الكلام على أهمية علم الحديث ، مع ذكر السبب في قلَّة العالِمِين بالحديث في هذا الزمان . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام على أهمية علم الحديث ، مع ذكر السبب في قلَّة العالِمِين بالحديث في هذا الزمان .
A-
A=
A+
السائل : ... إذا الجمع للحديث هذا في يُرجى من ورائه فائدة ولَّا لا يرجى من ورائه فائدة ؟

الشيخ : قطعًا بس بقى بدك تخلينا ندخل في حديث طويل أيضًا ، الآن نحن كل الإخوان الحاضرين يعلمون أننا في زمن عرفَ فيه الجاهل الأمِّي العامي مثل المثقَّف أننا في زمن اختصاص في العلوم ، ما في واحد مهما كان مغرقًا في الأمِّيَّة والجهل وقلة الثقافة ما فينا واحد يجهل أنُّو علم الطب أقسام كثيرة ، وبناءً على هذا العلم ما نشوف واحد بتوجعه عينه بيروح لعند الجرَّاح ، أو بتوجعه حنجرته بيروح لعند المختص في الأذن إلى آخره ، ليش ؟ لأنُّو العلم اختصاص ، كذلك علم الشريعة حديث وفقه وتفسير ولغة و و وإلى آخره ، طيب ، وكل هؤلاء الناس يعلمون في علماء حديث ، وفيه علماء فقه ، رؤوس المذاهب الأربعة الأئمة الأربعة ، رؤوس أئمة الحديث الأئمة الستة ، مين يجهل هذه الحقائق ؟ لا أحد .

طيب ، لكن الشيء المؤسف الواقع اليوم - يا جماعة - أنُّو لما الواحد منكم وقد يؤاخذني بعضكم في قولي منكم ، إي شو عرَّفك ؟ بأرجع بأقول له : سر المهنة . يذهب أحدكم بدو يعرف حديث صحيح أو ضعيف لعند الشَّيخ الفلاني الحنفي ، هذا مو اختصاصه في علم الحديث ، شلون عم تسأله عن هذا الحديث صحيح ولَّا ضعيف ؟ لكن بأرجع بأعذركم ، ليش ؟ ما فيه عندكم واحد من أهل الحديث ترجعوا له على اعتباره أهل اختصاص ، كذلك قُلْ ما عندكم أئمة في التفسير فبدكم تسألوا عن آية تفهموا معناها ترجعوا لنفس الشَّيخ إلى آخره .

إذًا نحن مشكلتنا الشيء اللي وعوه الناس في آخر الزمان من غيرنا ، ووعوه الناس منَّا في أول الزمان أئمة فقه وحديث إلى آخره ؛ أصبحنا نحن اليوم لا من هؤلاء ولا من هؤلاء ، يعني أصبحنا لا من هؤلاء المعاصرين اللي عرفوا الاختصاص وقيمته ، ولا من علماء السلف هاللي عرفوا الاختصاص ، فكان فيهم المحدِّث والمفسِّر والفقيه ، أصبحنا نحن ضايعين لا من هؤلاء ولا من هؤلاء ؛ لذلك نعيش في جهل مطبق وشديد شديد جدًّا ، فهون الأستاذ عم يسأل أئمة الحديث الستة وين هاللي عم يدرسوا الكتب الستة ؟ حتى يُقال : بخاري زمانه ؟! فيه شافعي زمانه ، وفيه حنفي زمانه ، فبخاري زمانه وين ؟ ما في ، شو السبب ؟ ما في ، لأنُّو لو في بكثرة قد ينبغ واحد منهم فيفوق على الآخرين ، فيُقال والله فلان بخاري زمانه ، مسلم زمانه ، أبو داود زمانه ، ترمذي زمانه ، إلى آخره .

