يذكر العلماء أنه لا فرق في الكفر بين الهازل والجاد فهل هذه القاعدة عامة وهل يدخل فيها هذه التمثيليات التي تشتمل على أعمال كفرية؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
يذكر العلماء أنه لا فرق في الكفر بين الهازل والجاد فهل هذه القاعدة عامة وهل يدخل فيها هذه التمثيليات التي تشتمل على أعمال كفرية؟
A-
A=
A+
الحلبي : شيخنا مثل المسألة التي ذكرتها قبل قليل مسألة هؤلاء الذين يمثلون ويسجدون وكذا طيب يذكر علماء التوحيد هنا تتميم للبحث أنه لا فرق في الكفر بين الهازل والمازح والضاحك فهذه القاعدة على إطلاقها ثم هل تنطبق في هذه الصورة أم هناك موانع عن تطبيقها ؟
الشيخ : لا . أنا ما أعتقد أن هذه الصورة تنطبق على هذا الحكم لأنه هؤلاء ينطبق عليهم وإن كان هذا ليس بالسهل أيضا (( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنهم يحسنون صنعا )) هم يظنون أنهم يخدمون الإسلام بهذا ثم قد يقع ذنبهم و مسؤوليتهم على من يرخص لهم بمثل هذه الأعمال من الذين يتبنّون عملا واعتقادا قاعدة كافرة ما أظنّ مسلما يجرأ على أن يبوح وعن أن يصرّح بأنها قاعدة إسلامية ألا وهي قولهم " الغاية تبرر الوسيلة " فأعود لأقول لا أتصور مسلما يجرأ ليقول هذه قاعدة إسلامية بل أسمع كثيرا يقولون هذه قاعدة أوربية غربية قاعدة الذين وصفهم الله عز وجل في القرآن الكريم بقوله (( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتّى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )) هم الكفّار , فما أعتقد أن مسلما يستطيع أن يبوح وأن يصرح أنّ هذه قاعدة إسلامية لا . ولكن مع الأسف هذه القاعدة الآن ينطلق منها كثير من الإسلاميين فيستبيحون ما كان محرما بنفس المعنى " الغاية تبرر الوسيلة " لكنهم لا يصرحون بذلك طالما رأينا قديما وحديثا أما قديما فكان العلماء المحققون ينكرون الاحتفال بما يسمّونه بالمولد النبوي وكانوا ينقدون هذه الاحتفالات من نواحي شتى بعضهما جذرية أصلية وبعضها عارض أما الجذرية والأصلية هو أن هذا الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الحوادث بل من المحدثات التي لم تكن في القرون الأولى الثلاثة المشهود لها بالخيرية فهذا وحده يكفي لمنع المسلمين من أن يحدثوا في الدين ما لم يكن في القرون الأولى إعمالا بمثل قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المعروف ( وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) إلى غير ذلك من الأحاديث التي تحض المسلم على أن يتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما كان عليه سلفنا الصّالح الأوّل من هذا جانب الجذري كانوا ينكرون العلماء المحقّقون الاحتفال بالمولد النبوي ثمّ كانوا ينقدون وينكرون هذا الاحتفال بالأمور العارضة كانوا ينكرون اختلاط النساء بالرجال وهذا أمر متفق عليه بين العلماء حتى بعض كتب التاريخ تتحدث عن أمور فواحش ومنكرات كانت تقع بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف بسبب هذا الاختلاط فنجد كأن التاريخ يعيد نفسه فبدأت بعض المهرجانات تظهر وتختلط فيها النساء مش النساء العجائز لا النساء الفتيات والمثقفات والمتعلمات وربما يكونوا من الجامعيات هم يعلمون أن الاختلاط هذا ممنوع لكن لا الغاية تبرر الوسيلة لكن نحن نريد أن نظهر للناس أن المسلمين أحياء غير أموات لكن هنا يقال كما قيل قديما :
" أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل "
ولذلك فالانطلاق من هذه القاعدة خطيرة جدا جدا تجعل المسلمين يصيبهم ما أصاب الأولين من اليهود والنصارى حيث غيروا دينهم وبدلوا أحكام دينهم لكن الله عز وجل قد وعدنا بما لم يعد به من كان قبلنا بمثل قوله عز وجل (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) وحفظ القرآن الكريم يكون بحفظ سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنها هي التي تفصل الأحكام المجملة التي جاءت في القرآن الكريم ولا يمكن الاستغناء بالقرآن فقط عن السنة الصحيحة لأن الله عزّ وجل هو الذي يقول في القرآن الكريم (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) (( وأنزلنا إليك الذكر )) أي القرآن (( لتبين )) يا رسول الله أي لتوضح (( للناس )) بسنتك ما ذكر في القرآن (( ما نزل إليهم )) ، إذا الرجوع إلى السنة والتمسك بها هو النجاة في كل زمان وفي كل مكان كما شهد بذلك عليه الصلاة والسلام في غير ما حديث منه الحديث المشهور والمعروف لديكم جميعا ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ) ، فإذا السنة السّنّة والغربة الغربة في الغربة ... تفضل يا أخي .

مواضيع متعلقة