قراءة وتعليق على مبحث لأحد الكُتَّاب حول التصوير وحكمه . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
قراءة وتعليق على مبحث لأحد الكُتَّاب حول التصوير وحكمه .
A-
A=
A+
الشيخ : ... ( الروح يوم القيامة وليس بنافخ ) ، النجار كان يقصد هذا المضاهاة لله - عز وجل - ؟ ... يقصد من أن يعيش كما يفعل أكثر المصورين اليوم ، ومع ذلك أنكر ابن عباس عليه ، وأمَرَه أن يصوِّر ما لا روح فيه ، قال : " ومما يحرم تصويره واقتنائه الصور التي يقدَّس أصحابها تقديسًا دينيًّا " ؛ هذا كلام ما فيه شيء ، بل هو متفق عليه ، " وأما ما عدا ذلك من الصور ما عدا بعض الصور التي تُعبد من دون الله من الصور واللوحات ؛ فإن كانت لغير ذي روح كصور النبات والشجر والبحار والسفن والجبال والشمس والقمر والكواكب ونحوها من المناظر الطبيعية فلا جناح على مَن صوَّرها أو اقتناها ، وهذا لا جدال فيه " وهو كما قال ، " وإن كانت الصور لذي روح وليس فيها ما تقدَّم من المحظورات ؛ أي : لم تكن مما يقدَّس ويعظَّم ، ولم يُقصد فيها مضاهاة خلق الله ؛ فالذي أراه أنها لا تحرُم - أيضًا - ، وفي ذلك جاءت جملة من الأحاديث الصحاح " .

قبل تلاوة الأحاديث التي أشار إليها التعليق عليها بما يلزم ، يقول نعلِّق على هذين السطرين : " وإن كانت الصور لذي روح ، وليس فيها ما تقدَّم من المحظورات ؛ أي : لم تكن مما يُقدَّس ويعظَّم ، ولم يُقصد فيها مضاهاة خلق الله ؛ فالذي أراه أنها لا تحرُمُ أيضًا " . هنا يلزم المؤلف إلزام خطير جدًّا ، ما أدري كيف يتخلَّص منه لو ذُكِّر به ، لما أنكر الرسول - عليه السلام - على السيدة عائشة قِرامَها ، وعليه صور الخيل ذوات الأجنحة ، أَوَضَعَتْ هذا القرام لتعظيمه ولعبادة ما فيه من دون الله - عز وجل - ؟ هل يُظن بعائشة هذا ؟ طبعًا لا ؛ إذًا لماذا أنكر الرسول - عليه السلام - عليها هذا القرام ؟ ولماذا هَتَكَه - أيضًا - وفي الهتك إضاعة للمال أيضًا ؟ وقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما تعلمون عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ، فإذا كنا نقطع بأن السيدة عائشة لم تكن تعبد هذه الصورة ؛ فكيف يصح أن نحمل إنكار الرسول على الصور لأنها تُعبد من دون الله - عز وجل - ؟ لا شك أن مثل هذا الإلزام إنما يَرِدُ على مَن لا يُدقِّق في الأحاديث وفي دلالالتها الصحيحة أو أوصافها .

مواضيع متعلقة