تكلم على حديث ما ذا نفعل إذا كثرت الفتن ( ...اعتزل تلك الفرق كلها ...... ولو أن تعض على جذع شجرة ....) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تكلم على حديث ما ذا نفعل إذا كثرت الفتن ( ...اعتزل تلك الفرق كلها ...... ولو أن تعض على جذع شجرة ....) .
A-
A=
A+
الشيخ : ... فبماذا يأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتباعه من المسلمين في زمن الفتن هل يأمرهم أن يتعصبوا عصبية جاهلية فهؤلاء مع هذه الدولة وهؤلاء مع تلك الدولة الأخرى ليسوا على شيء من التمسك بالكتاب والسنة بل تجد كثيرا من الذين يتعصبون لهؤلاء ولهؤلاء لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه تجد كثيرا ممن يتعصبون لهذه الدولة أو لتلك لا يحافظون على كثير من الأركان الإسلامية وعلى رأسها الصلوات الخمس مع ذلك يتحمسون فيرفعون من كان في الأمس القريب عندهم كافرا أو شبه كافر ويضعون من كان في الأمس القريب عندهم هو المثال الصالح من بين حكام المسلمين فيضعونه في أسفل سافلين كل هذا وذاك إنما هو اتباع منهم للأهواء وللمصالح الشخصية ليس إلاّ . عقولهم هباء يحسبون أنهم على شيء وليسوا على شيء ما هو العلاج الذي وضعه الرسول عليه السلام لهذه الأمة فيما إذا ألمت بهم مثل هذه المصيبة بل ودونها أيضا ؟ لقد جاء في حديث حذيفة المعروف في الصحيحين الذي أوله قال رضي الله عنه: ( كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه ) فذكر في آخر هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر بأن المسلمين سيتفرقون وأمر حذيفة رضي الله عنه أن يكون مع الجماعة التي عليهم خليفة قال: فإن لم يكن خليفة؟ قال: ( فدع تلك الفرق كلها ولو أن تعض على جذع شجرة ) ، هذا لمجرد أنه وجدت فرق ودويلات ليس عليها حاكم مسلم يقودوهم بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال عليه الصلاة والسلام: ( فإذا لم يكن لهم خليفة فدع تلك الفرق كلها ) هذا ولو لم يقع مثل هذه الفتنة الكبيرة فما بالنا ونحن الآن في مثل هذه المصيبة العظيمة لقد جاء في بعض تلك الأحاديث أحاديث الفتن إذا كان ذلك قال عليه السلام: ( فكونوا أحلاس بيوتكم ) أي: لا تنضموا إلى طائفة من الطائفتين المتقاتلين المتقاتلتين وهنا عبرة وهي أن من الحماقة بمكان أن يفكر بعض الأفراد من المسلمين أنهم بتحمسهم وانتمائهم إلى دولة من الدولتين المتنازعتين أنهم ينصرون دين الله وشريعة الله من الحماقة بمكان لأن الدول العربية أكثرها عددا وقوة بالنسبة للدول الأخرى ما شعروا بأنفسهم أنهم يستطيعون أن يقطعوا دابر هذه الفتنة إلا بالاستعانة بالكفار فهل يستطيع الأفراد من المسلمين أن يقضوا على هذه الفتنة بجهودهم الفردية الخاصة لذلك كان العلاج هو التمسك بقوله عليه الصلاة والسلام: ( كونوا أحلاس بيوتكم ) وأنا أذكر بأن الفتن تعمي بصائر أولى النهى أولى الأحلام والنهى فضلا عن عامة الناس ، ومن أكبر الأمثلة على ذلك ... .

مواضيع متعلقة