هل يجوز إقامة مدارس إسلامية في بلاد الكفر على نفقة الدولة الكافرة ولكن بإشراف المسلمين على مناهجها التعليمية ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يجوز إقامة مدارس إسلامية في بلاد الكفر على نفقة الدولة الكافرة ولكن بإشراف المسلمين على مناهجها التعليمية ؟
A-
A=
A+
السائل : أعطيك شيء من التفصيل : في تقريبًا عام ألف وتسعمائة وستة وثمانين أو ألف وتسعمائة وسبعة وثمانين بدأت فكرت إنشاء المدارس الابتدائية الإسلامية بالنسبة للأطفال ، وعلى ضوئها ممكن الحصول على مدارس ثانوية ، فهم شرطوا بعض شروط أن يكون عدد طلابهم أكثر من ستة وخمسين ، وأن نوجد المدرس الخاص بالدروس الدينية ، أما بالنسبة لدروس اللغة العربية فهو يكون مؤهل وقد تخرج من مدرسة لإعداد المعلمين ، والحمد لله بدأت هذه الفكرة أول مدرسة : مدرسة طارق بن زياد في مدينة أيندهوفن ، وبدأت بعض المدارس الأخرى ، فوصل عددها الآن إلى عشرين مدرسة إسلامية ، والهولنديون ما عندهم أدنى دخل في هذه المدرسة ، إذ أننا يعني يصرفون عليها مائة في المائة ، لكن الإشراف الإداري هو من قبل إخواننا السلفيين ، فتعرض علينا بعض المسائل ، وقبل ما يبتوا فيها لازم يعرفوا حكم الشرع فيها ، ويتقبلون أي فكرة ، لدرجة أن المدرسة التي تدرس رياض الأطفال وهي على كفرها ، نقول لها لازم تلتزمي مثلاً باللباس الشرعي حتى لا يتأذى البنات عندما يرونك دائمًا أنت عارية ، أو تقولي لهم انزعوا الحجاب كما هو الواقع في فرنسا ، هو الحمد لله وجدنا عدد كبير من الهولنديات وبعضهم أسلمن وبعضهم لا زال على كفرهن يلتزمن بشروط المدارس الإسلامية ، وكما قلت إنه في البلاد الأخرى في المجتمعات الإسلامية لا يمكن أن نوجد مدرسةً بهذا الشكل ، والأمر الآخر لا يمكن هناك دروس علمية أو دروس منهجية .. هل يعني من مسوغ في هذا الكلام ؟

الشيخ : كأني أفهم من كلامك أن المناهج التي تدرسونها في هذه المدارس أنتم يعني أحرار فيها أكثر مما لو كانت هذه مدارس في البلاد الإسلامية ، هكذا تقصد ؟

السائل : وهو كذلك ، والمنهج الذي عندنا هو منهج المدارس الإعدادية في السعودية

الشيخ : فهنا يأتي ما قلته آنفًا بالنسبة لأولئك الأفراد الذين كانوا يعيشون تحت حكم أو نظام معين ، اتخذ هذا النظام ضدهم موقفًا عدائيًا ، فقلت : المخرج ألا يدخلوا إلى هذا البلد ، وإنما أرض الله واسعة ، هل يمكن أن يقال نفس الكلام بالنسبة لهذه المدارس يمكن إنشاؤها في بلاد إسلامية أخرى ، وألا يدخلها نظام كافر مطلقًا ؟ فإن كان الجواب ممكن إذًا هذا أيضًا لا يسوغ ، ولكن أنا شعرت من تضاعيف كلامك أن هناك قضية لا تليق بالعزة الإسلامية ، حيث ذكرت وأرجو أن أكون أسأت سمعًا أو أسأت فهمًا ، أن الدولة هي التي تنفق على هذه المدارس ، هذا الفهم صحيح ؟

السائل : نعم .

الشيخ : هذا لا يجوز ، العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، والحديث الصحيح يقول : ( يد الله هي المعطية ) وفي لهجة عربية قديمة : " هي المنطية " واليد الآخذة هي السفلى ، اليد العليا هي المعطية ، واليد السفلى هي الآخذة ، (( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )) ، فمعنى هذا أنكم تعيشون تحت إحسان الكفار البولنديين ولا الهولنديين ؟

السائل : الهولنديين .

الشيخ : الهولنديين ، أي نعم ، والكفر كله ملة واحدة على كل حال ، فمعنى هذا : أنكم تعيشون تحت إحسان الهولنديين ، طيب : مثل هؤلاء كمثل ولا مؤاخذة قد تكون الأرض مسكونة ، مثل الذين يعيشون من إخواننا الفلسطينيين على صدقات من ؟ شو بتسموها؟

السائل : .. كلمة ..

الشيخ : هل هذا إسلام ؟ العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، ولذلك فما أرى في كل ما ذكرت ما يسوغ إسلاميًا البقاء في تلك البلاد ولو كانت فيها هذه المحسنات التي ذكرتها ، علمًا بأننا نسمع وكما قيل قديمًا ، وليس المقصود التشبيه من كل ناحية ، صاحب الدار أدرى بما فيها ، وإن كنتم أنتم لستم بصاحب الدار ، وأهل مكة أدرى بشعابها ، وإن كنتم تسكنون في بلد يعادي بلاد مكة ، وهكذا ، لكن المقصود : هو جانب من هذا المثل ، فأنتم تعرفون ، هل هذا الذي نسمعه بأن هذه البلاد " بولندا ، وهولندا " هي من أفسق بلاد الدنيا ؟ صحيح هذا ؟

السائل : نعم صحيح .

الشيخ : سبحان الله ! فكيف إذًا يمكن ؟.

السائل : انتقلت العدوى كذلك إلى البلاد الأخرى .

الشيخ : لكن ليست بهذه النسبة ، لا يزال في المسلمين خير مهما انحطوا ومهما تدنوا ، أهلا طيب هذا الجواب الذي عندي .

مواضيع متعلقة