الحثُّ على أهمية " التصفية والتربية " . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الحثُّ على أهمية " التصفية والتربية " .
A-
A=
A+
الشيخ : ولذلك فعندنا كلمة عنوانها مختصر لا بد من " التصفية والتربية " ، التصفية والتربية " لإقامة الدولة المسلمة ، بدون تصفية هذا الإسلام ممَّا ليس فيه أنا خطر في بالي آنفًا لما كان الأستاذ عيد عبَّاسي يتكلم أنُّو ذكر في جملة الأسباب التي يعني جعلت المسلمين يُلحدون أو يبتعدون عن دينهم فهمهم الإسلام فهمًا منكوسًا معكوسًا ، أو ما هذا معناه ، وهذه حقيقة مرَّة ومؤلمة ، بتروح للبلاد الكافرة مع الأسف الشديد ما بتشوف سيارة معلَّق نعل عتيق في مقدمتها أو في مؤخرتها ، لكن في البلاد الإسلامية في هالشيء هادا ، هادا شو بيدل يا جماعة ؟ هذا بيدل على فساد العقل ، طيب ؛ شو هاللي بيصلح العقل ؟ الدين الصحيح ، أو الثقافة التجربيُّة العلمية ، لكن الثقافة التجربية العلمية إلى نطاق محدود ومحدود جدًّا ، لكن الإسلام الذي أنزَلَه الحكيم العليم هو اللي بيصحح المفاهيم وبيوعِّي العقول ، فإذا كان المسلمون إذا كانوا وقعوا في جاهلية أجهل من الكفار فهذا أكبر دليل أنُّو هنّ ما استفادوا من دينهم ، ترى شو سبب عدم الاستفادة ؟ من جملتها ما سبق الإشارة إليه ؛ فهمهم للإسلام منكوسًا معكوسًا ، وما نذهب بكم بعيدًا ، فعندكم الآن قبر يُزار اسمه " قاضي الحاجات " ، تعرفوه ؟

سائل آخر : اندثر اندثر قديمًا هذا .

الشيخ : قديمًا ، انقرض ؟

سائل آخر : اندثر .

الشيخ : الحمد لله .

سائل آخر : شالوه .

الشيخ : شالوه ، إي منيح ، هادا كمان بيدل على وعي وتقدُّم ، هذا " قاضي الحاجات " .

سائل آخر : ... .

الشيخ : لَكان ؟

سائل آخر : ... .

الشيخ : معجزاته وكراماته ... المرأة العقيم تركب على السِّنام تبعه بتحتك فيه ، بتروح حامل بإذن الله !! ما ... أبدًا ، " قاضي الحاجات " تبعكم !!

سائل آخر : ... .

الشيخ : إي نعم ، هذا له أمثلة كثيرة في البلاد هذه الإسلامية مع الأسف الشديد ، ولماذا نذهب بعيدًا ؟ مَن منكم لا يعلم مسلمين مصلُّون يأتون لقضاء حاجات الأولياء والصالحين ، أنكرتم قاضي الحاجات والحمد لله ، تقدروا تنكروا هالحقيقة هذه ؟ ذهاب عشرات ومئات الناس الطَّيِّبين الصالحين إلى الأولياء والصالحين يتوسَّلون بهم ، ينادونهم من دون الله لقضاء الحاجات ، ويطوفون حول قبورهم ، تعرفوهم ولَّا ما تعرفوهم ؟ أنت ها تعرف هالشي ؟ شفتوا هيك شيء ، هدول ترى فرانساويين ولَّا مسلمين ؟!

السائل : مسلمين !

