كلام الشيخ على حديث : ( من سن في الإسلام سنة حسنة ...) ,ثم على جمع القرآن ، و صلاة التراويح ، و إخراجِ اليهود من جزيرة العرب . و كيف تعرف أن هذه بدعة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلام الشيخ على حديث : ( من سن في الإسلام سنة حسنة ...) ,ثم على جمع القرآن ، و صلاة التراويح ، و إخراجِ اليهود من جزيرة العرب . و كيف تعرف أن هذه بدعة .
A-
A=
A+
الشيخ : أولا مناسبة الحديث كما جاء في المصدر الذي يعزى إليه الحديث دائما وأبدا وهو صحيح مسلم يرويه بإسناده الصحيح عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: ( كنا جالسين مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه أعراب مجتابي النمار ، متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر ، فلما رآهم رسول صلى الله عليه وسلم تمعر وجهه ) أي أسفا وحزنا على فقرهم ثم خطب الصحابة فقال: ((وأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ )) ، ثم قال عليه السلام: ( تصدق رجل أي ليتصدق رجل بدرهمه بديناره بصاع بره بصاع شعيره ) وذكر أشياء أخرى حضا للصحابة على الصدقة ، فقام رجل من الحاضرين ورجع وهو يحمل في طرف ثوبه ، ما تيسر له ، من الصدقة ووضعها أمام الرسول عليه السلام فلما رأى أصحابه عليه السلام ، الذين حوله ما فعل صاحبهم ، قام كل منهم ليعود بما تيسر له من الصدقة ، فاجتمع أمام الرسول عليه السلام ، كأكوام الجبال من الصدقات ، فلما رأى ذلك عليه الصلاة والسلام ، تنور وجهه كأنه مذهبة كالفضة المطلية بالذهب فرحا وسرورا باستجابة أصحابه عليه السلام لأمره إياهم بالصدقة ثم قال بهذه المناسبة: ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، دون أن ينقص من أجرهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعلية وزرها ، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أوزارهم شيء ) ، الآن المناسبة بعد إن سمعتموها تتأكدون معي بأنه ليس هناك بدعة حدثت حتى يفسر الحديث ( بمن ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ) ، كل ما في الأمر أن الرسول أمرهم بالصدقة ، وقد كانت الصدقة مأمور بها ، قبل هذه الحادثة لأن الآية كانت نزلت ، فإذن هذا الرجل الأول ، ما ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ، ولكنه فتح طريقا كان مغلقا عمليا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم متجاوبين معه عليه السلام في موعظته ولكنهم لم يتنبهوا إلى أن هذا التجاوب يجب أن يقترن معه العمل ، ففتح باب العمل ، ذلك الرجل الأول ، فلما تبعه من اتبعه قال عليه السلام: ( من سن الإسلام سنة حسنة ) ما هي السنة الحسنة هنا ؟ هي الصدقة ،بالنسبة لهؤلاء الأعراب الفقراء فإذن إذا نظرنا فقط إلى هذه المناسبة ، بطل تفسير الحديث بمن ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ، لأنه ليس في الحادثة بدعة وقعت ، وكنت أقول ولا أزال أقول يستحي رجل أعجمي مثلي ، ألباني ، أن يقول بمناسبة مثل هذه الحادثة حيث لا بدعة فيها ، أن يقول ليس لفظ الرسول وإنما اللفظ الذي هم ينحرفون إليه ، في تأويلهم للحديث ، استحي أنا ، وأنا الرجل الألباني الأعجمي ، أن أقول من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ، لأن الجمهور سيقولون يا شيخ ما الذي تقوله أين البدعة هنا ؟ هنا لا بدعة إذن أنت مخطيء لما تقول من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ، ولكنني إذا نطقت بلفظ الرسول لا أحد يجرؤ على تخطئتي لأن السنة الحسنة تنطبق عل فعل هذا الرجل لماذا ؟ لأن الصدقة حسنة بلا شك معروفة حسنها شرعا ، فهو لم يأت بشيء كل ما في الأمر إنه انطلق قبل أي إنسان آخر فاقتدى الناس الآخرون بهداه ، فكان له أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة ، وحينئذ يكون هذا الحديث مطابقا لهذا المعنى أو بهذا التفسير الصحيح ، للحديث الآخر وهو ايضا ( كان له أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة ) إلى آخر الحديث إذن ليس من دعا إلى بدعة ، وإنما دعا إلى سنة حسنة أو إلى هدى هدانا الرسول عليه السلام إليه ، هذا إذا وقفنا عند سبب ورود الحديث ،وأنا أذكر في هذه المناسبة فائدة علمية ،يقول علماء التفسير ، إذا عرف سبب نزول الآية ، فهم نصف معنى الآية ، والنصف الثاني يفهم من الأسلوب العربي ، أنا اقتباسا من هذا القول التفسيري أقول إذا عرفنا سبب ورود الحديث ، انكشف لنا نصف معناه ثم علينا باللغة ، أن نتمم الفهم للمعنى الآخر ، هذا المعنى للفهم الآخر الآن ، أنا أسلك فيه ، فأقول: الحديث له شطران ( فيمن سن سنة حسنة وفيمن سن سنة سيئة ) ، ما هو طريق معرفة السنة الحسنة ، ومعرفة السنة السيئة ؟ أهو العقل أم الشرع ؟ لا شك أن الجواب سيكون إنما هو الشرع ، إذن فلا يستقل العقل أن يقول في أمر حادث ، إنها سنة حسنة إلا بدليل من الشرع ، كما انه لا يستقل العقل ، ولا يستطيع أن يحكم في أمر حادث بأنه سنة سيئة إلا بدليل الشرع ، إذن مرجعنا أولا وآخرا إلى الشرع فمن قال في هذا الحديث ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) نفترض أن هذا الشيء حدث فعلا ما كان في زمن الرسول لكن وصفنا لهذا الأمر الحادث بأنه حسن أو سيء ، لا بد له من ماذا ؟ من دليل في الشرع يساعدنا ، على أن نعمل مراجعة يا ترى هذا حسن أم سيء ؟ الشرع إذن هو الحكم ، وهنا لا بد من وقفة بسيطة مجرد حدوث الشيء ، بعد إن لم يكن في الزمن الأول ، لا يلزم منه أن يكون حسنا في ذاته ضرورة أو أن يكون سيئا فقد يكون مباحا ككثير من الوسائل ، التي جدت في العصر الحاضر ، ولم تكن في زمن الرسول عليه السلام ، فنحن ما نقول عنها ، قولا عاما إنها حسنة أو إنها سيئة ،وإنما نزنها بميزان الشرع ، وخلينا نضرب بعض الأمثلة لما وقع قديما بعد الرسول وما يقع اليوم ، فيما بعد الرسول عليه السلام ، وهذه من شبهات المبتدعة ، أن الصحابة جمعوا القرآن في زمن أبي بكر ثم عمر ، ثم عثمان ، هذا الجمع لم يكن في عهد الرسول عليه السلام ولا شك ، فإذن هذا الجمع هو أمر حادث ، هل من شك في ذلك ؟ جمع القرآن في صحف ، أمر حدث بعد وفاة الرسول عليه السلام ، فهل نقول: ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) نقول ابتداء ما نقوله، لكن ننظر إلى الحديث السابق ، ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) فنحن علينا الآن أن نزن هذا الحادث بميزان الشرع ، فإن أعطانا الشرع الجواب أنه حسن ، قلنا إنه حسن ، وقلنا لمن ابتدأ هذه الحسنة له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة إلى آخره ، فالآن هل من مسلم يعتقد أن ترك القرآن كما كان في أول أمره ، موزعا في