الكلام على صحَّة التفسير العلمي للآيات القرآنية . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام على صحَّة التفسير العلمي للآيات القرآنية .
A-
A=
A+
السائل : ... ما المانع أن يكون هناك من الآيات قد تُحمل في زمن معيَّن ... ثم سيأتي زمن ... بعض الناس يقول لك أنُّو هذا المقصود به التَّحدِّي يعني البصمة ، قد يكون هذا صحيح هالكلام ، لكن مش بالضرورة أنُّو هذا الفهم صحيح .

سائل آخر : ما نقول ... .

السائل : أنا هيك بقول ، هذا رأيي ، قد يكون صحيح هذا الكلام ، لكن هذا الفهم مش بالضرورة تنسبه للقرآن بحيث أنك تبيِّن أنُّو في سر آخر يبطِّل يصير هذا من القرآن .

سائل آخر : ... .

...

السائل : (( وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا )) اللي ذكرتها أنا ... الناس يقولوا الأرض كروية ، تبيَّن علميًّا أنها مش كروية ، والقرآن يشير بهذا إشارة ؛ أنُّو (( وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا )) يعني على شكل البيضة ، وهي اللي تبيَّن علميًّا فعلًا بعد تصوير الأقمار الصناعية للأرض أنها على شكل بيضة .

سائل آخر : ... كمان الدحية هَيْ اعتبرتها بيضوية واعتبرت العلم صار قطعي ، وأنُّو ... الأقمار أثبتَتْها ... .

السائل : ... .

سائل آخر : كمان كلامك يعني أنُّو ما بصير نحن نعمِّم هالحقيقة هَيْ ... .

السائل : أنا أقول : هذا ممكن يعني يشير إلى هذا ممكن ، لكن مش بالضرورة هيك معنى الآية ، شوف أنا عندي دقة في هذا الموضوع ، مش بالضرورة أنُّو هذا معنى الآية وبس ، مش بالضرورة ، هذا فهم نحن فهمناه ، الفهم هل اللغة تحتمله ؟ الجواب : نعم ، اللغة تحتمله . يعني أرجو من الأستاذ ... ؟

سائل آخر : ... .

الشيخ : الحقيقة أنُّو الفائدة من البحث والمناقشة ما تحصل إلا بدمج الرأيين بعضهما مع بعض ، أو تقريب بين وجهتي نظر ، أنا أشوف أنُّو اللي عرضته أنت أخيرًا يا أبا يحيى ما يخالف كلامه الأول اللي حكاه ؛ أنُّو التفسير لازم يكون موافق للكتاب والسنة وما روي عن الصحابة واللغة ، فإذا نحن وقفنا عند هذه الضابطة يزول إطالة الكلام في هذا الموضوع تمامًا ، ولا يرد كلامك أنت عليه ؛ لأنُّو في ضوابط في قواعد ؛ فما دامت القواعد مطبَّقة على هذا التفسير المدَّعى اليوم أنُّو آية من آيات القرآن الكريم ومعجزة من معجزاته العلمية ما في مانع من هذا ، أما نجي نتكلَّف في التفسير بحيث ما يتبادر هذا المعنى ليس لأحد من علماء التفسير بل ولا لأحد من علماء المسلمين لا قديمًا ولا حديثًا إلا لهذا الدَّعي ، هذا هو البحث اللي يدور فيه الكلام أنُّو هذا يجوز ولَّا يجوز ، أما إذا كان تفسير لا ينافي الشريعة لا ينافي اللغة ، بل يتماشى مع اللغة ؛ فمعنى ذلك أنه من الممكن أن يكون هذا التفسير العلمي لهذه الآية صحيحًا ، لأنُّو ما فيه منافاة .