الشيخ : مسلمين ، شو اللي وصَّلهم إلى هنا ؟ سوء فهم الإسلام معكوسًا ، هذه بيسموها واسطة ، سموها توسُّل ، وكثيرًا ما نُسأل : شو رأيك في التوسُّل ؟! فنُجيب : التوسل مثل زيارة القبور نوعان : مشروع وغير مشروع ، وندخل بقى في التفاصيل ، فهذا من قلب إيش ؟ الحقائق ؛ أنُّو يأتي مسلم يطلب الشفاء بطريق لا شَرَعَه الله ولا الطب ولا العلم ، الطب كله لا يؤمن لا بالأولياء ولا بالصالحين ، ما بيعرف إلا إيش ؟ شيء تجربي ، لكن نحن المسلمين نؤمن بالأولياء والصالحين ، لكن هدول المسلمين طائفتان ، طائفة بيؤمنوا بالأولياء والصالحين كما قال - تعالى - : (( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )) . مَن هم ؟ الجواب : (( الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ )) . ... طائفة ونحن منهم ، وإن شاء الله كلكم تكونوا منهم .

السائل : آمين .

الشيخ : طائفة ثانية تعتقد بالأولياء هدول فيهم متصرفين في الكون !! ... وأقطاب وأبدال ونقباء وأنجاب ودولة دولة !! وهدول ، هدول يا إخواننا شبابنا الناشئ اليوم هاللي فهمان الإسلام واللي مو فهمانه ما عنده خبر هذه الضلالات ، وهذا كما يُقال : " ومن العصمة أن لا تجد " ، لكن اقعدوا لكم مع ناس من هدول هاللي بيسموهم " على البركة " ولو كان يمشي بالزلط في الطريق ؛ لأنُّو هذا مأخوذ مجذوب يعني ، هذا مجذوب ، فبتسمعوا منهم الولاية بالمعنى الآخر ، وأنا هلق راح نحكي لكم قصة مو علم ؛ لأنُّو تكونوا تعبتم في دماغكم مثل ما أنا تقريبًا تعبت في حنجرتي ، راح أحكي قصة :

زرت مرة قرية " دير عطية " ، ممكن هاللي بيروح منكم إلى الشام كان يمر عليها سابقًا ، هلق طريق جديد يمر عنها جانبًا ، نزلت فيها ضيفًا ليلة واحدة ، والغرفة على طريق مثل هالدخلة بس عريضة ، ولها باب هنا ولها نوافذ واطية ، وإذ النافذة تُطرق ، فخرج صاحب البيت ، وكنَّا نحن مجتمعين شيء عشرة أشخاص أنا أحدهم ، فخرج من الغرفة يستقبل الطارق ما سمعنا غير ترحيب عجيب جدًّا : " أهلًا وسهلًا بأبو فلان " ، ما أدري أبو إيش هلق ، دخل الرجل بدنا نحن بقى كلنا عيون نحو الداخل نشوفه مين الضيف الكريم ، وكانت مفاجأة لي مدهشة ، وإذا به الحشَّاش المفطر في رمضان التارك للصلاة الملازم لـ ... المسجد جاري من خارج المسجد لا من داخله ، ما شفته في المسجد إطلاقًا ، وعيونه جاحظة صفراء من كثر ما هو محشِّش ، وهو - أيضًا - فُوجئ بي ، فأوَّل ما جلس عمل حاله ... صار يركع ويسجد ويحكي كلام مثل ما بيقولوا النحويون : " جملة غير تامة " ؛ يعني - مثلًا - بيض بندورة باذنجان ، إي شو بهم ؟ والجملة التامة لا تقولوا بس من هالمجانين هدول ، لا ، عندكم في الأذكار ، الله الله الله الله ، شو به الله ؟ الله أعلم بقى ! [ الجميع يضحك ! ] هَيْ جملة غير تامة ، فهذا الرجل قعد يتظاهر أنُّو غايب ما بيعرف شو عم يحكي ، عرفت أنا أنُّو هذا الرجل عند صاحب البيت من كبار الأولياء !! فانمعطت معطة فظيعة جدًّا ، ثم انطلقت أتكلَّم حول الآية السابقة : (( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )) ، تكلَّمت ما شاء الله أن أتكلَّم ، وما لنا في هذا الصدد .

