ما حكم تسمية بلاد الكفر ببلاد المهجر ؟ وما حكم ارتكاب بعض المحرمات بحجة الضرورة .؟ وما ضابط الضرورة.؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم تسمية بلاد الكفر ببلاد المهجر ؟ وما حكم ارتكاب بعض المحرمات بحجة الضرورة .؟ وما ضابط الضرورة.؟
A-
A=
A+
السائل : السؤال الثاني من كان له من كانت...
سائل آخر : لو سمحت .
السائل : تفضل .
السائل : الإخوة اللبنانيّين تحكمهم دولة كافرة .
الشيخ : أي نعم .
سائل آخر : فواجهوا مشاكل عديدة اضطرتهم أن يهاجروا حتى يعيشوا بالحرية ولا يستطيع الهجرة إلى بلد إسلامي فلا يسمح لهم بالهجرة إلى بلد إسلامي فاضطروا إلى مثل هذه الهجرة لهذا البلد الّذي كان تعامل حكّامهم على كفرهم أحسن من تعامل كثير من الحكّام في بلاد الإسلام مع شعوبهم فأسأل كيف يلامون وهذا واقعهم ؟
الشيخ : أوّلا بارك الله فيك يجب أن ننظر إلى مجموع الأمّة وليس إلى أفراد منهم كالحكّام مثلا ومن المؤسف فعلا ما أشرت إليه آنفا أن بعض الحكومات الكافرة يعيش فيها الفرد تحت نظامها بحياة ماديّة أسعد من حياته الماديّة في ظلّ دولة إسلامية كما يقولون ولكن لا يخفى على الجميع أنه ليس من الإسلام في شيء ما هو معروفا اليوم أن الغاية تبرر الوسيلة فكون المسلم يحيى حياة صعبة من الناحية الماديّة وعلى العكس من ذلك يحيى حياة سعيدة من هذه الناحية في بلاد الكفر هذا لا يبرّر له أن يكثّر له سواد الكفّار ويقلّل سواد المسلمين والحكّام المسلمون هم يمثّلون أفراد قليلين جدّا جدّا بالنّسبة للمجتمع الإسلامي ثمّ إنّ مهاجرة المسلمين إلى تلك البلاد ليست في حدود الضّرورة الّتي أنت أشرت إليها آنفا فإنّنا نعرف منذ عشرات السّنين أنّ أمريكا سميّت ببلاد المهجر وأن الّذين ذهبوا إليها غير مضطرّين لاكتساب العيش الطيّب الواسع سمّوا أنفسهم بأنهم مهاجرون وبالنتيجة سمّي مكان هجرتهم بالمهجر هذا قلب للحقائق الإسلاميّة التي تقول بأن المسلم إذا كان كافرا قبل إسلامه يعيش مع قومه الكفّار ثم هداه الله فأسلم فعليه أن يبادر إلى الهجرة إلى بلاد الإسلام فكيف بنا نحن نعكس الآن النظام الإسلامي هذا فنرى أنّه لا بأس للمسلمين أن يهاجروا من بلادهم مهما كان وضع بلادهم من حيث حكّامهم لا يجوز هذا إطلاقا أما الضرورات فلها أحكامها والضرورات تبيح المحظورات ولكني أرى شيئا آخر بهذه المناسبة وهي لا تخفى فيما أظن أيضا على إخواننا الحاضرين جميعا أنهم قد يدخلون في مسمّى الضّرورة ما ليس منها أي لكي لا يقع فيما يضطرّ فيه هو يرتكب المخالفة وهذا لا يخفاكم جميعا ليست هي الضرورة ، الضرورة هي التي وقع الإنسان بين شرّين لابد أن يختار أحدهما فحينئذ يقال له الضرورات تبيح المحظورات بناء على قوله تعالى (( إلاّ ما اضطررتم إليه )) أما أنا فخشية أصاب بالفقر وخشية أن أوذى فأنا أخالف الشريعة فأهاجر إلى بلاد الكفر أو مثلا أنا أجمع المال الحرام حتى ما أقع في ضيق من العيش هذا ليس من الضّرورة في شيء إطلاقا فالذين ذكرتموهم من اللبنانيين أو غيرهم أنا أعتقد أنهم ما وقعوا في الضرورة لأننا نعلم أن اللبنانيين يعيشون في كثير من البلاد العربية فما الفرق بين هؤلاء الّذين اضطروا للهجرة من لبنان بسبب ما فيها من الفتن والقتال اضطروا إلى الهجرة إلى بلاد المسلمين وبين أولئك الّذين هاجروا إلى بلاد الكفر والضلال ؟ لا فرق بين هؤلاء وهؤلاء الفرق فقط هو أنّ الفريق الذي هاجر إلى بلاد الإسلام خالف الشّرع أمّا أولئك فلم يخالفوا الشّرع ونحن الآن لا نبحث عن نيات ما الّذي قصد هؤلاء الّذين اضطرّوا للخروج من لبنان إلى البلاد العربيّة وماذا قصد أولئك الّذين اضطروا للخروج من البلاد اللبنانية إلى البلاد الكافرة هذا حسابهم عند الله عزّ وجلّ لكنّنا نقول الّذين هاجروا إلى بلاد الإسلام ما وقعوا في المخالفة وعلى العكس من ذلك أولئك الّذين هاجروا إلى بلاد الكفر فقد خالفوا قد يقال بعضهم اضطرّ نقول الله يعلم بهم فإن كانوا كذلك فالله عز وجل غفور رحيم أما أن نفتح باب إجازة الهجرة إلى بلاد الكفر والضلال بحكم الضّرورة أوّلا وثانيا أن الناس ليس فقهاء وليسوا حريصين في تحديد معنى الضرورة حتى يكونوا حقيقة متجاوبين مع حكم الشرع في تمسكهم بالضرورات تبيح المحظورات هذا ما عندي والله أعلم .

مواضيع متعلقة