من هم أهل الذكر المعنيون في الآية ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
من هم أهل الذكر المعنيون في الآية ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) .؟
A-
A=
A+
الشيخ : قال تعالى في القرآن الكريم مخاطبًا جمهور المسلمين : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) قد يتبادر لأذهان كثير من عامة المسلمين أهل الذكر هم الذين يكثرون ذكر الله ، وبخاصة إذا كانوا من أولئك الذين يذكرون الله على خلاف السنة ، ويعملون ببعض الأحاديث الضعيفة والمنكرة ، كمثل الحديث الذي يلهج به بعض أولئك الناس ، الذين لا يتأدبون مع الله عزَّ وجلّ في ذكرهم ، حيث يرقصون في الذكر ويضطربون ولا يجلسون بتمام الأدب والخشوع ، يحتجون بحديثٍ مروي في بعض الكتب ، ولكنه لا يصح من حيث إسناده ألا وهو قولهم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( اذكروا الله حتى يقول المنافقون إنه مجنون ) يعني أكثروا وبالغوا من ذكر الله ، والاضطراب في هذا الذكر ، حتى يقول الناس فلان مجنون ، تُرى أهكذا كان خير الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاشا لله - لا أريد أيضا أن أستطرد في هذه النقطة بالذات ، وإنما أردت أن أقول أهل الذكر هم أهل القرآن ، بدليل الآية السابقة المعروفة : (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) فالذكر هنا هو القرآن ، والذكر هناك أيضًا هو القرآن ، (( فاسألوا أهل الذكر )) أي أهل القرآن ، وأهل القرآن كما جاء في الحديث الثابت هم أهل الله ، وخاصته أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ، هؤلاء طائفة من الأمة ، والطائفة الأخرى الذين لا يعلمون ، (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) ربنا أوجب واجبين على مجموع الأمة ، القسم الأقل منها هُم العلماء بالقرآن وبالسنة ، أوجب عليهم أنهم إذا سُئلوا أن يجيبوا ، وأوجب على جمهور المسلمين الذين يعلمون أن يسألوا أهل العلم ، فمن هُم أهل العلم ؟ نعود لنلخص ما ذكرنا ، هل هو الذي يقول في المسألة قولان ثم يمضي فيدع السائل حيران ؟ أم هو الذي يقول قال الله ، قال رسول الله ؟ هذا هو العلم النافع ، ولذلك فأول أو أساس عودة المسلمين إلى دينهم ليعود إليهم عزهم ومجدهم ، هو رجوعهم إلى العلم النافع ، وهو الكتاب والسنة ، ثم يأتي بعد ذلك العمل الصالح ، لا يمكن معرفة العمل الصالح إلا بالعلم النافع ، فإن كثيرًا من الناس اليوم نراهم يعملون أعمالاً ، وقد يعتبرون أنفسهم أو يظن بعض الناس فيهم إنهم من الدعاة إلى الله ، فهم يفعلون أفعالاً ويأتون أعمالاً ، يظنونها صالحة ، وليس من الصلاح في شيء لماذا ؟ لأنهم لم يتخذوا الوسيلة ألا هو العلم النافع ، لم يتخذوه وسيلة ، ليميزوا العمل الصالح من العمل الطالح ، وأنا أضرب لكم ها هنا مثلاً مختصرًا جدًا ، ثم لعلي أحاول أن أكتفي بما ذكرت

مواضيع متعلقة