الصدد قال لي صاحب البيت ، قال لي : والله - يا أستاذ - نحن كنا نعتقد هيك مثل ما عم تحكي تمام ، لحتى إجانا شيخ اسمه كذا ، ائتمارًا بأمر الأخ السابق حتى ما نستغيب الأشخاص ما راح نسميه يعني الشَّيخ ، إجا من الأزهر وقد درس ومكث في الأزهر عشرين سنة ، صار يعطي دروس في المساجد مسجد القرية ، مساجد القرية في البيوت ، فمن جملة التعليمات اللي قدَّم لنا إياها أنُّو شو يقولوا ؟ " سرُّه في أضعف خلقه " .

سائل آخر : ... .

الشيخ : إي نعم ، وقال أنُّو الله - عز وجل - له عباد صالحين يعبدوه في الغيب ، تشوفوهم أنتم بتحقّروهم ، بل بتكفروهم ، فإياكم وإياهم ، اصحوا تنبلشوا بواحد منهم وتنكروا عليهم !! بعدين تنبطحوا تنصابوا إلى آخره ، وقال - الشاهد هون - حكى لنا مضيفي عم يحكي عن هداك الشيخ اللي حكى له القصة الآتية ، فاستمعوا يا أولي الأبصار !

السائل : ... .

الشيخ : نعم ، درس عشرين سنة في الأزهر ، إي ، إي يعني الأزهر القديم حلقات ما حلقات ... مو أزهر اليوم ، يا ليت كمان بقي الأزهر القديم !!

الخلاصة : الله الله ، " ولو كان سهمًا واحدًا لَاتَّقيته " ، شو القصة اللي حكى لهم إياها الشَّيخ ، فضبعهم فَرْد ضبعة ، وسَلَبهم فَرْد سلبة ، وخلَّاهم يؤمنوا بهالمجنون هذا المتجاذب أنُّو من كبار الأولياء والصالحين ، حكى لهم القصة الآتية ، قال :

كان فيما مضى من الزمان رجل عالم فاضل ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، محتسب ينزل إلى السوق كل ما رأى منكرًا غيَّره ، قال : ذات يوم خرج كعادته وحوله أصحابه وأتباعه تلامذته ، وقف على سمَّان أو عطَّار ، فرآه يبيع حشيش مخدِّر لشخص ، فأنَّبَه وأنكر عليه ؛ ما تستحي ، ما تخاف من رب العالمين كذا ، قال لسا ما أتم كلامه سُلب الرجل ، وصار مثل البهيمة ، الواعظ العالم الفاضل ، أصحابه اللي معه دُهشوا ، قادوه من يده كما تقاد الدابة إلى البيت ، وهنّ بقى صاروا يسألوا : شو قصته هالإنسان العالم شو أصابه ؟ تمو يسألوا تموا يسألوا حتى الله رماهم بشخص قال لهم الشَّيخ هو من الجماعة اللي يُقال عنهم " ذو الجناحين " ، " ذو الجناحين " يعني يعلم بالظاهر والباطن ، يعني جمع بين الحقيقة والشريعة ؛ لأنُّو الحقيقة غير الشريعة ، والشريعة غير الحقيقة ، فالإسلام إسلامان ؛ إسلام ظاهر وإسلام باطن ، شغلة !! شغلة يا لطيف مدبَّرة مكيدة للإسلام فظيعة !!

الخلاصة : راحوا لعند الرجل " ذو الجناحين " حكوا له القصة ، العالم عم يأمر بالمعروف وينهى صار مثل البهيمة .

السائل : ذو الجناحين ولَّا ... ؟

الشيخ : جناحين ، قال لهم : آ ، أنا عرفت شو القصة ، هذا الرجل السَّمَّان الحشَّاش من كبار الأولياء والصالحين ؛ لذلك خذوا شيخكم لعنده واعتذروا له ، وطيِّبوا قلب الحشَّاش ، الولي الحشَّاش طيِّبوا قلبه على الشَّيخ العالم ، وأنا كفيل أنُّو بترجع حالة العالم إلى ما كانت عليه من قبل !

