هل يشترط في سجود التلاوة الطهارة واستقبال القبلة ؟ وهل يكبر فيه.؟ تكلم الشيخ أيضا على السنة الفعلية والسنة التركية. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يشترط في سجود التلاوة الطهارة واستقبال القبلة ؟ وهل يكبر فيه.؟ تكلم الشيخ أيضا على السنة الفعلية والسنة التركية.
A-
A=
A+
السائل : سؤال عن السجود سجود التلاوة هل يشترط له طهارة أو استقبال القبلة أو يكبّر فيه أو لا يكبّر؟

الشيخ : السجود، سجود التلاوة هو كأي ذكر من ذكر الله تبارك وتعالى لا يشترط له ما يشترط للصلاة لأنها ولو كانت أي السجدة جزءًا من الصلاة فالجزء لا يأخذ حكم الكل إلا بنص من الشرع فقولك الله أكبر هو جزءٌ، بل هو ركنٌ من أركان الصلاة، لا تصح الصلاة إلا بافتتاحها بالتكبير، ولكن لا أحد يقول بأنك إذا أردت أنه تكبر خارج الصلاة بأنه يجب عليك أن تكون قد جمعت في نفسك كل شروط الصلاة مما ذكرت أنت آنفًا من استقبال القبلة، طهارة المكان ، وطهارة الثياب، كل هذه الشروط التي تُشترط في الصلاة لا تُشترط في تُشترط في تكبيرة خارج الصلاة لأنها وإن كان جزءًا من أجزاء الصلاة، ولكن ليس لهذه التكبيرة على اعتبار أنها جزء من أجزاء الصلاة حكم الصلاة كلها، كذلك سجدة التلاوة، كذلك سجدة الشكر فلا يُشترط للمسلم أي شرط من الشروط المعروفة للصلاة بل هو يسجد كما هو، إن كان إلى القبلة سجد، إن كان إلى الشرق، إلى الغرب، إلى آخره. سجد كما هو دون أن يتكلف و أن يتصنع شيئًا لم يأمرنا به ربنا عز وجل في كتابه ولا نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته. وهنا يأتي حديث وإن كان في سنده ضعف ولكنّ معناه صحيح بالاتفاق وهو: (... وسكت عن أشياء رحمة بكم فلا تسألوا عنها ) . فإذًا ما أوجب علينا شرطًا من هذه الشروط في سجود التلاوة أو سجود الشكر فنحن نسجد كما تيسر لنا (( ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ )) ، لا يعرفون فضل نعمة الله عز وجل لما سكت عن أمور تكلّفها كثير أو قليل من الجمهور فأوقعوا أنفسهم وأوقعوا غيرهم في شيء من العنت والحرج، والأمر كما قال تعالى: (( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ )) ، لكن ربنا..وجوده وكرمه ما أعنتنا (( يرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) . هذا السؤال رقم واحد سجلته يا أبو ليلى؟ وين أبو ليلى؟...

السائل : طيب، كذلك في الصلاة، إذا كنت تصلي قرأت سجدة وأنا في صلاة ثم سجدت وأنا في صلاة حكمها حكم هذا ما فيها تكبير أو أُكبر؟

الشيخ : إيه، أنت قلت: يا أبا صالح حكمها حكم السجدة السابقة ؟

السائل : نعم.

الشيخ : ثم أتبعت بالبيان، وإذا كنت وقعت في الخطأ.

السائل : استغفر الله.

الشيخ : وربما أوقعتني معك؟

السائل : استغفر الله.

الشيخ. فلمّا قيدت السؤال بالتكبير أحسنت ( وأتبع السيئة الحسنة تمحها ) .

السائل : الحمد لله، الحمد لله.

الشيخ : فأقول التكبير في سجدة التلاوة في الصلاة حكمها حكم سجدة التلاوة خارج الصلاة، ولكن فيه فرق من جهة أخرى ، هذا الفرق سأتحدث عنه قريبًا إن شاء الله، أما أن حكم هذه السجدة في الصلاة كحكمها خارج الصلاة، لأن الدليل يجمع بين السجدتين. أي لماذا نقول: أن الإنسان لا يجب بل يُشرع له أن يكبّر لسجود التلاوة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يُنقل أنه فعل ذلك، وإذ لم ينقل فنحن لسنا بأعبد منه فنحن نتبّعه عليه السلام فيما فعل وفيما آتاك من التعبديات مما يدخل في دائرة العبادات ؟ ما فعله فهو سنة وما تركه فهو سنة في العبادات، ما تركه من العبادات فتركه سنة، وما فعله من العبادات ففعله سنة، ولذلك فبعض العلماء المحققين قسموا السنة قسمة جميلة، يُفهم من كلامي السابق وهو سنة فعلية. وسنة تَركية. آه ما نقول: تُركيه، تَركية ما نقول تُركية .

السائل : تُركية لا، أنا عمري ما قرأتها في حياتي يا شيخ تُركية.

الشيخ : سنة فعلية، وسنة تَركية. والمقصود وضح من كلامي السابق، أي كل شيء تركه الرسول صلى الله عليه وسلم مما نظن أنه عبادة فهو ليس بعبادة وبالتالي فالسنة تركها. من أجل ذلك أجمع علماء المسلمين والحمد لله قاطبة على أنه لا يُسن لصلاة العيدين أذان. أجمعوا قاطبة أنه لا يُسن لصلاة العيدين أذان كما أنه لا يُشرع هذا الآذان في صلاة أخرى قد يكون الناس أحوج إليه منهم إليه فيما ذكرنا من صلاة العيدين، ألا وهي صلاة الكسوف وصلاة الخسوف، وقريبًا خسف القمر في الهزيع الأخير من الليل والناس ما دروا بذلك إلا الذين خرجوا لصلاة الفجر.

