ما حكم الاسلام في سبِّ العلماء أحياءً وأمواتًا ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم الاسلام في سبِّ العلماء أحياءً وأمواتًا ؟
A-
A=
A+
السائل : من الأسئلة : ما حكم الإسلام في سبِّ الأئمة والعلماء أحياءً وأمواتًا ؟

الشيخ : قال - عليه السلام - : ( لا تسبُّوا الأموات فقد أفضَوا إلى ما قدَّموا ) ؛ يعني لا يجوز سبُّ المسلم حتى لو كان يعني مطعونًا في إسلامه ؛ لأنُّو ليس هناك فائدة من هذا الطعن بعد أن انتقل إلى حكم الله - عز وجل - ، فبالأولى والأولى أن لا يجوز سبُّ المسلمين الصالحين ، ثم أولى وأولى وأولى لا يجوز سبُّ الأئمة ؛ لأنهم يجمعون إلى صلاحهم العلمَ وخدمةَ الدين ونقل الأحاديث وتوضيحها وتفصيل الأحكام الشرعية وغير ذلك مما هو معروف ، وأنا أستغرب مثل هذا السؤال لأننا لا نعتقد أن في المسلمين ولو يعني في الدرجة السُّفلى من الإسلام ... .

السائل : ... أحيانًا بعض العلماء قد يفهمونه سبًّا ؛ فهذا هل من السَّبِّ في شيء ؟

الشيخ : لئن كان هذا هو المقصود فبئسَ ما قصد ؛ لأن تخطئة الإنسان من آخر هذا أمر واجب في الإسلام ، والتخطئة لا تعني نقدًا ولا تعني طعنًا ؛ فضلًا أن تعني شتمًا وسبًّا ، وإنما بيان الحقِّ ؛ ولذلك قال - عليه السلام - في الحديث الصحيح في البخاري : ( إذا حَكَمَ الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر واحد ) . ما الذي يخطر في باله أنُّو الرسول لما يقول عن قاض ما ، حاكم ما ؛ أنه أخطأ أنه ينال منه ويسبُّه وهو يجعل له أجرًا واحدًا ؟

كذلك في قصة رواها البخاري - أيضًا - في تأويل رؤيا فسَّرَها أبو بكر بين يدي الرسول - عليه السلام - ؛ فقال له - عليه السلام - : ( أصبْتَ بعضًا وأخطأْتَ بعضًا ) ؛ فهل يخطر في بال إنسان يفقه ما يقول بأن الرسول سبَّ صاحبه في الغار أبا بكر الصديق حينما قال له : ( أخطأْتَ بعضًا ) ؟!

لكن هذا من تأخُّر المسلمين في ثقافتهم الإسلامية وابتعادهم عن اللغة الشرعية ، الحقيقة أن المتأخرين حتى من الفقهاء أو لعله الأصح أن نقول المتفقِّهين يتحاشَون مثل هذه العبارة ؛ لأنهم هم أنفُسُهم قد انقلبَتْ عليهم هذه الحقيقة ؛ فهم قد يتصوَّرون - والعامة تَبَعٌ لهم في ذلك - أنُّو إذا قيل : أخطأ فلان ؛ فهذا غمزٌ ولمزٌ وطعنٌ في هذا المخطَّأ ، والأمر كما سمعتم ليس كذلك ، وهذا الأمر لا يحتاج إلى كبير بيان ، وحسبنا هذا القدر .

مواضيع متعلقة