تكلم على قاعدة : ( مذهب السلف أعلم وأحكم ومذهب الخلف ....) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تكلم على قاعدة : ( مذهب السلف أعلم وأحكم ومذهب الخلف ....) .
A-
A=
A+
الشيخ : فبأي مفهوم نفهم هذا الدين ؟ هناك أولا مفهومان معروفان لدى كثير من العلماء الذين يعرفون الخلاف بين علماء السلف و بين علماء الخلف هناك مذهبان مذهب ينتمي إلى السلف و مذهب ينتمي إلى الخلف و مذهب السلف يقول أولئك الذين ينتمون إلى مذهب الخلف يقولون عن مذهب السلف بأنه أسلم لكنهم يقولون بأن مذهب الخلف أعلم و أحكم فيا ترى هل نعود في عقائدنا أولا إلى ما كان عليه السلف الصالح أم نعود إلى مذهب هؤلاء الخلف الذين يصرّحون بأن مذهب السلف أسلم و لكن مذهب الخلف أحكم و أعلم لا شكّ أنه يتبين من النصوص التي ذكرناها أن واجبنا نحن في مثل هذا الزمن الذي أحيط بنا من كل جانب أن نعود أولا في العقائد إلى ما كان عليه سلفنا الصالح ثم نعود إلى ما دون ذلك من العقائد و أعني بذلك الأحكام و الأخلاق و السلوك لا بدّ أيضا في كل ذلك أن نرجع إلى ما كان عليه سلفنا الصالح الذي كان لا يرضى له بديلا عن الاعتماد على الكتاب والسّنّة حينما يقع تنازع ما بين أفراد الأمّة كما قال ربّنا عزّ و جلّ في القرآن الكريم: (( فلا وربّك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما )) اليوم مع الأسف الشديد لا نجد هذه الجماعات وهذه الأحزاب تتفق معنا على تعاطي هذا الدواء الذي لا علاج للمسلمين في الرجوع إلى عزّهم و مجدهم الغابر إلا بالرجوع إلى دينهم هذه النقطة أن الدواء هو الرجوع إلى دين الإسلام نقطة لا خلاف فيها بين كل مسلم مهما كان اتّجاهه ومهما كان تحزّبه و تكتّله ولكن الخلاف مع الأسف الشديد هو في فهم هذا الدين فهناك كما ذكرنا مذهبان , مذهب السلف و مذهب الخلف السلف ما كانوا يختلفون في الأصول ما كانوا يختلفون أولا في أن المرجع عند التنازع إنما هو كتاب الله و سنّة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فهم كانوا يتحاكمون إلى هذين المصدرين و يسلمون لهما تسليما كما ذكرنا تلاوة الآية السابقة في ذلك ولكن الاختلاف قد كان بينهم بالسبب الأول الذي سبقت الإشارة إليه هو أن بعضهم كان لا يصله الحديث عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم فيجتهد فيقع في الخطأ غير قاصدا إليه و لذلك قال عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح: ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران و إن أخطأ فله أجر واحد ) فلذلك ينبغي الرجوع من هؤلاء المسلمين إلى هذه القاعدة التي لا ينبغي أن يقع فيها اختلاف ألا و هي فهم الكتاب و السّنّة على ما كان عليه السلف الصالح فإذا التفتنا إلى هذا النظام و جعلناه لنا منهجا و سبيلا نتعاون على فهمه أولا و على تطبيقه ثانيا فهنا يأتي الأمر الهامّ و الهام جدّا وهو خلاصة الجواب عن هذا السؤال ألا و هو سبيل النهوض .

مواضيع متعلقة