَ أحكام الزكاة ، ومناسك الحج ؛ لأن ذلك غير واجب عليه ، لكن يجب عليه الصلاة ، ويجب عليه الصوم ؛ فهو يتعلم إذًا أحكام الصلاة ليعرف شروطها وأحكامها وواجباتها ونحو ذلك ، كما أنه يتعلم كيفية صيام فرض رمضان ، وما لا يحل له أن يأتي به وهو صائم ، وما يحل إلى غير ذلك ، من التفاصيل ، فإذًا الجواب بإيجاز أنه يبدأ بالأهمِّ فالأهمِّ .

مواضيع متعلقة