متى يصبح العالم مؤهلاً للتصفية والتربية وهل يكتفي أن يستفيد هذا المنهج من كتب أهل العلم ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
متى يصبح العالم مؤهلاً للتصفية والتربية وهل يكتفي أن يستفيد هذا المنهج من كتب أهل العلم ؟
A-
A=
A+
السائل : الأولى شيخنا متى يعني يصبح العالم مؤهلا للتصفية ؟ وهل هذا العالم الذي هو مؤهل للتصفية لا بد أن يتلقى مبادئ التصفية ويصبح في أهلية التصفية على علماء كبار أم باجتهاده مجرد مثلا أن يقتني الكتب بشتى أنواعها ويعكف عليها ليصبح أهل أنه يصفي وإذا صفى هل الأمة والعلماء يسلموا له بذلك هذا السؤال الأول ؟

الشيخ : هو على كل حال أنا ألفت النظر أن مشلكة العالم الإسلامي اليوم فيما يتعلق بالعلم الذي نتحدث عن وجوب تصفيته هو أوسع من أن يستطيع القيام به عالم واحد فلا بد أن يكون هناك في المجتمع الإسلامي علماء لا أقول بالعشرات و بالمئات بل بالألوف فكل يقوم في المحيط الذي يعيش فيه بهذا الواجب من التصفية العلمية فأرجوا ألا يفهم أحد من سؤالك أن عالما واحدا في الدنيا يستطيع أن يقوم بهذا الواجب هذا أمر مستحيل لأن أولا العلم دائرته واسعة جدا جدا كما قال ذلك العالم الراجز: " العلم إن طلبته كثير والعمر عن تحصيله قصير فقدم الأهم منه فالأهم "

فأنتم تعلمون مثلا اليوم فيه علم التفسير , فيه علم الحديث , فيه علم الفقه , فيه علم اللغة , هذه العلوم الأربعة لا بد منها ليكون المسلم يستطيع أن يقوم بما ألمحت أو أشرت إليه آنفا من وجوب التصفية للعلم لكن هناك في كل علم من هذه العلوم الأربعة على الأقل أفراد يجب أن يتخصّصوا كل في مجال علم من هذه العلوم وهذا كما هو واضح جدا لا يتصور أن يكون متخصصا في التفسير متخصصا في الحديث متخصصا في الفقه لا سيما والفقه ما يسمى اليوم بالفقه المقارن له شعب كثيرة وكثيرة جدا ثم أيضا أن يكون متخصصا في اللغة هؤلاء العلماء يجب أن يكون كل واحد منهم يعمل في مجال تخصصه ويتعاونون بعضهم مع بعض لتحقيق ما سميناه آنفا بالتصفية ولذلك فلا ينبغي أن نتصور أن إنسانا يجب على الأمة كلها أن تستسلم لقيادة فكره وعلمه فقط وإنما هنا وهناك وفي العالم كله أفراد من العلماء ينهجون منهجا واحدا على منهج الكتاب والسنة والسلف الصالح فينبغي على من كانوا دونهم في العلم أن يتبعوه فهذا هو السبيل لتحقيق التصفية والتربية لا يمكن لإنسان أن يقوم بواجب التصفية فقط ما بالك تصفية وتربية ؟! أنا أقول الآن هب أن إنسانا في قرية ما في قرية ما يتولى تصفية جانب من العلم الذي دخل فيه ما هو غريب منه لكن هذا الإنسان قد لا يستطيع أن يجمع الناس وأن يربيهم على هذا الإسلام المصفى يجب أن يكون هناك مساعد له يتلقى هذا العلم المصفى ثم يربي الناس عليه وهكذا تتحقق هذا الأمر الهام جدا ألا وهو التصفية والتربية بتعاون علماء المسلمين في كل أقطار الدنيا على تحقيق التصفية العلمية ثم يتعاون الآخرون ممن تهذبوا بتهذيبهم وتعلموا بتعليمهم على تحقيق التربية التي ندندن حولها هذا فيما يتعلق بالجواب عن السؤال الأول والذي بعده ما هو ؟

مواضيع متعلقة