نريد توضيحًا لمسألة التصوير والجمع بين الأحاديث التي نهَتْ عن التصوير والحديث الذي فيه : ( إلا رقمًا في ثوب ) ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
نريد توضيحًا لمسألة التصوير والجمع بين الأحاديث التي نهَتْ عن التصوير والحديث الذي فيه : ( إلا رقمًا في ثوب ) ؟
A-
A=
A+
الحلبي : شيخنا ، نريد توضيح لمسألة التصوير والجمع بين الأحاديث التي نهت عن التصوير والحديث الذي فيه : ( إلا رقمًا في ثوب ) ؛ خاصَّة أُشكِلَت على بعض إخواننا الأفاضل ، فجعلت يتوقَّفون في هذه المسألة ؟

الشيخ : ( إلا رقمًا في ثوب ) هذا الثوب . =

-- سائل آخر : ... نقول لك ... عشان ... .

الشيخ : لا لا ، أنا ما آكل ، أكلت حلاوة تبعكم جيدة .

سائل آخر : ممتاز شيخنا .

الشيخ : جزاك الله خير ، لأ ، شكرًا ، أعطِ للأولاد . --

= هذا الرَّقم في ثوب المذكور في الحديث إن كان هذا الرَّقم صورة مجسَّدة ظاهرة فيه فرق وبين أن تكون صورة مقطَّعة غير ظاهرة المعالم ؛ لا شك في الحالة الثانية فهي جائزة ومباحة ، يبقى في ظنِّي الإشكال على الصورة الأولى الحالة الأولى ؛ أي : الصورة - مثلًا - مثل هذا الثوب ، الصورة واضحة وجلية ؛ نقول حين ذاك : ( إلا رقمًا في ثوب ) إذا كان هذا الثوب غير محترم وغير معظَّم ، وإنما هو مهين غير معلَّق في صدور المجالس ونحو ذلك . =

-- سائل آخر : السلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . --

= فهذا يمكن أن يُقال بأنه المراد بهذا الحديث ، لكن دائمًا يجب أن لا ننسى قاعدة علمية هامة جدًّا ؛ وهي أن الأحاديث القولية يجب تفسيرها بالأحاديث الفعلية ، هذا ( إلا رقمًا في ثوب ) قلنا : يحتمل أن يكون رقم واضح صورة كهذه ، أو تكون ليس لها معالم واضحة ، فإذا ما درسنا حديث السيدة عائشة وإنكار الرسول - عليه السلام - عليها النَّمرقة التي - النمرقة هي المخدَّة - التي اشترتها للرسول - عليه السلام - فرحًا بقدومه ، فأنكر الرسول - عليه السلام - عليها ، وأخبَرَها بأن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة ؛ إذًا هذا الحديث يعني هذه الصورة ولو كانت مما يُتَّكأ عليه ؛ حينئذٍ ماذا فعلت السيدة عائشة بهذه النَّمرقة ؟ قطَّعتها ، هذا القطع لا شك يجب أن يُفسَّر كما كنت ذكرت ذلك في كتابي " آداب الزفاف " أنَّ القطع وقع على الصورة ، وهذا ما استفدنا شيء من كونها مخدَّة أو كونها بطَّانية أو ... أو ما شابه ذلك ؛ حينئذٍ تفسير الحديث القولي : ( إلا رقمًا في ثوب ) بالحديث الفعلي أمر ضروري جدًّا ، فنفسِّره ليس كما استدل به راوي الحديث ؛ أي : ( إلا رقمًا في ثوب ) في صورة ظاهرة ، وإنما لا ، ( رقمًا في ثوب ) باقي آثار الصورة لكن ليست هي صورة كاملة ، وإنما عادت كأنها كما قال جبريل - عليه السلام - للرسول - صلى الله عليه وسلم - ومُرْ بالصورة أن تُغيَّر حتى تصير كهيئة الشجرة ، وهي صورة ورقم في ثوب ، لكن تغيَّرت إيش ؟ معالمها . على هذا ينبغي أن يفسَّر ( إلا رقمًا في ثوب ) .

بعد هذا الجواب أريد أن ألفت النظر ( إلا رقمًا في ثوب ) كان استثناءً من حديث : ( لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة ) ، وجاء ذاك الراوي بقوله : ( إلا رقمًا في ثوب ) ، وبعد أن فسَّرنا هذا الاستثناء توفيقًا بينه وبين حديث السيدة عائشة نريد أن نلفتَ النظر أن هذا لا يعني أنه يجوز لنا أن نشتري ثوبًا فيه صورة ، بساطًا لحافًا ، ابتُلينا اليوم بشراء الثياب للأطفال كلها صور ؛ هذا شيء آخر ؛ فلا يجوز للمسلم أن ينزل إلى السوق ويشتري ثيابًا مصوَّرة بحجة أنها رقم في ثوب ؛ لأنُّو الحديث أوَّلًا لم يتعرَّض لموضوع الشراء ؛ لأن هذا الشراء فيه إعانة على المنكر ، إنما تعرَّض لمسألة دخول الملائكة ؛ هل تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة ؟ الجواب : لا ، إلا إذا كان رقمًا في ثوب فحينئذٍ تدخل الملائكة مع التفصيل السابق ، لكن هذا لا يعني أنه يجوز لنا أن نشتري هذه الثياب التي قد صُوِّرت فيها هذه الصور المحرمة ؛ لأننا بذلك نعين على المنكر ، واضح ؟

السائل : ... المجموعة كلها ... .

الشيخ : قلت . نعم ؟

السائل : ... .

الشيخ : لا ، كبِّره جزاك الله خير ، منشان يكبر الأجر .

السائل : اللهم صل على سيِّدنا محمد . هو من شطرين .

الشيخ : تفضل .

مواضيع متعلقة