هل من ملاحظات تراها في رسالة (المسلمون والعمل السياسي) للشيخ عبدالرحمن عبدالخالق.؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل من ملاحظات تراها في رسالة (المسلمون والعمل السياسي) للشيخ عبدالرحمن عبدالخالق.؟
A-
A=
A+
السائل : هناك رسالة بقلم الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق رحمه الله وحفظه الله عنوانها المسلمون والعمل السياسي ، فوجد فيها كثير من الشباب السلفي بغيتهم وجوابا لما يدور في خلدهم جميعا ما هو موقفهم من العمل السياسي ، فالسؤال الذي نوجهه لمحدث العصر الألباني ، هل لكم ملاحظات حول هذه الرسالة وما حوته من مباحث فإن كان الجوب بنعم فما هي هذه الملاحظات مع بيانها ولو أن تشير إليها فضيلة الشيخ وما هي نظرتك تجاه العمل السياسي ؟

الشيخ : طبعا عهدي بالرسالة ومضمينها بعيد ، لكن بقي في الذاكرة شيء لا بد من لفت النظر إليه ، وإن كان بعضه ، يفهم من جوابي السابق ، فتوضيح ذلك أن العمل السياسي وإن كان أمرا لا يتنافى مع الإسلام ، بل هو من الإسلام لكن من كلامي السابق ، أنه يتبين أن اشتغال المسلمين بالعمل السياسي ، قبل أن يتكتلوا على فهم الإسلام فهما صحيحا ، وعلى تمثله ، في واقع حياتهم وتحقيق أنهم تربوا تربية إسلامية صحيحة أرى أنه الخطأ البالغ الخطورة ، أن يشتغل المسلمون بالعمل السياسي وهم بعد ما لما يحققوا المرحلة الأولى التي أشرنا إليها أثناء كلامنا عن الآية السابقة (( وأعدوا ما استطعتم )) وبخاصة أن بعض الأحزاب الإسلامية دخلوا في هذه التجربة ، منذ سنين عديدة ثم ما أفلحوا ولا أنجحوا بل رجعوا القهقرى وكثيرا منهم أدبر على عقبيه وصار كأنه غريب عن الإسلام ، من حيث أفكاره ومن حيث أعماله ومن رأى العبرة في غيره فليعتبر، فإذا كنا وجدنا هناك بعض الجماعات الإسلامية ، وهي أعرق في القدم وأكثر في العدد ، وفي الاستعداد و العمل السياسي ما نجحوا في ذلك في الوقت الراهن بل بدا لهم أنهم قد ضيعوا على أنفسهم فوائد كثيرة من حيث التعرف على جوانب عديدة من الشريعة الإسلامية كانوا غافلين عنها بسبب اشتغالهم بما يسمى اليوم بالعمل السياسي أو الاجتماعي أو نحو ذلك ، لهذا نقول إن العمل السياسي هو خطوة يجب أن يسبقها خطوات يأتي من بعدها العمل السياسي أنا لا أعتقد أن انصراف جماعة ، لهم دعوة ولهم أثر في بعض البلاد الإسلامية يذكر من حيث تصحيح المفاهيم ، وتصحيح الأفكار ، تنصرف هذه الجماعة إلى العمل السياسي ، وبخاصة أن هذا العمل السياسي محاط بقانون وبنظام ليس قائما على كتاب الله ولا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل ولا على مذهب من المذاهب الإسلامية المتبعة ، لأن الأمر كما نقول دائما: حنانيك بعض الشر أهون من بعض ، فالدولة العثمانية مثلا ، كانت دولة تحكم بالمذهب الحنفي ، وفي المذهب الحنفي خير كثير ، ولكن فيه بعض الأشياء تخالف السنة ، لكن هذا خير من هؤلاء الحكام الذي لا يحكمون بأي مذهب من مذاهب أهل السنة ،وإنما تبنوا القوانين الغربية الأجنبية وانطلقوا يطبقونها و ينفذونها في البلاد الإسلامية ، فأي جماعة أرادت أن تعمل عملا سياسيا في ضمن هذه المناهج والقوانين الوضعية ، فلا شك أن عاقبة ذلك الأمر سيكون خسرا ، وسيكون نتيجة العاملين أن يرجعوا كما رجع سلفهم من قبل القهقرى ، لذلك لا أؤيد هذا العمل السياسي لا لأنه لا بد منه وإنما لأنه سابق لأوانه ولعل مما أذكره أن من النذر التي تدل على صحة وعلى خطورة العمل السياسي قبل الاستعداد له ، أنني أذكر إن كنت لست ناسيا أنه قد جاء في الكتاب أو الرسالة المشار إليها التصريح بأن المسلمين في هذا الزمان ، لا بد لهم من أن يتساهلوا في ارتكاب بعض المحرمات شرعا ، حتى يتمكنوا من تحقيق الغاية المنشودة من إقامة المجتمع الإسلامي ، أنا أذكر هذا فهل أنتم ذاكرون معي وإلا تصححون ذاكرتي هل منكم من ذاكر ؟

السائل : نعم أشار

الشيخ : هو هذا فأنا نقول كيف يلتقي هذا مع أشياء الذي قلنا مذكرين آنفا ، في آية يشترك في معرفتها العامي مع الخاصة من أهل العلم ، وهي قوله تعالى: (( إن تنصروا الله ينصركم )) ، فهل يكون نصر الله ، بأن نستحل بعض حرمات الله عز وجل ، أم يكون بتقوانا لله تبارك وتعالى حتى نستحق النصر من الله؟ إذن نستطيع أن نقول هنا هنا ونتمثل بقول القائل المعروف " أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل " لا يكون الانطلاق إلى العمل السياسي وافتتاح باب الدعوة إلى العمل السياسي ، بالتصريح بأنه لا بد من ارتكاب بعض المحرمات ، لكي ينطلق العمل الاقتصادي والاجتماعي ونحو ذلك مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صرح في بعض الأحاديث الصحيحة حينما خطب في الناس ، قائلا: ( يا أيها الناس ، اتقوا الله عز وجل ، وأجملوا في الطلب ، فإن ما عند الله لا ينال بالحرام ، إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها ، فأجملوا في الطلب ، فإن عند الله ، لا ينال بالحرام ) الرسالة تقول لا بد من غض النظر عن بعض المحرمات ، وارتكابها حتى نتقوى ماديا وإلا نكون متخلفين عن ركب العصر الحاضر ، هذا ما يحضرنا جوابا عن مثل هذا السؤال .

مواضيع متعلقة