مآخذ أبي أسامة على أسلوب الدعوة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
مآخذ أبي أسامة على أسلوب الدعوة .
A-
A=
A+
السائل : يا سيدي عن حيث المآخذ والملاحظات .

الشيخ : نعم .

السائل : كان هناك نقد أو تقييم للدعوة فأنا أقول أن كل دعوة في الأرض لم تصل إلى درجة الكمال إنما هناك كمال مقدر في الأرض لكل إنسان يصل ولكنه لا يبلغ درجة الكمال المطلق لأنه لله.

فإذا كان اتباع الدعوة السلفية بالذات هو قائم على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما وحكما فهي دعوة لا بأس أنها دعوة طيبة تقوم على أسس طيبة وعلى مبادئ طيبة ونرجو الله أن يكون مأجورين على ذلك. الأمر الآخر.

الشيخ : تسمح ؟

السائل : تفضل .

الشيخ : كلمة لا بأس لعلها سبق لسان.

السائل : نعم .

الشيخ : جزاك الله خير, امض فيما أنت فيه .

السائل : نعم, الأمر الآخر أن إخواننا من السلفيين أو ما ينتمون لهذه الدعوة حقيقة يتعلمون وحقيقة يمكثون في المسجد وحقيقة ينتظرون الصلاة إلى الصلاة وأنا أرى ويتدارسون القرآن والسنة ولكن المأخذ أنهم لا ينقلون ما يتعلمون ليكون له ثمرة.

الأمر الثالث كما أسلفت لك بالأمس أن بعضا من هؤلاء لا أقول الكل تقوم دعوتهم أو أسلوبهم في الدعوة على القوة والشدة والعنف وهذا كما تعلم مما يقطع الصلات بين المسلمين ويضع التنافر والتناحر والتناجش والبغض بين المسلمين كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم .

الشيخ : عليه الصلاة والسلام .

السائل : وأنا كأنت تماما أنا قدوتي هو الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام لم أتحزب لحزب كان فقدوتي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ما جاء عنه نأخذ به وما نهى عنه ننتهي عنه إن شاء الله بالقدر الذي أستطيعه .

الشيخ : أحسنت .

السائل : فحقيقة الأمر أنك عندما تطلب مني أن أنقد دعوة, دعوة قائمة ولها أساس ولها مبادئ وكما تفضلت أنها تقوم على كتاب الله وعلى سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم فليس من حقي أن أنقد إذا كانت هي تقوم على هذه الأسس لأنه ليس هناك نقد فالدعوة قائمة على كتاب الله وهو الأصل التشريع الأول وعلى سنة الرسول عليه الصلاة والسلام المبين عن الله سبحانه وتعالى وهو خير خلق الله أجمعين .

فأنا يعني كما أرى يعني أنها دعوة إن شاء الله دعوة طيبة تقوم على أساس طيب إن شاء الله كما تفضلت ولكن الأتباع ينقصهم العلم, ينقصهم العلم لأنهم, أنا أدندن في حادثة وأبين لك أحيانا أقف أتكلم في قضية ما تهم المسلمين فيقف أحدهم من غير علم وأمام الناس وإذا كانت النصيحة كما تفضلت فالنصيحة ليس فيها تشهير إنما النصيحة بيني وبينك إذا أردنا أن نتناصح ونصل إلى الحقيقة وإلى المطلوب وأنا لا أغضب أبدا لأنني مع الحق أبدا لا أغضب بل أستفيد .

الشيخ : الحمد لله .

السائل : ولو وجدت طفلا صغيرا أستطيع أن أستفيد منه لجلست معه في الشارع لكي أستفيد, سأذوّب شخصيتي للإسلام, فالدعوة الحمد لله إن شاء الله دعوة طيبة ونرجو الله لها أن تقوم إن شاء الله على أسسها الطيبة ولكن ما بينا من ملاحظات وكما قلت لك بالأمس وطلبت منك ورجوتك أن يقوم هؤلاء الناس وهؤلاء الأتباع على الطريق التي بينها الرسول عليه الصلاة والسلام.

وأنا دللت على واقعة بالأمس كان عندي درس فبينت قلت أن الله سبحانه وتعالى وهو يعلم كم أن الطاغية في الأرض طغى وتجبر وادّعى الألوهية من دون الله قال: أنا ربكم الأعلى ومع ذلك كانت الدعوة إليه (( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ))

الشيخ: ((أو يخشى))

السائل: مع علم الله في علمه لازال أنه لن يتذكر ولن يخشى لأنه مكتوب عند الله هكذا.

ولكن هذا أسلوب دعوة دعوة الأنبياء إن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين .

الشيخ : أي نعم .

السائل : فالطريق واحدة لا تتغير أبدا هي طريق محمد صلى الله عليه وسلم .

الشيخ : تسمح ؟

السائل : تفضل .