السائل : ... .

الشيخ : نعم ؟

سائل آخر : ذو الجناحين .

سائل آخر : ... .

الشيخ : ذو الجناحين .

سائل آخر : اللي عم يقص القصة العالم ... .

الشيخ : هَيْ تمام القصة .

الخلاصة : جاؤوا لعند الولي الحشَّاش ، وتلطَّفوا له بالكلام واعتذروا له أنُّو أنت تعرف أنُّو يعني شيخنا عالمنا فاضلنا ، وإخلاصه ودينه وإلى آخره ، هو ما بيريد إلا إنكار المنكر ، مو عارف مقامك منزلتك إلى آخره ، حتى صفى قلب الولي الحشَّاش ؛ فاق العالم ، رجعت إليه كل مواهبه المسلوبة سابقًا !

السائل : بُعِث من جديد الرجل .

الشيخ : ورجع الولي الحشَّاش يعظ العالم ، قال له : يا فضيلة الشَّيخ ، أنت صحيح بتظن أنُّو أنا بأبيع الحشيش المخدِّر ، سامحك الله !! أنا بأبيع حشيش بياخذ منه المحشِّش قطعة صغيرة يبطِّل الحشيش ، فهذا ضد الحشيش ، أنت عم تشوفوا حشيش .

هذا الأزهري عشرين سنة في الأزهر حكى له هذه القصة ، صاحب البيت عم يقول لي : نحن كنا نعتقد مثل ما أنت عم تقول ، الولي هو اللي بيتقي الله ؛ كل ما أكثر من الصلاة والعبادة يكون أقرب إلى الله إلى آخره ، حتى قال لنا هذا الرجل العالم أنُّو هدول الأولياء لهم حالة مع الله غير غير !! تشوفوهم في الظاهر فسَّاق فجَّار ما بيصلوا ، لكن هم بيصلوا في مكة ، بيغمضوا عيونهم بيصلوا هناك .

فالخلاصة : هذا أفظع قلب للإسلام ، فتجد المصيبة الآن في المسلمين مزدوجة ... منهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا ، وهنّ ليسوا على دين ، هل هذا دين يا إخواننا أنُّو كلما تقرَّب الإنسان إلى الله كل ما ابتعد عنه ؟! شو هالجمع بين المتناقضات !! محشِّش لا بيصلي صلاة جماعة لا بيصوم في رمضان السيجارة وفيها الحشيش ، " أشكرة " عم ... أمام الناس مع الأسف ولا منكر !! هذا ولي !! ولي محافظ على الصلوات في أوقاتها ، هذا مو ولي ؟! هذا من الخطورة في مكان قلب الحقائق ، هذا جنس من المسلمين .

الجنس الثاني بيقول لك : هذا هو الإسلام ؟ إسلام محشِّش مخدِّر إلى آخره ويُعتبر من كبار الأولياء والصالحين ، وكلام غير منطقي ، بتشوفوا أنت هون بالبيت لكن هو عم بيصلي في مكة !! هاللي عم يدرس الدراسات العصرية اليوم بيقول لك : إذا كان هذا الإسلام فأنا كفرت فيه ، أنا أعتقد في الإسلام في القرآن في السنة أمور لا بد من الإيمان بها ، إن كان مثقَّف ولَّا مسقَّف !! لا بد من الإيمان بها والتسليم ؛ ولذلك أعتقد في الكتاب وفي السنة أمور تكفي لتجربة الناس هل يؤمنون بالغيب أو لا ، ما بيكفينا بقى الأمور الغيبية الموجودة في القرآن حتى نجيب لهم بقى سخافات وخرافات ونلبِّسها لباس الإسلام ونكسيها كسوة الإسلام ، ونقول لهم : أيها الناس تعالوا إلى هذا الإسلام ؛ معناها عم تقول لهم بلسان الواقع : ابعدوا ، هذا إسلامكم بيؤخِّركم ما بيقدِّمكم ، فعلًا .

مواضيع متعلقة