الرَّدُّ على مَن يقول : إنَّ الدين قشور ولباب . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الرَّدُّ على مَن يقول : إنَّ الدين قشور ولباب .
A-
A=
A+
الشيخ : وبناءً على ذلك تصدر من بعضهم كلماتٌ لو كان يعني معناها لَكان الشرع مما يحكم عليه بالردة ؛ ذلك لأنه يسمِّي هذه الاهتمام بالظواهر من الأمور خاصَّة ما كان منها متعلقًا بالأبدان يسمِّيها قشور ، أو يقول : إنها من توافه الأمور ، وطالما سمعنا هذا وقرأنا في بعض الرسائل ، فهذا غفلة عن هذه الحقيقة العلمية الشرعية والتي أصبحت بعد الإسلام حقيقة علمية تجربيَّة ؛ أي : ما يسمُّونه اليوم بعلم النفس قد تبيَّنَ له أن الظاهر صلاحًا وفسادًا يؤثر في الباطن ؛ البدن ضعفًا وقوة يؤثر في القلب ضعفًا وقوة ، ثبت عندهم أخيرًا ، بينما الإسلام كان كما هي عادته دائمًا وأبدًا سبَّاقًا إلى ذلك .

ثبت الآن بتجاربهم أن الإنسان إذا غيَّرَ هيئته تتأثَّر طبيعته وأخلاقه ، ويضربون على ذلك مثلًا بسيطا جدًّا ؛ يقولون : الشخص الواحد يختلف في لحظات بسبب اختلاف زيِّه ولباسه ، ويقولون - مثلًا - : الرجل الفقير الذي لا يجد من اللباس ما يتزيَّن به فيلبس الثوب الرَّثَّ ؛ فهو يمشي في الأرض ذليلًا مهينًا ، وهو في واقع نفسه ليس كذلك ، لكن هذا اللباس يُشعِرُه بالضِّعة والمذلَّة ، فيمشي هكذا متمسكنًا ، هذا الشخص نفسه إذا ما قُيِّض له أو تسنَّى له أن يلبسَ اللباس الجميل اللباس الفاره وإذا به تغيَّرت صورته وتغيَّرت مشيته ، فبينما كنت تراه آنفًا يمشي مشية الذَّليل المسكين وإذا به الآن تراه قد استقام جسده وأخذ يمشي على الأرض بقوة وأنفة واستكبار ، ما الذي أصاب هذا الإنسان وهو الذي كان من قبل يمشي تلك المشية المهينة ؟ تأثَّر من قبل بلباسه الرَّثِّ ، ثم تأثَّر بعد بلباسه الجديد الفاره الثَّمين . هذا المثال يذكرونه أن الظاهر يؤثِّر في الباطن .

مواضيع متعلقة