ما رأيكم في قول بعض الناس: أن الصور الشمسية إذا كان عليها خط في عنق الصورة أي صورة الوجه فقط فلا بأس به ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما رأيكم في قول بعض الناس: أن الصور الشمسية إذا كان عليها خط في عنق الصورة أي صورة الوجه فقط فلا بأس به ؟
A-
A=
A+
الشيخ : الشطر الثاني من السؤال قولهم أنه إذا كان هناك خط على عنق الصورة فهذا لا بأس به هذه في الحقيقة حيلة أو ظاهرية مقيتة ، لأن الذين يذهبون هذا المذهب ويزعمون بأن التحريم ينتفي بمجرد هذا الخط الذي يُضرب على عنق الصورة ، هؤلاء يذهبون إلى شيء قد قاله بعض الفقهاء قديمًا ، ثم توسع هؤلاء المتأخرون في هذا القول حتى صار حيلة لا تخفى على المسلم العاقل . قديمًا قيل إذا كانت الصورة في حالة لا يعيش صحابها لو كان حيًا فتكون الصورة حين ذلك مباحةً ، فحينما يكون على عنق هذه الصورة ذلك الخط ، هذا في زعمهم يمثل أن هذا الرأس مفصول عن البدن ولا يعيش لو كان حيًا ، فلا يعيش هكذا ، إذًا جاز هذا . أولاً كما يقال في بعض الأحيان عند بعض الفقهاء : ما بُني على فاسد فهو فاسد ، ليس هناك في الشرع القاعدة التي بنو عليها هذا الخط ، وهي أن الصورة إذا كانت في حالة لا يعيش فيها صاحبها لو كان حيًا جاز استعمالها ، هذا لا أصل له ، كانوا قديمًا يقولون إذا كانت الصورة نصفية ، هذه لا تعيش ، إنسان بدون مصارين ، بدون بطن ، بدون كذا ما يعيش ، فتوسع المتأخرون بناء على هذه الكلمة ، فرجعوا إلى موضوع الخط ، فقلت ما بُني على فاسد فهو فاسد ُيبطل ذلك القول أن الصورة إذا كانت على وضع لا يعيش صاحبها أمران اثنان الأمر الأول أن هناك حديثًا صحيحًا رواه جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مثل أم سلمة وأبي هريرة ، وغيرهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان على موعدٍ مع جبريل عليه السلام ، فلما حلّ الموعد رُئي رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه مكروب ومضطرب ، فسألته بعض أزواجه ، فقال : ( إن جبريل عليه السلام وعدني أن يأتيني ) وإذا جبريل يلوح خارج الحجرة ، أي لا يدخل أيضًا تمامًا كما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام مع قرام عائشة ، فسارع الرسول إلى جبريل ، فقال له جبريل عليه السلام: ( إنّا معشر الملائكة لا ندخل بيتًا فيه صورة أو كلب ) فانظر ، يقول للرسول عليه الصلاة والسلام ، انظر فإن في البيت جرو كلبٍ ، وفي البيت قرام عليه صور الرجال ، فمر بالكلب أن يخرج ولينضح مكانه بالماء ، ومر بالقرام فلتغير صورته حتى تصير كهيئة الشجرة ، هذا التغيير الذي جاء في الشرع ، الصورة إذا تغيرت معالمها وانمحت شخصيتها ، صار كهذه الأشجار ، كهذه الفروع ، هذه الأغصان فلا بأس فيها حينذاك ، أما الصورة لا تزال تمثل الشخص ، فهي لا تزال صورة ولو كانت مقطوعة نصفها الأدنى ، هذا هو الجواب بالنسبة للنوع الأول من الأحاديث ، ( فمر فلتغير الصورة حتى تصير كهيئة الشجرة ) .

في هناك حديث آخر وبه ينتهي الجواب : ( إنما الصورة الرأس ) فإذًا بالرغم من أن هذه حيلة ، قضية الخط هذا ، وأنه لا يبدو للناظر أن هذه الصورة لا تعيش هكذا ، بالرغم من أن هذه حيلة ، فالرسول عليه السلام يقول : لو كان هناك رأس فقط دون صدر ودون الخط هذا ، إنما الصورة الرأس ، وهذا يذكرني وأنا آسف جدًا أن يصل بعض الكتاب أو الفقهاء أو بالمعنى الأصح المتفقهة في العصر الحاضر إلى الاحتيال على الأحكام الشرعية بمثل ما وقعت اليهود من قبل ... في مجلة كانت تصدر من مشيخة الأزهر ، كانت تُسمى بنور الإسلام ، مقالاً طويلاً لأحد مشايخ الأزهر ، تطرق لموضوع الصور ، وذكر الخلاف المعروف بين الفقهاء قديمًا من التقسيم السابق ذكره آنفًا إلى الصور المجسمة والصور الغير مجسمة ، والعالم الفلاني قال بتحريمها كلها ، وبعضهم قال بتحريم المجسمة إلى آخره ، بعد أن انتهى من عرض الخلاف بين العلماء ، وكان من الواجب عليه أن يبين الراجح من أقوال العلماء ، كما هو شأن العلماء المحققين ، لكن هو في الواقع لم يكن في هذه الوادي وما كان يهمه أن يقدم إلى الناس الفقه الصحيح في المسألة التي طرقها ، وإنما كان هدفه أن يُسهّل على الناس بعامة ، وعلى من يُسمون اليوم بالفنانين بصورة خاصة أي الرسّامين والنحاتين ونحو ذلك ، فجاءهم بهذه الحيلة التي ربما سبق بها بعض شياطين الجن ، قال على ما مضى من الخلاف بين العلماء وأن بعضهم أباح الصور المجسمة الصور الغير مجسمة ، وحرّم الصور المجسمة ، فالحيلة من الخلاص من هذا التحريم للصور المجسمة ما سيأتي .

فالهدف الخلاص من الصورة المجسمة ، يعني الفنان يريد أن ينحت صنمًا ، قال الحيلة في ذلك أن يأتي إلى دماغ الصنم فيحفر فيه حفيرة ، حتى يصل إلى مكان الدماغ الذي هو حقيقةً في رأس الإنسان ؛ لأنه في هذه الحالة لا يمكن أن يعيش لو كان حيًا ، وهذا طبعًا لا يمكن أن يعيش بناء على الخرافة السابقة أنه إذا كانت الصورة في حال لا يعيش فيها لو كان حيًا .

ثم عاد يقول لكن هذا بالنسبة للفن قبيح ، أن يكون رأس الصنم محفور إذًا فهو يأتي ما يُسمى بالباروكة ويضعها على رأس الصنم فيظهر الفن كاملاً وجميلا ، هذه حيلة من حيل اليهود .

مواضيع متعلقة