أنا أضرب مثلًا حسَّاسًا في نظري ، كتب التفاسير اللي اطَّلعنا عليها ، لما يفسروا قوله - تعالى - في سورة يس : (( وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )) يفسروا كلمة كل بالشمس والقمر ، بينما مبتدأ الآيات القرآنية التي تتحدَّث عن بعض الآيات الكونية تبدأ بذكر الأرض ، كيف الآية تقول ؟(( وَآيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ * سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ * وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ )) من الأرض والشمس والقمر (( فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )) ، إذا واحد قال الآية هذه تدلُّ على أن الأرض ككوكب من هذه الكواكب ما يكون تكلَّف ؛ لأنُّو ماشي مع لفظ الكل اللي هي تفيد العموم والشمول ، لكن مثل تفاسير هذه المادة اللي أنا ذكرتها آنفًا ، وهي مرويَّة عن " محمد عبده " ؛ أنُّو ، شو اسمه هذا الانكليزي اللي كان في القاهرة ؟

سائل آخر : ... .

سائل آخر : ... .

الشيخ : ألماني حربجي هداك ، لأ ، في واحد كان مثل القنصل هناك ، المهم ، إنكليزي .

سائل آخر : ... .

سائل آخر : " كرومر " .

الشيخ : " كرومر " ، هو " اللورد كرومر " ، أحسنت ، قال له لـ " محمد عبده " : أنتو تقولون أنُّو القرآن يتحدَّث عن بعض الأمور ما يعرفوها الناس من قبل . قال له : إي نعم . قال : هات لي مثال . جاب له هالآية هَيْ . أنا أظن أنُّو هَيْ يعني أقرب إلى أن تكون مفتراة على " محمد عبده " كنكتة من أنُّو تصدر من إيه ؟ من " محمد عبده " ؛ لأنه عبارة عن تلاعب بالقرآن .

السائل : شو الآية يا أستاذنا ؟

الشيخ : (( وَتَرَكُوكَ قَائِمًا )) .... آنفًا .

سائل آخر : يا لطيف .

الشيخ : إي نعم ، في ناس - مثلًا - يستنبطوا من قوله - تعالى - : (( فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ )) الأشعة شو بيسمُّوها هَيْ ؟ ... .

سائل آخر : ... .

الشيخ : (( فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ )) ، والله عم يتحدَّث عن إيش ؟

سائل آخر : عن تعذيب الكفار .

الشيخ : عن الجنة !

السائل : عن تعذيب الكفار .

الشيخ : حوَّلوا الآية مع أنها ما لها صلة إطلاقًا !

السائل : عن الكهرباء يعني ؟

الشيخ : الكهرباء ، الأشعة التي تدخل القلوب .

سائل آخر : الأشعة السِّينية ، (( لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ )) ؟

الشيخ : كثير ، كذلك - مثلًا - : (( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَاب )) هَيْ دليل على أنُّو الأرض تدور ، الآية : (( وَتَرَى الْجِبَالَ )) يومئذٍ يعني يوم القيامة ما لها علاقة بالدنيا ، سبحان الله ! يعني هذا تكلُّف من شان تحميل القرآن ما لا يتحمَّل ، فإذا لاحظنا الضوابط والقواعد التي ذكرناها آنفًا نقول : لا شك أن هذا ممكن ، بل هذا معجزة للقرآن الكريم ، (( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ )) هَيْ ما تتحمَّل تأويل أبدًا .

السائل : كل شيء .

الشيخ : آ ؟

السائل : كل شيء .

الشيخ : كل شيء خلاص ... .

السائل : (( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ )) كل شيء يسبح ، كيف ما تعرفوا ؟

الشيخ : ففي آيات في القرآن صريحة تثبت حقائق علمية لم تكن معروفة من قبل ، صحيح ، وهذا يكفينا كنوع جديد من الدلالة على إعجاز القرآن من الناحية العلمية ، مش ضروري بقى يكون هناك مئات الآيات الكونية ، القرآن اللي أُنزِل لهداية القلوب وشفاء الصدور ما هو شامل كل شيء نحن بحاجة إليه حتى جاءت السنة ، فما بالك أمور الآيات الكونية هذه اللي وصل لها فقط تذكير الناس بعظمة وقدرة الله - عز وجل - وعلمه وحكمته .

مواضيع متعلقة