الشيخ : ذكرت لك في أول هذه الجلسة المباركة إن شاء الله أن السؤال حول الدعوة وليست حول الأسلوب لأن الأسلوب متفق عليه بين جميع المسلمين أنه يجب أن يكون كما قال تعالى: (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )) وأنا أذكر لإخواني بمناسبات كثيرة ومن قريب ذكرت ذلك, حديث في البخاري ومسلم من حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها أن رجلا من اليهود دخل على النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: " السام عليك يا محمد " فقال عليه الصلاة السلام: ( وعليك ) السيدة عائشة وراء الحجاب صاحت بأعلى صوتها وتكاد تنشق شقتين قالت: "وعليك السام واللعنة والغضب إخوة القردة والخنازير" جلس الرجل اليهودي ما جلس ولما خرج قال عليه الصلاة والسلام لعائشة: ( ما هذا يا عائشة؟ ) قالت: يا رسول الله ألم تسمع ما قال؟ قال لها: ( ألم تسمعي ما قلت؟ ) رددت عليه ما قال وانتهى الأمر ( يا عائشة ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما كان العنف في شيء إلا شانه ) فأن الذي أريد أن ألفت نظرك إلى أمران اثنين وهذا من أجل التناصح الذي نحن الآن بصدده الأمر الأول أنك تعلم جيدا كما أن الناس يتفاوتون في العلم فهناك جاهل مستمع وهناك طالب علم وهناك عالم, كذلك هم يتفاوتون في الأخلاق وما كمل في خلقه سوى محمد عليه الصلاة والسلام فقد ترى عالما فاق الدنيا علما لكنه ضيق الخلق, ضيق الخلق ولذلك جاءت الأحاديث بالأناة والصبر والإعراض عن الغضب والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وكثيرة جدا فإذا كانت هذه حقيقة أو هما حقيقتان الناس يختلفون في العلم ويختلفون في الخلق فإذا رأينا إنسانا محقا في دعوته وفي علمه لكنه مخطئ في سلوكه فهذا يستوجب علينا أمرين اثنين الأول أن نذكّره وأن ننصحه بأن يحسن أسلوبه كما حسن علمه حتى تظهر الفائدة وتقتطف الثمرة, الشيء الآخر أن لا نكون بعيدا عنه ما دام نحن نقول إنه هذه الدعوة هي دعوة حق فإذا سنكون معه في هذا الجانب ولا نكون معه في الجانب الآخر وهو, سنكون معه في هذا الجانب العلمي الصحيح القائم على الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح ولا نكون معه في أسلوبه بل نكون معه في إحسان أسلوبه ونذكره بمثل قوله: (( سنشد عضدك بأخيك )) فإذن أنت بارك الله فيك ما دام ترى أنه هذه الدعوة هي دعوة الحق فلماذا أنت لا تكون واحدا منهم أن تجمع بين الأمرين, أقول هذا فيما أسمع وأنا لا أشهد لا بهذا ولا لهذا حتى نجرب كما أنت جربت . شفت شلون .

لكن مادام أنت تريد العلم الصحيح والأسلوب الصحيح وأنت تظن على الأقل وأرجو أن يكون ظنك ظن المؤمن أنك أنت على هذه الدعوة وعلى هذا العلم الصحيح وعلى الأسلوب الحسن فلماذا أنت يا أخي لا تكون معهم في دعوتهم لأنها دعوة الحق أولا ثم لم لا تكون عونا لهم في تحسين أسلوبهم؟ أي لماذا أنت لا تتبنى هذه الدعوة وهي دعوة الحق والأمة اليوم أحوج ما تكون إلى هذه الدعوة ولا بد أنك قرأت قبل أن تسمع مني ( الغرباء هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) .

فلماذا لا, أنا أقول الآن أنا أقلب عليك الدور فأقول لماذا أنت يا أستاذ يا أبا أسامة؟ لماذا لا تحسن أسلوبك في الدعوة؟ لماذا لا يكون أسلوبك الحسن مع علمك الصحيح طعما لهؤلاء الذين تستنكر عليهم أسلوبهم فتجذبهم أنت إلى دعوة الحق وبالأسلوب الطيب الجميل الحسن .

أنا أرى الذي نمى إلي أه أنا ما شاهدت, ولذلك لا أشهد على شيء ما سمعته لا لصالحك ولا لطالحك, لكن أرجو لك ولهم الصلاح .

السائل : إن شاء الله .

الشيخ : دعوة وأسلوبا لكني كما سمعت منك أنك تأخذ عليهم سوء الأسلوب وتقر الدعوة وأنها صحيحة كما شهدت آنفا تراهم دائما يحضرون المساجد يحافظون على الصلاة ويتدارسون القرآن و و إلخ.

