بيان أن الأحاديث النبوية لها أسانيد بخلاف التوراة والإنجيل ؛ إذ ليس لأهلها أسانيد ولو حتى مكذوبة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان أن الأحاديث النبوية لها أسانيد بخلاف التوراة والإنجيل ؛ إذ ليس لأهلها أسانيد ولو حتى مكذوبة .
A-
A=
A+
الشيخ : ومع ذلك فنحن نقول : هَبْ أن الحديث لم يُجمَعْ مطلقًا في عهد الرسول - عليه السلام - ؛ ماذا يضرُّ ذلك أن يتأخَّر الجمع إلى قرن ونصف ما دام هذا القرن ونصف كم واسطة فيه ؟ صحابي واحد ، التابعي اثنين ، تابع التابعي الثالث بس ، وهدول الرواة لهم أجلُّ وأنصع تاريخ يمكن أن يوجد لأتباع نبيٍّ مضى في القرون السابقة ، لا يوجد مثيل لهؤلاء أبدًا ، وحسبكم يعني تفاوتًا وكما قال الشاعر :

" وحسبُكُمُ هذا التفاوت بيننا *** وكلُّ إناء بما فيه ينضَحُ "

أن تعرفوا الفرق بين الحديث مش القرآن ؛ بين حديث الرسول - عليه السلام - وبين التوراة والإنجيل ، إنه لا يوجد لديهم إسناد ولو مكذوب موضوع يصل العالم بالإنجيل وبالتوراة إلى من أُنزِلَ عليه الإنجيل ومن أُنزِلَ عليه التوراة . الإنجيل كُتِب بعد رفع عيسى - عليه السلام - بمئة سنة أو أكثر لا أذكر الآن بالضبط ، هذا معروف معترف به عندهم ؛ ولذلك تعدَّدَتْ إيش ؟ الأناجيل إلى أكثر من سبعين أو قريب من ثمانين ، وحتى عقدوا مجلس هناك في القسطنطينية قديمًا فاختاروا هذه الأربعة أناجيل لتقليل شدَّة الخلاف الموجود بين هذه الأناجيل وهي كتابهم المقدَّس ، نحن حديثنا مروي بالأسانيد الصحيحة من المؤلِّفين المَوثوق المعروف ترجمة حياتهم ، نعرف ترجمة حياة البخاري ومسلم ما لا يعرف اليهود والنصارى من ترجمة عيسى وموسى فضلًا عن غيرهم من الأنبياء والرسل ، وهذا كله مصداق لقول الله - عز وجل - : (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)) .

لكن السَّائل الذي أشرت إليه سابقًا ذَكَرَ هذه الآية وأشكل عليه الأمر أن يكون الحديث محفوظًا ؛ فقد أجبْتُ أن الحديث محفوظ في مجموع الأمة كما أنَّ القرآن المقصود به معناه ، فمعناه محفوظٌ في مجموع الأمة ، وليس من الضروري أن كل واحد من الحاضرين الآن يفهم مثل الآية : (( مُدْهَامَّتَانِ )) شو معناها ؟ فإذا فاتَكَ هذا المعنى مو معناها فاتت على الأمة كلها ، كذلك إذا ما عرفت حديث من الأحاديث هل هو صحيح وضعيف مو معناه أنُّو ضاع الحديث على الأمة كلها ، وبالأولى وأحرى أنُّو مو معناه أنُّو الحديث اللي أشكل عليك هو مشكل على كل الأمة ، وإنما من عدم اعتنائك بطلب العلم الشرعي وعدم حضورك لمجالس العلم ؛ لذلك مجرَّد أن يطرق سمعك حديث يُشكل عليك وقد يكون غير صحيح ، فأنت لا تعرف الصحيح من الضعيف ، ولو كان صحيحًا فلا تستطيع أن تفهم معناه الصحيح .

ختامًا أقول : لا إشكال على السنة ، فهي - والحمد لله - محفوظة ، ويكفي أن هناك كتب معروفة بعضها جمعت الصحيح ، وبعضها جمعت الصحيح والحسن والضعيف ، وبعضها جمعت الضعيفة والموضوعة بصورة خاصَّة ، كل ذلك تسهيلًا للأمة أن يكونوا على بيِّنة من دينهم .

ولعل في هذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين .

...

... - سبحانه وتعالى - أفسد من ذاك الذي يهذُّ ويحرك لسانه بالذِّكر هَذَّه للشعر ، وقد يُثاب هذا وقد لا يُثاب حسب نوع ذكره بلفظه ؛ إن كان موافقًا لسنة نبيِّه أو مخالفًا لها ، وإنما الذكر الأكبر أن يذكر المسلم ربَّه في أوامره وفي نواهيه كما قلنا ، ومن أوامره كما سمعتم : ( إذا صلَّى أحدكم فليَدْنُ إلى سترته لا يقطع الشيطان عليه صلاة ) .

هذه ذكرى بين يدي الدرس ، والذكرى تنفع المؤمنين .

مواضيع متعلقة