ذكر حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه خرجَ في ساعةٍ لاَ يخرجُ فيها ولا يلقاهُ فيها أحدٌ ، فأتاهُ أبو بَكرٍ فقالَ : ( ما جاءَ بِكَ يا أبا بَكرٍ ؟ ) . فقالَ : خرجتُ ألقى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنظرُ في وجْهِهِ والتَّسليمَ عليه . فلم يلبَثْ أن جاءَ عمرُ فقالَ : ( ما جاءَ بِكَ يا عمرُ ؟ ) . قالَ : الجوعُ يا رسولَ الله . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ذكر حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه خرجَ في ساعةٍ لاَ يخرجُ فيها ولا يلقاهُ فيها أحدٌ ، فأتاهُ أبو بَكرٍ فقالَ : ( ما جاءَ بِكَ يا أبا بَكرٍ ؟ ) . فقالَ : خرجتُ ألقى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنظرُ في وجْهِهِ والتَّسليمَ عليه . فلم يلبَثْ أن جاءَ عمرُ فقالَ : ( ما جاءَ بِكَ يا عمرُ ؟ ) . قالَ : الجوعُ يا رسولَ الله .
A-
A=
A+
الشيخ : نحن نذكر بهذه المناسبة قول النبي - عليه الصلاة والسلام - فيما صح عنه من الحديث أنه خرج ذاتَ يومٍ في الهاجرة في الضَّحوة الوقت الحار ، فوجد أبا بكر الصديق فسأله : ( ما أخرَجَك ؟ ) . قال : الجوع . ثم لم يلبثا إلا يسيرًا حتى لَقِيَهما عمر بن الخطاب في الهاجرة ؛ يعني في وقت ليس من طبيعة الناس في تلك البلاد الحارَّة أن يخرجوا فيها ، فسأله الرسول - عليه السلام - : ( ما أخرَجَك ؟ ) . قال : الجوع . قال - عليه السلام - : ( وأنا - أيضًا - ما أخرجني إلا الجوع ) ، فانطلقا ثلاثتهم يمشون حتى أَتَيَا دار رجل من الأنصار يُعرف بأبي التَّيهان ، فطرق الباب ، فخرجت زوجته فاستقبلتهم ، وكان زوجها قد خرج لصالح له ، وسرعان ما جاء فوجد الرسول - عليه السلام - وصاحبَيه الكريمَين قد نزلا عليه ، ففرح بذلك فرحًا شديدًا ، فأمَرَ زوجتَه بأن تهيِّئ لهم الخبز ، وذبح لهما سخلة أو نعجة كانت عنده ، ثم شوى لهم من هذه النعجة ، وأتى لهم بالماء البارد ، واقتطف لهم من البُسْر والتمر ، ووضع لهم من هذا الطعام وهو ألذُّ طعام في تلك البلاد ، فأكلوا وشربوا وتحلَّوا بالتمر والبُسْر ، ثم قال - عليه الصلاة والسلام - - والشاهد ههنا - : ( هذا من النعيم الذي ستسألون عنه يوم القيامة ) ، (( لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ )) .

هذا السؤال ما وراءه ؟ وراءه أن يكون الجواب الاعتراف بأن الله - عز وجل - هو الذي أنعَمَ على هذا الإنسان بما أنعم ، وأنَّ هذا الإنسان قد قام بواجب شكر الله - عز وجل - على نِعَمِه الكثيرة ، أما إن كفر فكما قال - تعالى - : (( وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ )) ؛ إذًا فإذا وجدنا أنفسنا نعيش في نعمةٍ قد فضَّلَنا الله - تبارك وتعالى - بها على غيرنا من الناس ؛ فيجب أن نشكره شكرًا خاصًّا لقاء هذا التفضيل وهذا التخصيص الذي خصَّنَا الله - عز وجل - بنعمةٍ من نعمه الكثيرة ؛ ذلك لأن هناك نعمًا مشتركة بين جميع العباد ، وهناك نِعَمٌ خاصَّة يخصُّ الله - عز وجل - بها مَن يشاء من عباده .

مواضيع متعلقة