متى ينفخ الروح في الجنين ؟ وكيف توفقون بين الحديث ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
متى ينفخ الروح في الجنين ؟ وكيف توفقون بين الحديث ؟
A-
A=
A+
السائل : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطنه أربعين يوما ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة في ذلك مثل ذلك ثم يرسل له الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات ) .
الشيخ : إلى آخره شو المقصود من الحديث بالسؤال؟
السائل : ورد حديث آخر قال ( يدخل الملك النطفة بعد ما تستقر في الرحم أربعين أو خمسة وأربعين ليلة فيقول يا رب أشقي أو سعيد فيقول أي رب أذكر أو أنثى ؟ ) .
الشيخ : إلى آخره شو السؤال؟
السائل : فمتى ينفخ الروح في الجنين ؟ وكيف توفقون بين الحديث ؟ وهل يمكن قياس بدأ نفخ الروح طبيا؟ جزاكم الله خيرا
الشيخ : وهل إيش
السائل : يمكن قياس بدأ نفخ الروح طبيا؟
الشيخ : أولا الحديث الثاني حديث شاذ ظاهر فيه أن الراوي لم يتمكن من ضبطه لأنه يتردد بين أربعين وبين اثنين وأربعين بين خمسة وأربعين ولذلك على طالب العلم حينما يقرأ حديثا كهذا الحديث وهو يعتقد جازما بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يمكن أن يتردد هذا التردد في لفظة واحدة لأنه لا (( ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) وإنما هذا التردد هو من أحد رواة الحديث هذا التردد يدل على أن الراوي لم يضبط حديثه الذي سمعه إما أن يكون الشك من فوق يعني من الصحابي الذي سمع الحديث من الرسول عليه السلام مباشرة وإما أن يكون الشك ممن دون هذا الصحابي وإذا دار الاحتمال بين أن يكون الشاك هو الصحابي أو من دونه فالعلماء عادة يعصبون الشك بمن دون الصحابي فعلى طالب العلم أن يلاحظ هذه الناحية أو هذا ليس من كلام النبوة
هذا الشك يذكرني بحديث آخر ومهم جدا لأن بعض العلماء الذين لم يتنبهوا لما فيه من شك بنوا عليه حكم وهو حديث شبرمة الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يلبي في الحج يقول: ( لبيك اللهم عن شبرمة، قال عليه الصلاة والسلام من شبرمة ؟ ) الراوي هكذا يقول ( أخ لي أو قريب لي ) هذا التردد لا يمكن أن يصدر من ذلك الصحابي الحاج عن غيره وهو شبرمة لماذا تصوروا الرسول صلى الله عليه وسلم أنتم بين يديه فيسألك من هذا الغلام؟ فهل يصح أن يقول المجيب هذا أخ لي أو قريب لي معنى ذلك أنه ضيع الجواب على الرسول عليه السلام وهذا أقل ما يقال فيه إنه قلة أدب إذا لم يكن يعني كفرا وعدم إيمان بكمال الرسول عليه السلام الذي يجب له أن يوقروه إذا هذا التردد جاء من بعد وليس كان جواب شبرمة جواب عن شبرمة ( إنه قريب لي أو اخ لي ) فلا يبنى على هذا الحديث مع وجود هذا الشك بأنه يجوز الحج حجة البدل كما يقولون اليوم عن الغير ولو لم يكن أبا أو أما لأن الحديث قال أخ لي أو قريب لي نقول نحن الراوي شك والشك لا يبنى عليه حكم ولذلك فلا يستفاد من هذا الحديث حج عن شخص ليس هو والدا وإنما يؤخذ منه ما هو المشهور من الاستدلال بالحديث أنه لا يجوز لأحد أن يحج عن غيره إلا بعد أن يكون حج عن نفسه لأن الرسول عليه السلام قال له ( هل حججت عن نفسك ؟ قال لا قال حج عن نفسك ثم عن شبرمة ) من شبرمة إذا وقفنا عند هذا الحديث نقول لا نعلم من شبرما لا نعلم أما إذا رجعنا إلى بعض القواعد الشرعية فيمكن أن نحدد بأن هذا المحجوج عنه إما أن يكون أحد أبويه وإما أن يكون قد أوصي هذا الحاج بأنه يحج عنه والحج عن الوالد فيه أحاديث كثيرة خاصة حديث الخثعمية التي سألت الرسول عليه السلام بعد رمي الجمرة ( قالت إن أبي شيخ كبير لا يثبت على الرحل فأحج عنه؟ قال حجي عنه ) فحج البدل عن الوالد العاجز هذا ثابت في أحاديث كثيرة فيمكن أن يكون هذا الحاج عن شبرمة أي عن أبيه فيه احتمال آخر أن يكون قد حج عن شبرمة الذي أوصاه بأن يحج عنه لأن مثل هذه الوصية يجب تنفيذها لكن الاحتمال الأول أقرب عندي لأنني وجدت في بعض الروايات ولو أن في سندها شيء من الضعف قال ( من شبرمة ؟ قال أبي ) طاح التردد والشك وحل محله قال أبي فإذا عدنا إلى الحديث أولا نقول هذا الشك لا يبنى عليه شيء ثانيا يخالف الحديث الأول والحديث الأول أصح إسنادا من الحديث الآخر من وجهين أحدهما أنه متفق عليه بين البخاري ومسلم والآخر انفرد به مسلم دون البخاري والشيء الآخر أن الحديث الأول وهو من حديث ابن مسعود كل الرواة أجمعوا على سوقه بسياق واحد وهذا من المرجحات عند العلماء ولذلك نجد العلماء حينما يذكرون أنواع التشهد في الصلاة يذكرون عديدا من الأنواع أنا ذكرت أصحها في * صفة الصلاة * منها تشهد ابن مسعود المعروف منها تشهد ابن عباس أخذ بكل من التشهدين بعض الأئمة التشهد الأول أبو حنيفة التشهد الثاني الإمام الشافهي وهكذا لكن علماء الحديث الذين لا يتعصبون لمذهب على مذهب قالوا حديث ابن مسعود أصح من حديث ابن عباس لماذا ؟ لأن الرواة أجمعوا على رواية حديث التشهد ما يختلفون ولا في حرف واحد بينما حديث ابن عباس فيه اختلاف ( التحيات المباركات الصلوات ) في بعض الروايات والراوي واحد وهو ابن عباس ( التحيات لله والمباركات والطيبات ) منهم من يسقط الواو منهم من يثبت الواو أما حديث ابن مسعود ( التحيات لله الصلوات ) ما فيه خلاف ولو في حرف واحد لذلك قالوا حديث ابن مسعود في التشهد أصح من حديث ابن عباس في التشهد كذلك نقول هنا اقتباسا من طريقة العلماء في ترجيح الرواية الأخرى مع صحة سند كل من الروايتين أما هنا فموجود الترجيح الأول وهو اتفق الشيخان على حديث ابن مسعود الصريح بأن نفخ الروح يكون بعد الأطوار الثلاثة المذكورة في الحديث أي بعد أربعة أشهر أما الحديث الآخر الذي تفرد به مسلم فهو من حديث أسيد بن حذيفة أو حذيفة بن أسيد أنا أشك الآن. نعم
السائل : حذيفة.
الشيخ : حذيفة آه فهذا تفرد به مسلم كما قلنا ثم إن بعض الرواة اضطرب في رواية الحديث أول ذلك الشك في أربعين اثنين أربعين خمسة وأربعين الشيء الثاني ما ذكر الأطوار كلها بينما حديث ابن مسعود ذكرها بتمامها خلاصة الجواب لا يؤخذ بحديث حذيفة هذا لأن الراوي لم يضبطه وإنما الاعتماد في هذه المسألة على حديث عبد الله بن مسعود.

مواضيع متعلقة