لماذا حديث عمر بن الخطاب : ( إنما الأعمال بالنيات ) حديث غريب .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
لماذا حديث عمر بن الخطاب : ( إنما الأعمال بالنيات ) حديث غريب .؟
A-
A=
A+
السائل : بالنسبة للحديث هذا الذي يقول الشيخ عنه : على المنبر . في شيء هنا لفت انتباهي له .

الشيخ : أنا أقول لك إيش هو ؟ إذا ما دام عرفته تفضل .

السائل : ألا وهو أن الصحابة سمعوه , ما نقله إلا عمر لهذا الاعتراض , الاعتراض لما قاله على المنبر لماذا كان الحديث غريبا ؛ لأن علقمة والتيمي محمد بن ابراهيم التيمي ثم جاء يحيى بن سعيد الثالث هو الذي أشاعه ونشره ، هو صحيح من هذه الجهة , إنما كيف يقول قيل على المنبر وكيف لا يرويه من الصحابة إلا عمر ؟ .

الشيخ : هذا الإشكال لا إشكال فيه ؛ لأن الغرابة كالصحة والحسن والضعف ، هذه كلها أمور نسبية , الذي يقول عن حديث ما هذا حديث ضعيف كما قلنا آنفا هذا بالنسبة لما وصل إليه ، وقد يأتي آخر ويقول هذا حديث حسن ، لماذا ؟ لأنه وجد له شاهدا , وقد يأتي ثالث فيقول هذا حديث صحيح ، لماذا ؟ لأنه وجد له شواهد ؛ فكل صادق فيما يقول بالنسبة إليه ، وأشدهم توفيقا من أصاب الحقيقة ، وهنا جاء قوله عليه السلام المعروف لديكم : ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد ) كذلك حينما يقول قائلهم: هذا حديث غريب , فهو بالنسبة لوقوفه على هذا الإسناد .

ثم من أجل ذلك لعلكم تذكرون معي أن علماء المصطلح قسموا الغرابة إلى قسمين : غرابة مطلقة ، وغرابة نسبية ؛ يعني المقصود بالغرابة النسبية يعني هذا الغريب بالنسبة لهذا الشيخ , بمعنى شيخ كالإمام الزهري مثلا له تلامذة كثر ، وثقات مشهورون بالرواية عنه , يأتي أحد هؤلاء الثقات فيروي حديثا عن الزهري وهو ثقة ما في مجال للغمز والطعن في حفظه , ثقة حافظ لكنه يتفرد عن تلامذة الزهري الآخرين برواية هذا الحديث المفترض , في روايته لهذا الحديث هو فقط عن الإمام الزهري بإسناده الصحيح , فيقول علماء الحديث: هذا حديث صحيح غريب , أي غريب بالنسبة لرواية هذا التلميذ عن الإمام الزهري ؛ أين التلامذة الآخرون ما رووا هذا الحديث ؟ فيقولون في مثله هذا حديث صحيح غريب ، قد يكون الحديث متواترا مش مشهورا أو مستفيضا من طريق أخرى غير طريق الزهري بالمرة , مع ذلك لا يزالون يقولون حديث صحيح غريب أي بالنسبة لهذا الشيخ ؛ أما الغرابة المطلقة فهي التي لا تروى إلا من هذا الإسناد ، ويتفرد به الراوي الثقة فيقال فيه : حديث صحيح غريب مطلقا .

فهنا في حديث : ( إنما الأعمال بالنيات ) إن كانت الغرابة وهي لليوم غرابة حقيقية ؛ لأن الحديث لم يأت بإسناد صحيح من غير هذا الطريق , لكن مع ذلك نحن نقول إن هذه الغرابة ...

التليفون رن في مجلس الشيخ ناصر الدين الألباني فيرد ويقول : نعم .

السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته .

فإذا إذا جاء الحديث فيه غرابة مطلقة إنا نقول هذا الذي وصل إلى العلماء ثم نقول ليس من الضروري أن كل حديث نطق به رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملأ من الناس , ليس من الضروري في كل حديث خطب به رسول الله عليه السلام على ملأ من الناس أن ينقله كل أولئك الناس أو كل فرد من أفراد أولئك الناس ، هذا ليس من الضروري , لأن الواجب هو نقل ما نطق به الرسول عليه السلام حتى لا تضيع الشريعة , وهذا يحصل بمجرد نقل الثقة الفرد , لأننا نعلم أن العلم قسمان : فرض عين وفرض كفاية , فإذا قام فرض الكفاية به البعض سقط عن الباقين , وإذا نقل الحديث ناقل فقد سقط الفرض عن الآخرين .

السائل : بس حديث مثل هذا: ( إنما الأعمال بالنيات ) مهم في الدين جدا يعني النووي كاتب عنه أنه

الشيخ: ثلث الإسلام

السائل: ثلث الإسلام , فلا بد أن يروى عن عدد من الصحابة , فمثل هذا بالذات مهم , فكون يروى بطريق واحد هذا يدل على أن الرسول لعل قاله أمام عمر فقط .

الشيخ : اجعل لعل يا أستاذ عند ذاك الكوكب

السائل:..استاذ

الشيخ:، أنا أقول كلاما لإقناع أهل الريب والشكوك ، فقد بدأت بهذا الإقناع حين قلت إن نقل العلم فرض كفاية وليس فرض عين ؛ لكن حينما قلت مثل هذا الحديث ينبغي أن ينقله أشخاص , أنا أقول ينبغي هذه اللفظة ليس لها دليل من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح , إنما هو مجرد الرأي , لكن هذا الرأي يخالف القاعدة التي تفرق بين الفرض الكفائي والفرض العلمي إلا إذا كان هناك استثناء , وصل به الحديث آنفا إلى أن الأمل أو ادعاء أن مثل هذا الحديث ينبغي أن يكون قد نقله عدد كبير ، هذا أمل يطمع فيه كل من يرغب في أن يكون الحديث النبوي بصورة عامة لا شك فيه عند العامة , لكن ربنا عزوجل يبتلي عباده بما يشاء ، الآية تقول يا شيخ : (( ونبلوكم بالشر والخير فتنة )) فربنا يبتلي عباده بالشر والخير , فتنة يعني ابتلاء , من ذلك أنه جعل الإسلام قرآنا وسنة ، كان باستطاعته أن يجعل الإسلام كله قرآنا , بمعنى كتبا صحفا نزلت من السماء كصحف إبراهيم وموسى لا يزاد فيها ولا ينقص , لا بدنا علم مصطلح الحديث ولا تراجم رجال الحديث وهم بالألوف المؤلفة , تقول خمسين ألف تقول مئة ألف قل وزيادة ، كنا استرحنا ؛ ولكن حكمة الله ليظل دولاب العلم دائرا وماشيا ، إلى اليوم ما ينتهي علم الحديث أبدا .

مواضيع متعلقة