الصحف وفي العظام في كل وسيلة كانت متيسرة يومئذ أن يكتبوا ورقة شجر ، أو مثلا جلد غزال أو غنم أو أي شيء ، المهم أن يكتب بأي وسيلة للمحافظة على القرآن الكريم ، فالصحابة بعد أن وجد المقتضي لجمع القرآن كما هو مذكور في صحيح البخاري ، وأظنكم تذكرون ذلك جيدا حينما استحر القتل بالقراء في معركة اليمامة بين الصحابة وبين جيش مسيلمة الكذاب جاء بعض الأصحاب ليقول يتحدث مع عمر بن الخطاب أظن أول ما جاء ، ليقول: " إن القتل قد استحر أي اشتد في القراء ، فقتل منهم عدد وفير فنخشى أن يذهب القرآن بذهاب حملته ، وهم القراء ولذلك فأنا أقترح أن يجمع القرآن ، قبل أن نفقد القرآن بموت حملة القرآن " ، فعمر بن الخطاب اقتنع بهذا الاقتراح وإذا عمر بن الخطاب ،وهي أول خطوة تنبه الإنسان لكون هذا العمل ليس فقط يعني بدعة بل هو أمر واجب ، ولو أنه حدث بعد الرسول فشرح الله صدر عمر ، لهذا الرأي فنقله بدوره ، إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، فشرح الله أيضا صدر أبي بكر الصديق لما شرح الله له صدر عمر بن الخطاب ، أي اتفقا الخليفتان الصحابيان الجليلان على أن جمع القرآن بسبب المناسبة من اشتداد القتل في الصحابة القراء منهم ، يجب جمع القرآن حتى لا يضيع كان هناك زيد بن ثابت رضي الله عنه من القراء الذين كانوا يكتبون القرآن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرسلوا خلفه ، وعرضوا عليه هذه الفكرة التي اتفقا عليها أبو بكر وعمر فقال لهم وهنا العبرة على المبتدعة الضالين هدول ، قال لهم: " كيف تفعلون شيئا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! " الله أكبر جمع القرآن يخشى هذا الرجل ، أن يكون إحداثا في الدين ، لأن الرسول عليه السلام لم يفعل ذلك ،قال: " فما زالا بي " يعني أخذوا وأعطوا معه وهذا شيء ضروري إذا ما فعلنا ضاع القرآن ضاع الدين ضاع الإسلام إلى آخره ، فما زالا بي حتى شرح الله صدري ، لما شرح الله له صدر أبي بكر وعمر وبدأ هو بجمع القرآن ، فيلتقي مع الصحابة ويسأل ما عند فلان وفلان من الصحابة إلى آخره ، فجمعوا القرآن هذا الجمع لا شك أنه أمر حادث ، ما كان في زمن الرسول ، فهل هو بدعة ؟ وبدعة ضلالة ؟ الجواب لغة هو بدعة شرعا هو واجب ،و ليس ببدعة ضلالة لماذا ؟ لما هو معلوم عند العلماء من قولهم " ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب " ، المحافظة على دين الإسلام لا يمكن إلا بالمحافظة على القرآن وأنتم تعلمون الآن في هذا الزمان دندنة المبشرين والكفار جميعا ، حول إبعاد المسلمين عن قرآن ربهم ، حتى أحد كبار البريطانيين - ويرحمك الله - قال ناصحا للدولة البريطانية " ما دام هذا القرآن بين ظهراني المسلمين فلن تستطيعوا أن تنحرفوا بهم عن دينهم " هذه حقيقة فإذن قيام الصحابة الأولين بإجماعهم على جمع القرآن وأن كان هو لغة حدث بعد أن لم يكن ولكنه ليس حدثا ،وبدعة شرعية ، وهذا يجرنا أيضا أن نذكر بكلمة عمر بن الخطاب ، بمناسبة إحياء صلاة الجماعة في صلاة القيام بالتراويح حينما قال " نعمت البدعة هذه " لا يعني البدعة الشرعية ، لأنه يعلم أن الرسول عليه السلام ، شرع أو سن للناس إحياء صلاة القيام جماعة بفعله ،وبقوله عليه السلام، ولذلك فهو يعني إنه هذه بدعة ، بسبب انقطاع الصحابة بعد الرسول ، وفي زمن أبي بكر سنتين ونصف خلافته وما ندري كم مضى عمر وهو ملتهي ايضا بالتمكين للخلافة ، هذه البرهة كانت الصلاة هذه قد أميتت بعد الرسول عليه السلام ، فهو أحياها ، فإذا هذه البدعة بدعة لغوية وليست بدعة شرعية ، فهذا الجمع للقرآن هو صحيح حادث ، ولكن ليس بدعة ضلالة من أين عرفنا هذا ؟ من الأدلة الشرعية هنا نقف قليلا نقول لهؤلاء المبتدعة حينما يقولون هذه البدعة يا أخي بدعة حسنة ، معليش ممكن تكون بدعة حسنة، بمعنى سنة حسنة مثل جمع القرآن شو الدليل ؟ يقول لك يا أخي شو فيها ، هذا معناه ألقى سلاحه ،ما فيه عنده دليل لأنه لجأ إلى إيش ؟ عكازة العاجز ، يقول لك ما فيها ؟ قولك شو فيها عم تحكي بالعقل ، أم بالنقل ؟ ما فيها لو صلينا المغرب أربع ركعات والصبح أربعة أو ثلاثة ؟ ها هذا ما يجوز ليه ما يجوز ؟ للسبب نفسه ، يمنعك أن تقول هناك فيها كيف ما فيها فيها استدراك على الشارع الحكيم ، فإذن هل كل إنسان يريد أن يقول في أمر حدث بعد أن لم يكن ، وهو قربة إلى الله عز وجل ، لا بد أن يأتي بالدليل من الشرع ، يثبت بهذا الدليل إنه هذا الحادث قربة وعبادة ، وحينئذ نتسامح معه ونقول ، هذه بدعة حسنة ، لماذا ؟ لأنه قام الدليل الشرعي على ذلك ، كما أتينا نحن بالدليل الشرعي على جمع القرآن ، مثال آخر ، وهذا مهم بالنسبة لبعض إخواننا الذين قد يأخذون المبدأ مبدأ عاما فيظنون أن كل شيء حدث بعد الرسول ، بكون بدعة مثل المدارس التي يعلم فيها الناس علوم الشريعة ، بل والعلوم الأخرى التي تحتاج إليها الأمة ، كأمة إلى آخره ، فهذا كله يدخل تحت هذا الباب " ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب " ، مثال آخر مما وقع قديما ، نعرف أيضا من سيرة السلف أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخرج اليهود من خيبر هذا الإخراج ظاهره ينافي إقرار الرسول إياهم على خيبر على شرط المناصفة شطرين : شطر لهم مما يحصد من الثمار وشطر للرسول عليه السلام ومات الرسول وهم هكذا وجاء أبو بكر وهم هكذا ، وعمر يلا كما يقولون عندنا في سوريا قالوا لليهود " يلا ظهرك بالك " أخرجوا من خيبر خذوا ما تستطيعون أن تحملوا ويلا ، فأخرجهم هذا الإخراج كجمع القرآن تماما ، حدث بعد الرسول عليه السلام هل هذا الحادث هو سنة حسنة ، أم سنة سيئة ننظر فنجد الأمر هنا كالأمر هناك في جمع القرآن تماما أي كما أننا وجدنا هناك دليلا بل أدلة أنا ضربت صفحا عن ذكرها اختصارا نجد هنا أيضا أن الأمر كذلك ، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم حينما أقر اليهود على خيبر بعد أن فتحها عنوة ، بالسيف بشروط كان من شرطه عليه السلام ، عليهم في ذلك قوله: ( نقركم فيها ما نشاء ) ، نقركم فيها ما نشاء وخلفاء الرسول عليه السلام هم الذين ينفذون أحكامه فرأى عمر ونعم ما رأى أن يخرج اليهود من خيبر فنفذ هذا الشرع ، فأخرجهم ولم يكن مناقضا للشرط ، بل هو منفذ لشرط من تلك الشروط وبخاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من وصاياه في آخر رمق من حياته عليه السلام كما جاء في الأحاديث الصحيحة ( لعن الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ،وأخرجوا اليهود من جزيرة العرب ) ، فإذا هو نفذ أمرا نبويا عاما ، وشرطا كريما كان الرسول عليه السلام قد شرطه على اليهود إذن هذا الأمر الحادث ليس بدعة منكرة ، بل هي سنة حسنة سنها ، لأنه أحيا