ما مدى المسؤولية عليَّ كعامل في التسجيلات الإسلامية عن نشر أشرطة بعض من لا ينهج منهج السلف ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما مدى المسؤولية عليَّ كعامل في التسجيلات الإسلامية عن نشر أشرطة بعض من لا ينهج منهج السلف ؟
A-
A=
A+
السائل : بمناسبة هذا السؤال ؛ أنا أعمل في مجال التسجيلات الإسلامية الأشرطة ، وقد عنَّ لي أن أسأل بعض أهل العلم فيما يتعلق بالمسؤولية عن نشر أشرطة بعض من لا ينهجون منهج السلف ، ينتمون - مثلًا - لبعض الجماعات التي نعرفها في الساحة ؛ كجماعة الإخوان المسلمين ، أو التبليغ ، أو ما إلى ذلك ، فبعضهم أفتى بألَّا أسجل أو أنشر هذه الأشرطة بالمرَّة ، والبعض الآخر قال : تخيَّر منها ما ترى فيه الصلاح ولا يكون فيه تصريح بمخالفة لمنهج السلف ، فالحيرة ما زالت تلازمني حتى الآن ، وأسأل الله - عز وجل - أن يزيل هذه الحيرة بما تراه وتشير به علينا في هذا المجال ؛ جزاكم الله خيرًا ؟

الشيخ : لا شك عندي أن الرأي الثاني الذي حكيتَه عن بعض أهل العلم هو الصواب ؛ لأن : " الحكمة ضالَّة المؤمن " من أين سمعها التقطها ، هذا الحديث وإن كان حديثًا ضعيفًا لا يصحُّ ، وولع به بعض الناس في بعض البلاد فكتبوه في اللوحات ، وعلَّقوه في صدور المجالس على أنه حديث ثابت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - - وليس بالثابت - ، ولكن حسبنا منه أن يكون حكمةً فعلًا ؛ فحينئذٍ نعمل بها ولا نتعصَّب لمذهبنا اعتبارًا بتعصُّب أصحاب المذاهب الأخرى ، فنحن أتباع الحقِّ حيثما كان هذا الحق ومن حيثما جاء " فالحكمة ضالة المؤمن ؛ أين وجدها التقطها " ، فإذا جاء أو وقفت على مقالٍ أو على بحثٍ علميٍّ لجماعةٍ من تلك الجماعات التي - مع الأسف - لا تنهج منهج السلف ، لكن كان فيها تذكير بآيات الله ، ببعض أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصحيحة ؛ وليس هناك ما يمنع من نشر هذه البحوث بطريقة التسجيل ؛ ما دام أنه ليس فيها ما يُخالف الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ، وهذه المشكلة - في الواقع - لا تنحصر بالتسجيل ، بل تتعدَّاه حتى إلى المؤلفات ، وهي أكثر انتشارًا من المُسجَّلات هذه ؛ فهل يصحُّ لناشر الكتب أو بائع الكتب أن يطبعَ ما ليس على منهج السلف الصالح ؟ وهل يجوز له أن يبيعَ كذلك مثل هذه الكتب ؟

الجواب : قد لا يخلو كتاب ما من مخالفة ما ، وإنما العبرة بملاحظة شيئين اثنين ؛ الشيء الأول : ألَّا يكون الكتاب - وعلى ذلك التسجيل - داعيةً لمنهج يخالف منهج السلف الصالح ، ثانيًا : أن يكون صوابه يغلب خطأه ، وإلا مَن منَّا - كما قال الإمام مالك - رحمه الله - - : " ما منَّا من أحد إلا ردَّ ورُدَّ عليه ؛ إلا صاحب هذا القبر " ، ولذلك فالتسجيل وطبع الكتب وبيعها يجب أن يُراعى فيها هاتان القاعدتان ، وإن سألت عن تسجيلٍ ليس فيه مخالفة للمنهج السلفي ؛ فأنا لا أرى مانعًا أبدًا من نشر مثل هذا التسجيل لمجرَّد أن الذي يتحدَّث فيه ليس سلفيَّ المنهج ، وإنما هو خلفيٌّ أو حزبيٌّ أو ما شابه ذلك ، هذا هو الذي يقتضيه العلم ، ويقتضيه الإنصاف ، ويقتضيه محاولة التقريب بين الاختلافات القائمة اليوم بين الجماعات الإسلامية مع الأسف .

هذا خلاصة ما عندي جوابًا على ما سألت .
  • فتاوى جدة - شريط : 9
  • توقيت الفهرسة : 01:09:10
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة