سئل عن صحة حديث معاذ الذي فيه : ( أجتهد رأيي ) ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
سئل عن صحة حديث معاذ الذي فيه : ( أجتهد رأيي ) ؟
A-
A=
A+
السائل: اتوضح سؤالي إنه قال لسيدنا معاذ: بماذا تحكم؟ قال بكتاب الله فبسنة رسوله وأجتهد ولا آلو ، يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم فتح باب الإجتهاد للمسلمين ، ففي أمور لم يوضحها الرسول لكن علم المسلمين كيف يستنبطوها ... .

الشيخ : إذن بيّن ، إذا بتسألني صحيح وإلّا لا؟ بقولك مو صحيح وبقولك صحيح هي بدها شرح ، وكدت أن أقول قبل ما تسألني هذا السؤال أي قولك صحيح ولا مو صحيح كدت أن أقول ليتك كما سألتني هذا السؤال لكن قلت وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ، حديث معاذ ليس صحيحا حديث معاذ المشهور ليس صحيحا

السائل : علموه لنا في المدرسة

الشيخ: أنا . لا، اسمع ماذا سأقول ، حديث معاذ ليس صحيحا على الرغم من أنه يعلم ليس في المدرسة في الجامعات في علم الأصول ، وإن جاز لي أن أقول وأن أحكي ما وقع لي بخصوص هذا الحديث أنا كنت مدرسا في الجامعة الإسلامية لمادة الحديث ثلاث سنوات التي لا تزال والحمد لله قائمة في المدينة المنورة كنت أنا مدرس مادة الحديث وكان غيري بطبيعة الحال هذه أمور تخصص ، بيدرّس علم أصول الفقه وسبحان الله علم الحديث يطغى على كل العلوم ، علم التفسير لا بد ما يرجع للحديث ، علم أصول الفقه لا بد ما يرجع للحديث علم أصول الحديث مرجعه إلى الحديث ... إلخ ، لذلك فكانت هناك ظاهرة في هذه الجامعة أن الطلاب كلما سمعوا درسا من التفسير أو الحديث أو الفقه رجعوا إلى مختص في علم الحديث ، مما وقع جاءني أحد الطلاب قال لي اليوم كان عندنا درس في علم الأصول ، الأستاذ بحث معنا في القياس وهل هو من الأدلة الأربعة كما هو معروف في علم أصول الفقه ، الكتاب والسنة والإجماع والقياس ، واستدل بحديث معاذ الذي ذكرته آنفا ، شو علمك يا أستاذ في الحديث ؟ قلت له هذا حديث ليس فقط ضعيف بل هو حديث منكر ، وسأعود إلى هذه الكلمة لكن أريد أن أذكر لكم العبرة ، الطالب هذا رجع فيما بعد إلى أستاذ مادة الأصول قال له يا أستاذ أنت ذكرت لنا هذا الحديث وهذا الحديث سألنا أستاذ مادة الحديث فلان وإذا به يقول هذا حديث إسناده ضعيف ومتنه منكر ، فكيف أنت مين اللي بيقول ؟؟ قال له تعرف أنت الشيخ الألباني إلخ ، الآن أنا أعود ، هذا الحديث مذكور في أكثر كتب الأصول وفي الجامعات كلها يدرس هذا الحديث ، وهو حديث منكر بشهادة أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري فضلا عن آخرين كانوا معاصرين له أو جاؤوا بعده ، كنت حصرت أسماءهم في كتاب لي اسمه سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة في المجلد الثاني منه برقم ثمانمية وزيادة ، فجمعت الذين ضعفوا هذا الحديث من أئمة الحديث نحو خمسة عشر محدثا كلهم اتفقوا على أن هذا الحديث ضعيف الإسناد في سنده جهالة ، بعد ما أنا احتطت وعرفت بالاستناد إلى علم الحديث أن هذا الحديث لا يصح ، درست متنه و وجدته منكرا وهذا الذي أريد أن أبينه لكم الآن ، انظروا الآن كيف ينزل هذا الحديث المنكر بحق ينزل السنة بالنسبة للقرآن منزلة القياس بالنسبة للسنة أعني بإيجاز متى يقيس الإنسان ؟ حينما لا يجد نصا في الكتاب ولا في السنة ، أليس كذلك نص الحديث ؟ طيب ، متى يذهب إلى السنة ؟ معنى الحديث إذا لم يجد الحكم في القرآن وهذا خطأ فاحش جدا ، لأنه يجب على كل مفتٍ يريد أن يفتي في مسألة ما أن يجمع بين كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يأخذ الحكم صحيحا ، وقد يخفى هذا الكلام على بعض الحاضرين فإليكم المثال ، لو أن مفتياً سُئل ونفترض أن بضاعته في الحديث مزجاة ، قالوا يا سيدي الشيخ أنا كنت في ساحل البحر

وجدت سمكة كبيرة جدا ميتة هل يجوز أكلها ؟ يقول له: لا ، إيش الدليل؟ قال تعالى: (( حرمت عليكم الميتة )) هي القرآن صريح في ذلك. فهل هذا الجواب صحيح؟!

السائل : لا طبعا

الشيخ : ليه ؟

مواضيع متعلقة