ما هي الأسباب التي يجب اتخاذها للنهوض بهذه الأمة .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هي الأسباب التي يجب اتخاذها للنهوض بهذه الأمة .؟
A-
A=
A+
الشيخ : إذا قوله صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث ( حتى ترجعوا إلى دينكم ) يفسح لي المجال للدخول في الإجابة عن من جاء في آخر السؤال و هو ما هو سبيل النهوض بهذه الأمة التي أصابها من الذّلّ و الهوان ما لم يصب هذه الأمة من قبل هذا الزمان فنقول: إن النبي صلى الله عليه و آله و سلم حينما وصف الدواء في هذا الحديث بالرجوع إلى الدين إنما انطلق من مثل قوله عزّ و جلّ: (( إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم و إذا أراد الله بقوم سوءًا فلا مردّ له )) و قوله تعالى: (( ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) فما هو السبب الذي غيّر الله فينا نعمة القوّة و العزّة و التمكين في الأرض الذي كان عليه المسلمون من قبل ذلك لأننا غيّرنا نعمة الله عزّ و جلّ و بدّلنا فأخذنا بأسباب الدنيا و تركنا الجهاد في سبيل الله عزّ و جلّ كنتيجة شرعيّة و كونيّة أن المسلم إذا لم ينصر الله عزّ و جلّ لم ينصره الله كما هو صريح قوله تبارك و تعالى: (( إن تنصروا الله ينصركم )) هنا لا بدّ لي من وقفة إذا كان الله عزّ و جلّ قد جعل على لسان نبيّه صلى الله عليه و آله و سلّم العلاج لهذا المرض العضال الذي أصاب المسلمين في أرضهم الإسلامية كلها مع الأسف الشديد إنما هو الرجوع إلى دينهم و الدين كما تعلمون إنما هو الإسلام وقد قال رب الأنام: (( و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين )) (( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا )) و يعجبني بمناسبة هذه الآية ما ذكره الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه العظيم الاعتصام ذكر عن الإمام مالك أنه قال: " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمّدا صلى الله عليه و آله و سلم خان الرسالة " و حاشاه ثم قال: " اقرؤوا قول الله تبارك وتعالى: (( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا )) " قال رحمه الله: " و لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها فلم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا " كنا نستدل بهذا الأثر الثابت عن الإمام مالك إمام دار الهجرة أنه لا يجوز للمسلم أن يحدث في الإسلام بدعة مهما كانت يعني يسيرة و في الأخلاق و في العبادات و ليست في العقائد كنّا نحتجّ بهذا الأثر اعتمادا على هذه الآية الكريمة أن الله عزّ و جلّ أتمّ النعمة علينا بإتمام ديننا ألا و هو الإسلام فما بالنا اليوم و نحن أصبحنا بعيدين عن الإسلام ليس فقط بما يسمّى بالسنن التي تخالفها البدع بل أصبحنا بعيدين كل البعد عن الإسلام ليس في هذه الجزئيات أو في هذه الأمور التي يسمّيها بعضهم أنها من الأمور الثانوية و التي ليست جوهرية و إنما أصبحنا بعيدين عن الإسلام الذي ارتضاه الله لنا دينا حتى في قضائنا حتى في أفكارنا و عقائدنا فإذا أردنا فعلا و جادّين مخلصين أن نتعاطى هذا العلاج الذي وصفه ربنا عزّ و جلّ على لسان نبيّه صلى الله عليه و آله و سلم و هو أن نرجع إلى الدين

مواضيع متعلقة