السائل : أنا رأيته.

الشيخ : آه، وإن شاء صليت.

السائل : الحمد لله.

الشيخ : الحمد لله، والشاهد فمثل هذه الصلاة العقل، والدين نقل وليس بالعقل، وظيفة العقل فهم الدين وليس التشريع في الدين، العقل يقول مثل هذه الصلاة خسوف القمر في الليل والناس نائمون، كسوف الشمس بالنهار والناس منشغلون يركضون وراء أعمالهم هؤلاء بحاجة إلى أن يُتخذ لهم وسيلة تذكرهم بهذه العبادة، لكن ما نتخذ شيئًا من ذلك ما دام أن نبينا صلوات الله وسلامه عليه لم يتخذ ذلك. فكان هذا الأذان سنة تَركية وليست سنة فعلية، قُلت إنهم قد اتفقوا والحمد الله العلماء قاطبة على أنه لا يُشرع الأذان لصلاة العيدين، لكنهم مع الأسف قد اجتهد بعضهم، ومثل هذا الاجتهاد أنا أقول فيه بدعة. لكن ذلك ليس خدجًا وليس غمزًا، وليس طعنًا في المجتهد. لأن المجتهد قد يرتكب أكثر من ذلك. قد يستحل ما حرم الله ويحرم ما أحل الله، لكنه الاجتهاد فهو مأجور على كل حال. فقد يرى شيئًا هو في الحقيقة بدعة يراها مشروعة فهو مأجور لكن ليس لنا اتباعه، من ذلك أنهم اتخذوا للعيدين ولصلاة الخسوف مثلًا، الخسوف، الصلاة جامعة. يعني الصلاة جامعة جاءت في صلاة الكسوف لكن ما جاءت في صلاة العيدين كما جاء في صحيح مسلم أنه لم يكن في عهد الرسول عليه السلام من صلاة العيدين لا أذان، ولا إقامة، ولا الصلاة جامعة. إذًا السنة تنقسم إلى قسمين فعلية. وتركية. فلمّا لم نعهد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كبّر لسجود التلاوة لا داخل الصلاة ولا خارج الصلاة قلنا إنها سنة تركية وليست سنة فعلية يتعبد المسلم بها، لكن هناك شيء فيما يتعلق بسجدة التلاوة في الصلاة. قد ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يكبّر إذا سجد سجدة التلاوة في الصلاة، فنحن حينئذٍ نعدّل موقفنا السابق، نعدل موقفنا السابق لأننا نزعم ونرجو أن نكون صادقين فيما نزعمه. نزعم أننا سلفيون، أي أتباع السلف الصالح ولذلك قال أهل العلم .

كل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف

وإذا ثبت شيء عن أحد الصحابة خاصة إذا كان من الأجلاء من الكبار علمًا وفقهًا وقِدم صحبة حينئذٍ ليس لنا أن نقول بأن هذا الأمر لا يجوز ولكن مع ذلك لا نحيد عن قولنا سنة نبينا أحب إلينا. لكننا لا نشتد في الإنكار على من يكبّر لسجود التلاوة في الصلاة بخلاف الذي يكبّر خارج الصلاة... يا أبا صالح هل عندك ماء بات في شنة؟

السائل : هذا ربما من يكن منه إن شاء الله.

الشيخ : ما أظنه.

السائل : عندكم ماء بات في شنة يا؟

الشيخ : لا نحن ما سألنا هذا لنحرج غيرنا.

السائل : الحمد لله.

الشيخ : وإنما لـ...

السائل : هم يفرحوا بالخدمة.

الشيخ : بارك الله فيك.

السائل : ..ولله الحمد يفرحوا بالخدمة.

الشيخ : بارك الله فيكم جميعًا.

فإذًا عرفنا أن التكبير في سجود التلاوة في الصلاة كهو خارج الصلاة، لكن هنا أثر ثابت عن ابن مسعود أنه كان يكبّر. فمن فعل ذلك عذرناه ومن اتبع السنة اتبعناه.

السائل : يا شيخ، أنت مرة ذكرت لنا هذا الأثر ولا زلنا نحفظه الحمد لله لكن أين نجده.

الشيخ : والله أعلم. الآن ترددت كدت أن أقول في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم للقاضي إسحاق، لكن الآن أتوقف. ما أدري لعله يُذكر في " تمام المنة " راجع "تمام المنة في التعليق على فقه السنة " .

السائل : ... الكلام الذي ذكرته قبل يفوت عليّ لمّا أنك ذكرت خسوف المقر، إن تبين لخسوفه بات طلوع الفجر كما هو الخسوف الذي فات فيه هذا الشهر.

الشيخ : زين.

السائل : هل أصلي بعد أن أصلي الفجر، بعد أؤدي الفريضة، أصلي الكسوف بعد صلاة الفجر؟ وأنا بجيب السيارة بارك الله فيك يقول لي الإخوان: حطها عند ظهر الشيخ؟

الشيخ : هذه السيارة؟

الشيخ : يقول الإخوان، قالوا لي؟ أنت افعل ما يحلو لك

السائل : يحلو لك لي راحتك.

الشيخ : جزاك الله خيرا.

مواضيع متعلقة