لكن أسلوبهم فج, أسلوبهم فيه شدة إلخ, لماذا أنت إذا لا تنبري لدعوة الناس إلى دعوة الحق وبأسلوبك الحق وحينئذ فسيلتفون كلهم حولك وتكسب أجر من دل على خير فهو كفاعله.

السائل : الله يجزيك الخير إن شاء الله هذا قائم ونحن دائما إن شاء الله ندعو إلى الحق بإذن الله سبحانه وتعالى وكما تفضلت أنت يعني كان أبيك حنفيا.

الشيخ : إيه .

السائل : ولم تقبل بذلك ولم تتمذهب ولم تقلد مذهبا وإنما اجتهدت بأسلوبك الخاص .

الشيخ : عفوا أنا ما قلت اجتهدت أرجوك .

السائل : لعلي أنا أعلم أن هذا اجتهاد منك .

الشيخ : أرجوك . لا لا أنت ينبغي أن تنقل ما تسمع مني مش تبتر اسمح لي مش تنقل ما هو في ذهنك, أنا لا أنقل إلى الناس ما في ذهني عنك لا يجوز لي ذلك !

السائل : نعم .

الشيخ : إنما أنقل ما أسمعه منك, أنا الآن سأنقل للناس جميعا في عمان وغير عمان أننا التقينا مع رجل فاضل يكنى بأبي أسامة إلخ وهو يوافق معنا على دعوة الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ولكنه يأخذ على إخواننا ما أخذه أنا عليهم وهو القسوة والشدة في الأسلوب لكن ما أنقل إليهم ما أنا في ذهني عنك فلذلك فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان أنت تذكر إلى الناس ما تسمع مني أنا متبوع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط .

السائل : نعم .

الشيخ : لا أعبد إلا الله ولا أتبع إلا رسول الله أما كيف أصل أنا إلى اتباع رسول الله وحده وكيف أصل أنا إلى عبادة الله وحده دخلنا بقى في موضوع الأسلوب وأنا ما تباحثت معك في هذا الأسلوب وأرجو أن يتاح لي البحث في هذا الأسلوب لأني سأقول لك وأنت الذي فتحت لي هذا الباب وجزاك الله خير, كيف بإمكانك أن تعرف دعوة الحق دعوة الكتاب والسنة وأنت إما أن تكون حنفيا أو شافعيا أو مالكيا أو حنبليا والتجربة القصيرة التي دخلنا فيها معكم في موضوع السّجود على الركب وإلا على اليدين ؟

أشعرني بأنك تحمل في ذهنك دعوة الكتاب والسنة لكن لا تستطيع تطبيقها فقد أكون أنا هذا الرجل أيضا ولذلك لا تتكلم راجيا غير آمر لك لا تتكلم عن الأسلوب نحن نتكلم عن الغاية الآن, غايتي أن لا أعبد إلا الله ولا أتبع إلا رجلا واحدا في الدنيا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رأيتك آنفا بدأت تدخل في متاهات في أمور أنا مستعد للدخول فيها وذلك أحب إلي من الفرار عنها, لكن ليس هذا الآن مجالها, مجالها كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان على الميزان ألا نعبد إلا الله ولا نتبع إلا رسول الله فإذا أنت كنت معنا بأسلوبك وبقدرتك واستطاعتك, إخواننا عائشون معك هاهنا وأنا بعيد عنهم فأنت تقوم بهذا الواجب كما أقوم أنا بهذا الواجب, أنا أقوم بالواجبين أنصحهم بأن يتمسكوا بالكتاب والسنة في حدود ما نعلم (( وفوق كل ذي علم عليم )) وأنصحهم أن يحسنوا أسلوبهم فإذن أنا معك وأنت معي كما قيل: "وافق شنٌّ طبقة وافقه فعانقه " إذا (( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )) إذن هذه بارك الله فيك يا أبا أسامة كلمة سواء, التقينا على صحة الدعوة وعلى وجوب تحسين أسلوب الدعوة لم, لذلك نحن نقول: (( سنشد عضدك بأخيك )) هؤلاء أعوان لك على هذه الدعوة وأنت عون لهم على هذه الدعوة بعلمك في حدود ما تعلم بعلمهم في حدود ما يعلمون وكلكم يجب أن يحسّن أسلوبه وفي ذلك خير لهذا المجتمع الذي كما وصفت الآن الإسلام في غربة وكما قيل: " وكل غريب للغريب نسيب " فإذا نحن غرباء علينا أن نتعاون غاية وأسلوبا والآن حتى لا يصير عليك حرج إن أردت أن تسمعنا المقال المتعلق بالوهابية ما عندي مانع أبدا .

السائل : والكلام طويل الصحيح ولكن سنوجز إن شاء الله

الشيخ : شو بدك أبو أحمد

سائل آخر : جزاكم الله خير .

الشيخ : وإياكم إن شاء الله, نعم .

مواضيع متعلقة