أمرا نبويا ، وعلى ذلك فقس وعلى العكس فقف ، على ذلك فقس بمعنى كلما رأيت أمرا حادثا ،و قام الدليل الشرعي على شرعيته سواء كان في حدود الواجب أو ما دون ذلك ، فهو شرع ، وهو سنة حسنة ، لأنه قام الدليل الشرعي على حسنه وعلى العكس كما قلت آنفا فقف أي كل بدعة حدثت بعد الرسول عليه السلام ويراد زيادة التقرب بها إلى الله ولا دليل في الشرع ، يحسنها فحينئذ اضرب بها عرض الحائط ، فإنها تدخل في المبدأ العام ، ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) ، وعلى ذلك نقول لهؤلاء المبتدعة الذين يضربون عموم الحديث ( كل بدعة ضلالة ) ، بما يظنون من خصوص حديث ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) ، نقول أبدا الحديث الأول لا يزال على عمومه ،والحديث الثاني لا يناقضه بل هو التشريع الشرع يقول هذا حسن فهو حسن والشرع يقول هذا قبيح فهو قبيح ،والقول الذي ينحو إليه المبتدعة ، حينما يقولون يا أخي شو فيها ؟ هذا مذهب اعتزالي لو كانوا يعلمون ما يقولون ، وما يخرج من أفواههم ذلك لأن من المعلوم أن هناك اختلافا جذريا بين أهل السنة وبين المعتزلة ، أهل السنة يقولون الحسن ما حسنه الشرع والقبيح ما قبحه الشرع ، المعتزلة يقولون لا يقولون كما هو منقول عنهم في كتب الكلام والفرق بالتحسين والتقبيح العقليين ، ما حسنه العقل فهو حسن وما قبحه العقل فهو قبيح ، إذن هؤلاء معتزلة ، وهم يدّعون أنهم يحاربون الاعتزال وهم يمشون مشية المعتزلة تماما ، حينما يقولون يا أخي شو فيها ؟ إذن هو حسن بعقله المسلمون ليسوا على هذا ، المسلمون الحسن ، ما حسنه الشارع ، لذلك نحن نقول: ( كل من ادّعى بأن هذه بدعة حسنة ) نقول له: (( هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )) فإن جاء بالبرهان كما جئنا نحن آنفا بالدليل على المثالين السابقين أن أبا بكر وعمر من جهة ، لما جمعوا القرآن وعمر لما أخرج اليهود من جزيرة العرب ، ما أتوا ببدعة ضلالة ،وإنما نفذوا حكما شرعيا ، فإن فعل هؤلاء وأتوا على ما يدّعونه بأنه بدعة ، بدليل شرعي ، نقول لهم بارك الله في بدعتكم هذه ، لكن ننكر عليكم استعمالكم اللفظة ، لفظة البدعة عليها ، لأن الرسول عليه السلام يقول ( كل بدعة ضلالة ) فأنتم تتناقضون حينما تطلقون عليها بدعة ما دام أن الشرع ،قام بدليل أنه مشروعة ، فهل نحن نقول ما فعله أبو بكر وعمر من جمع القرآن ، وما فعله عمر نفسه من طرد اليهود من جزيرة العرب ، هذه بدعة !؟ حاشا لله ، فإذا هذا الحديث حجة عليهم من جوانب عديدة ، أولا : سبب الورود كما ذكرناه وهم يجهلونه ، ثانيا : نقول لهم الحديث يحمل في طواياه الحجة عليكم ، لأنه يقول: ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) كيف نعرف البدعة الحسنة ؟ بالدليل الشرعي هاتوا الدليل وانتهى الأمر ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة ، بالدليل وإلا كذلك كمان بالعقل كما فعلوا بالسنة الحسنة ؟ بالدليل ،وانتهى الأمر و (( قضي الأمر الذي فيه تستفتيان )) لعلي أجبتك إن شاء الله عن سؤالك ؟

السائل : جزاك الله خيرا .

الحلبي : ... .

الشيخ : تفضل

السائل : شيخنا جزاك الله خيرا يعني الكلام مطول أكثر من كل المرات

الشيخ : أي نعم

السائل : لكن لاستيفاء البحث في نقطتين ... .

الشيخ : هذا من أجل سميّ هذا نعم .

مواضيع متعلقة