بيان ضرورة التمسُّك بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان ضرورة التمسُّك بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح .
A-
A=
A+
الشيخ : ... وقال القاديانيون : (( وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ )) أي : زينة النبيين ، مش خاتمهم يعني ما في بعده ، فما فائدة إيمان القاديانيين بالكتاب والسنة وهم (( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ )) ؟!

نحن نضرب أمثلة بفرق ضالة بالمئة مئة ، لكن هناك فينا نحن أهل السنة والجماعة مشايخ منتشرون في العالم الإسلامي كله يعطون مثل هذه الفتاوى منحرفة عن الكتاب والسنة ؛ لأنهم لا يؤمنون بمنهج السلف الصالح ، فنحن الآن ندعو إلى كلمة سواء ، الكتاب والسنة لا أحد يقول : لا ، لكن نحن نزيد بناءً على الآية التي تفضَّل بها الأستاذ : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) الأولين ، ما قال : " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيَّن له الهدى نوله ما تولى " ، لكنه عطف على الرسول فقال : (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) ؛ لماذا ؟ لأنُّو سبيل المؤمنين هو المنهج الذي نحن نجعَلُه منهجًا لفهم الكتاب والسنة ، وإلا المفاهيم متعدِّدة ، وهذا مثال قديم وعتيق ؛ (( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) يعني إلى نعيم ربِّها ناظرة ، وهذا مثال جديد : (( وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ )) يعني زينة النبيِّين مو آخرهم ؛ في أنبياء بعد الرسول - عليه السلام - !!

والأمثلة بين أولئك وهؤلاء بالمئات إذا ما قلنا بالألوف ، ما الخلاص - يا أستاذي - من هذا الانحراف باسم الكتاب والسنة ؟ الرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح ، فنحن ندعو كلَّ الدعاة الإسلاميين إلى أن يتَّفقوا معنا بهذا المنهج ما دام أنت بتقول كلهم يقولون هكذا .

السائل : ... .

الشيخ : صح ، لكن نريد عملًا ، نريد تطبيقًا ، فإذا اختلفنا في مسألة فنتحاكم إلى الكتاب والسنة ، ولا يصير بقى غضب منِّي عليك ولا غضب منك عليَّ ؛ لأنُّو نحن متَّفقين في الأصل ما لنا مختلفين ، فإذا اختلفنا في فهمٍ ما رجعنا إلى التفاسير القديمة إلى السلف الصالح ، فهو الحَكَم بيننا ، وحين يؤمن الدعاة الإسلاميون بهذا المنهج حينئذٍ أبشِرْ بنصر الله - عز وجل - ، لأنُّو يكون بدأنا نحن بنصر الله - تبارك وتعالى - الذي هو شرط أساسي في أن نستحقَّ نصر الله - عز وجل - ، فالغرض - يا أستاذي - هو أن نعرف القواعد الأساسية التي ينبغي أن تُقام عليها الدعوة الإسلامية ، الأساليب قد تختلف ، والصحابة اختلفوا كما قلنا ، لكن لم يوجد في الصحابة مَن يقول : إي ، ولو كان هيك الرسول قال لكن مذهبي قال كذا ، أو شيخي قال كذا ، أو أنا هيك وجدت ؛ ما في بالصحابة هكذا !! الإمام الشافعي - الله يرضى عنه - قيل له في مسألة غابَتْ عن ذهني الآن : ماذا تقول في كذا ؟ قال .

السائل : هو الحديث ... .

الشيخ : إي ، ماذا تقول في هذا الحديث ؟ قال له : أَتَرَاني خرجت من الكنيسة وشددت الزنار حتى أقول قولًا أخالف فيه حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟! وين الشوافعة اللي بيدَّعوا الانتساب لهذا الإمام ؛ إذا قيل لهم : قال الله قال رسول الله ، مع الأسف (( أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ )) بجانبه ، ليش ؟ لأنُّو إمامه ما قال فيه .

يا أخي ، إمامك ما قال بس في عندنا أئمة آخرين ، عندنا أبو حنيفة ، عندنا مالك ، عندنا أحمد ، وعندنا الأوزاعي ، وعندنا ابن مهدي ، وكثير وكثير جدًّا ، كل واحد منَّا ما يعرف إلا إمامًا واحدًا ، بينما الله أنعَمَ على الأمة المسلمة بأئمة كثيرين ، وضَّحوا لهم هذه النصوص من الكتاب والسنة .

السائل : وما يستطيع إلا الطَّالب ، طالب ولكن نحن ما فهمناه .

الشيخ : هَيْ المشكلة .

السائل : إذا صحَّ الحديث فهو مذهبي ، نحن عم بيصحّ الحديث نظل نقول : لا لا لا !! إلا نأخذ بقول العالم ، أو قول العالم ... .

مواضيع متعلقة