بعد قراءة القرآن ؛ هل يجوز لنا أن نقول : " صدق الله العظيم " ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بعد قراءة القرآن ؛ هل يجوز لنا أن نقول : " صدق الله العظيم " ؟
A-
A=
A+
السائل : بعد قراءة القرآن ؛ هل يجوز لنا أن نقول : " صدق الله العظيم " ؟

الشيخ : لا أصل له هذا الذي اعتادَه القرَّاء اليوم ، وهذا لا شك عندي أنه يشبه تمام زيادة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بعد الأذان ، وكما قيل - في فلسفة التاريخ - : " التاريخ يُعيد نفسه " ، وكما نعلم جميعًا الآن الخلاف القائم منذ سنين طويلة ؛ حينما بدأ بعض الدُّعاة الإسلاميين يدعون إلى إحياء السُّنَّة وإماتة البدعة ، فقد قام خلاف طويل جدًّا ، ولا يزال مع الأسف ، وإن كان قد قلَّ خطبه مع الزمن ومع تنوُّر الأذهان ؛ كان هناك خلاف طويل في الزيادة على الأذان ، وبخاصَّة الصلاة على الرسول - عليه السلام - ؛ فلا شك ولا ريب عند أهل العلم أن هذه الزيادة بدعة في الدين ، لكن الناس الآخرين يقولون : هذه بدعة حسنة ، ولا يزال الخلاف على أشُدِّه .

الذي أريد من هذه المقدمة كيف صار الأمر في هذه الزيادة بعد الأذان ، حتى قامت في أعراف الناس جميعًا - إلا من شاء الله - أنَّها جزء من الأذان ؟ سيأتي زمن أنَّ قولهم اليوم " صدق الله العظيم " سيصبح جزءًا من ... من القرآن الكريم ؛ لأن الناس هكذا يعتادون على ما تلقَّوا عليه آباءهم وأجدادهم . وإذا كان هناك فرق كبير بين هذه الزيادة - " صدق الله العظيم " - وبين الصلاة على النبي الكريم ؛ ذلك الفرق أن هناك آية في القرآن تأمر بالصلاة على الرسول - عليه السلام - ؛ فضلًا عن الأحاديث التي تصرِّح وتقول : ( مَن صلَّى عليَّ مرَّةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا ) ، مع ذلك تكون هذه الزيادة عقب الأذان بدعة ؛ لأنها تُخالف تعاليم الرسول - عليه السلام - لمؤذِّنيه كبلال وعمرو ابن أم مكتوم وأبي محذورة ؛ فماذا نقول في عبارة لم تَرِدْ مطلقًا في الشريعة أن يُقال بمناسبة ما " صدق الله العظيم " ، وإنما هو كلام يمكن أن يقوله الإنسان بمناسبة أن يستشهدَ بآية في أثناء محاضرة أو خطبة أو ما شابه ذلك ، فيقول ابتداءً أو انتهاءً ؛ يقول : " صدق الله العظيم " فيما قال أو إذ قال ، أو يتلو الآية ويقول : " صدق الله العظيم " ، لا بأس من هذا بمناسبة ما ؛ شريطة ألا يتَّخذ ذلك عادة ، فإذا كانت هذه الجملة ليس لها أصل في الشريعة مطلقًا ، وإنما هي كالكلمة إذا وضعت في مكانها بمناسبة ما فلا بأس ، أما التزامها دائمًا وأبدًا فهي بلا شك بدعة ضلالة ، وحكمها معروف في الحديث الصحيح : ( كلُّ ضلالةٍ في النَّار ) .

هاتوا ما عندكم .

مواضيع متعلقة