ليش هادا الشيء ما موجود ؛ مع أنُّو حنفي زمانه موجود ؟! لأنُّو علم الحديث أصبح في خبر كان !! علم الحديث وصل الأمر ببعض المتفقِّهة أن يقول - وأنا سمعت هذا بأذنيَّ هاتين ، والله يسألني ، (( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )) سمعت بعض الفقهاء يقول اليوم - : " علم الحديث صنعة المفاليس " !! هذا قيمة علم الحديث ، هذا كاكتشاف لواقع المسلمين في هالعبارة السّيِّئة ، " علم الحديث صنعة المفاليس " ، فعلماء الحديث لما اختصُّوا في الحديث جاؤونا بأحاديث يا جماعة - وهنا تكمن العبرة - ، جاؤونا بأحاديث فاتَتْ بعض الأئمة الأربعة ، جاؤونا بأحاديث فاتَتْ بعض الأئمة الأربعة ، يمكن هذا الكلام على الأقل بعضكم بيستهجنه ما عنده معدة تهضمه ، ليش ؟ لأنُّو لأوَّل مرَّة بيطرق سمعه مع الأسف - أيضًا - أقول .

لكن هذه الحقيقة كلُّ مَن اشتغل بعلم الحديث يعلم أنُّو من بين الأئمة الأربعة أعلمهم بالحديث أحمد بن حنبل ، أليس كذلك يا إخواننا ممَّن عنده شيء من الدراسة ؟! أعلم الأئمة الأربعة بالحديث أحمد ، ليه ؟ لأنُّو آخرهم ، والذي يوضِّح لكم هذا أحمد تلميذ الإمام الشافعي ، الشافعي تلميذ الإمام مالك ، إذًا أحمد جمع علم الشافعي وعلم مالك في الحديث على الأقل ، مع أنُّو الإمام أحمد فقيه من كبار فقهاء الأمة أيضًا ، فهكذا البخاري تلميذ الإمام أحمد ؛ فإذًا هو جمع علم الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد ، مسلم تلميذ الإمام البخاري ، يا سلام ، هذا العلم هو الذي بيجعل الإنسان على بصيرة من دينه ، بيعرف حين ذاك أنه إذا رجع إلى أئمة الحديث سيجد مادَّة لا يجِدُها في بطون كتب الأئمة الفقهية أنفسها ، والذي نعلمه نحن أنَّ كلَّ مذهب من المذاهب الأربعة علماؤهم ليس له غنًى أبدًا عن كتب أئمة الحديث ، خاصَّة منها الكتب الستة ؛ لذلك هلق لما بترجع كتب تخاريج الكتب الفقهية ؛ مثلًا كتاب الهداية ، كتاب " نصب الراية لأحاديث الهداية " للحافظ الزيلعي الحنفي كل أحاديثه هاللي جايبها في " الهداية " بدون عزو بدون تخريج مطلقًا بيجي الحافظ الزيلعي بيقول : هذا الحديث رواه البخاري ومسلم و وإلى آخره ، هذا رواه أبو داود ، هذا رواه أحمد ، هذا هذا ، هذا غريب لا أصل له ، نفس الحافظ الزيلعي الحنفي يقول في أحاديث " الهداية " : هذا رواه فلان من الأئمة الستة ، أما هذا فلا أصل له .

تجي لكتاب الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي خرَّج كتاب الرافعي الكبير ، وسمَّى كتابه " تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير " ، كمان الرجل ما بيستغني عن كتب الأئمة الستة ، إذًا أصول المسائل الفقهية الموجودة في المذاهب الأربعة يجب الرجوع فيها إلى أمهات الكتب الستة ، فالفقه قائم على الحديث وهذا الحديث قائم على هذه الكتب التي ألَّفَها أئمة الاختصاص ، فما منزلة أئمة الاختصاص اليوم عند جماهير المسلمين أعني علماءهم ؟ كأنه لم يكن شيئًا مذكورًا ، وهذا خلاف قول الله - عز وجل - : (( وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ )) .

إي سيدي ، يكفي هذا ؟ ولَّا لسا عندك ؟

سائل آخر : يكفي أستاذ ، الله يجزيك الخير .

مواضيع متعلقة