هل يجوز التَّشهير بصاحب البدعة أو الكلام عليه وذمُّه ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يجوز التَّشهير بصاحب البدعة أو الكلام عليه وذمُّه ؟
A-
A=
A+
السائل : هل يجوز التَّشهير بصاحب البدعة أو الكلام عليه وذمُّه ؟

الشيخ : صاحب البدعة له حالتان : إما أن يكون منطويًا على نفسه أو أن يكون مشهورًا بين الناس ؛ ففي الحالة الأولى لا داعي للتشهير به ؛ لأن ضرره محصور في ذاته ، أما في الحالة الأخرى فلا بدَّ من تشهيره والتحذير منه حتى لا يغترَّ الناس الذين يعيش بينهم به ، وليس ذلك من الغيبة في شيء كما قد يتوهَّم بعض المتنطِّعين ، وحديث : ( الغيبة ذكرُك أخاك بما يكره ) هو من العامِّ المخصوص ، وقد ذكرت لكم قول بعض الفقهاء في بيتَين من الشعر جمعوا فيهما الغيبة المُستثناة من الحرمة ، فقال قائلهم :

" القدح ليس بغيبة في ستَّةٍ *** متظلِّمٍ ومعرِّفٍ ومحذِّرِ

ومجاهرٍ فسقًا ومُستفتٍ *** ومَن طلبَ الإعانة في إزالة مُنكرِ "

فهون المبتدع والتَّشهير به يدخل في التعريف به ، ويدخل في التحذير ؛ ولذلك اتَّفق علماء الحديث - جزاهم الله خيرًا - على وصف كثير من رواة الحديث بما كانوا عليه من الابتداع في الدين ، وهذا كلُّه من قيامهم بواجب البيان للناس حتَّى يعرفوا الراوي الصالح فيُؤخذ بعقيدته ، والراوي المبتدع فيُترك هو وعقيدته المنحرفة عن الكتاب والسنة .

مواضيع متعلقة