ما رأيكم في قول الحافظ " إن الحديث الحسن لغيره لا يرجح حكماً إطلاقاً أو تقيداً ".؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما رأيكم في قول الحافظ " إن الحديث الحسن لغيره لا يرجح حكماً إطلاقاً أو تقيداً ".؟
A-
A=
A+
السائل : نعم أحسنتم طيب ما أدري ماذا هو رأيكم في قول الحافظ في النكت تبعا لأبي الحسن ابن القطان في الحديث الحسن لغيره أنه ليس مدرجا فيما قالوا فيه أن الحديث الحسن كالصحيح في الاحتجاج يقول الذي لغيره من الحسن لا يندرج في هذا الحكم
الشيخ : هذا قد كنت قرأته
السائل : نعم
الشيخ : في نكته المذكورة لكن الحقيقة رأيته غريبا جدا عن الناحية العملية التي يجري عليها الحافظ نفسه فضلا عن غيره هذا من جهة من جهة أخرى لا يخفاكم أن الحديث الصحيح لذاته هو يفيد غلبة الظن ومن أجل ذلك وجد في بعض الفرق من ادعى بأن الحديث الصحيح لا يؤخذ به في المسائل العلمية وإنما فقط في المسائل العملية هذا التعبير الذي جرى عليه الإمام ابن القيم رحمه الله وفي التعبير الآخر أنه لا يؤخذ بالحديث الصحيح في العقائد هذا مشهور جدا عند المتأخرين وقد تبناه حزب التحرير في هذا الزمان ولذلك رفضوا كثيرا من العقائد التي تلقاها المسلمون بالقبول بدعوى أنه ليس متواترا وبدعوى أن الحديث الصحيح لا يفيد إلا الظن وقد يغالي بعضهم ويستدل على ما ذهب إليه بقوله تعالى (( وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا )) فمادام أن الحديث الصحيح لا يفيد إلا الظن إذن لا يجوز الأخذ به وهذا في الواقع من جهلهم أو غفلتهم لأن العلماء الذين يقولون في الحديث الصحيح أنه يفيد الظن وهنا الشاهد من إيراد هذه المسألة إنما يقولون يفيد الظن الراجح الغالب وأكثر الأحكام الشرعية كما لا يخفى على أهل العلم وطلاب العلم قائمة على غلبة الظن فإذا كان الحديث الصحيح لا يفيد اليقين وإنما يفيد غلبة الظن حينئذ نحن نقول الحديث الحسن لذاته لماذا أعملوه وعاملوه معاملتهم للحديث الصحيح لأنه يشترك معه في إيجاد غلبة الظن في نفس من وقف على حسن ذلك الحديث لكن غلبة الظن درجات المهم أن يتجاوز مرتبة الشك وكما تعلمون التردد بين هذا وهذا فقد تكون درجة غلبة الظن مثلا بالمائة تسعين وقد تكون دون ذلك بالمائة ثمانين وأنت نازل فإذا جاوز الخمسين دخل في غلبة الظن ولذلك أعملوا الحديث الحسن لذاته معاملتهم للحديث الصحيح حينذاك نحن نقول الحديث الحسن لغيره الذي أفاد غلبة الظن ولو بأي نسبة مع أنني أذكرك بما كان جرى في الأمس القريب بيني وبينك بأنه الحديث الضعيف قد يصير صحيحا لغيره بل وقد يصير متواترا لكثرة طرقه ما هو السبب ؟ لأن هذا الحديث الضعيف إسنادا كلما زادت طرقه الضعيفة لأفرادها كلما ازداد اطمئنان الواقف عليها بصحة هذا المتن ولمجموع هذه الطرق فحينما يقف المسلم أو العالم على حديث بإسناد لا يعطي لهذا الحديث إلا مرتبة الحسن فقط معنى ذلك أنه جعل ظنه راجحا على الشك والتردد هذا هو الذي يحصل تماما بالنسبة لمن حسّن الحديث بطرقه ثم هذه الطرق كلما كثرت كلما قوي الظن حتى يصير يقينا لذلك لم أجد فيما نقلت وذكرت عن الحافظ ابن حجر دليلا يحملنا على التفريق في التعامل مع الحديث الحسن لذاته والحديث الحسن لغيره هذا ما هو
السائل : نعم
الشيخ : عندي جوابا على هذا السؤال مذكرا بأنهم عمليا لا يطبقون هذه النظرية التي ذكرها الحافظ ابن حجر في النكت هذا ما عندي والله أعلم
السائل : تعني شيخ هم يعني الحافظ ابن حجر وغيره من المحدثين أم تعني الفقهاء مثلا من تعني بأنهم لا يطبقون هذه القاعدة ؟
الشيخ : المحدثين
السائل : أنت تعني نعم المحدثين لا يطبقون هذا
الشيخ : المحدثين
السائل : هو الحقيقة الحافظ ابن حجر أذكر من الأدلة التي ذكرها نقلها عن يحيى وعن غيره أنهم لا يحتجون إلا بما كان متصل إسناده وقال في الحديث الحسن لغيره يدخله المنقطع المجبور من طريق أخرى وهذا منقول عن السلف أن لا يحتج إلا بالحديث المتصل يبدو هذي جزئية فقط يعني من ... .
الشيخ : طيب الحديث المتصل قد يكون ضعيفا
السائل : نعم قد يكون ضعيفا نعم
الشيخ : لا بد من تقويته
السائل : نعم
الشيخ : على كل حال أنا أعتقد أنه يوجد في بعض المسائل الحديثية من الخلاف ما يوجد في بعض المسائل الفقهية
السائل : نعم
الشيخ : ولذلك على طالب العلم أن لا يسلم عقله ومنطقه إلا للعلم الذي يطمئن إليه قلبه

مواضيع متعلقة